لا غنى عن 'الرشوف' ضمن الأطباق التراثية الأردنية

بدو الأردن يشتهرون بطبق مفضل لدى العائلات في الشتاء لما يحتويه من عناصر غذائية تمد الجسم بالدفء وتمنحه الطاقة والحيوية.

عمان - يشتهر أهل البادية بالطبق الأردني "الرشوف" المفضل لدى العائلات في الشتاء، ويتم تحضيره في هذا الفصل البارد لما يحتويه من عناصر غذائية تمد الجسم بالدفء وتمنحه الطاقة والحيوية.
ويتكون "الرشوف" من لبن الجميد والعدس والجريش (القمح) والحمص والخبز البلدي (الشراك/ مصنوع على الصاج) مع السمن العربي.
وهذا هو طبق بدو الأردن الرسمي خلافا لـ"المنسف" المشهور، المتعارف عليه في باقي مناطق المملكة، ويقدم ساخنا.
وفي السابق كان يُطبخ في العزائم والدعوات للأصدقاء والأقارب، ولا يرتبط إعداده بوقت محدد، ولكنه يكثر في فصل الشتاء.
وقالت أريج تليلان، مديرة مركز تعليم الشباب والكبار في محافظة المفرق (خاص- شمال شرق)، إن "من المسارات التعلمية التي نهتم بها كثيرا هو توثيق التراث الأردني".
وتابعت أن "ذلك يتضمن بيت الشعر (خيمة مصنوعة من شعر الماعز وصوف الأغنام) وخزانة خاصة للأزياء الشعبية، ومطبخ متخصص بأكلات شعبية لها امتداد تاريخي في عمر الدولة الأردنية، ومن ضمنها الرشوف".
وقال ضيفالله القلاب أحد وجهاء عشائر البدو في الأردن، "ما يميز  الرشوف أن جميع مكوناته موجودة في المنزل ".
وأردف: "فيه كل ما يحتاجه الجسم من عناصر، وقد كانت ومازالت وجبة رئيسية عند البدو".
واستطرد: "الرشوف كان يسميها والدي التريد، وفي كل أسبوع أقول أريد وجبة أبي، وهو حال معظم أهل البادية الأردنية".
واضاف "عندما يأتينا ضيف من خارج الأردن، فإنه يطلب هذه الوجبة بالتحديد، وإعدادها للضيف دليل محبة ومعزة، وتزكية النفس الطيبة".
ودعا القلاب إلى التمسك بتراث الآباء والأجداد، واصفا إياهم بأنهم "هم الأصل وهم من رسموا لنا أسلوبا ومنهجا في التعامل مع كل الجوانب، خاصة الطعام الصحي والحرص على إكرام الضيف".
وقال سالم الدهام مدير الهيئات الثقافية في وزارة الثقافة "كان من المكملات لطبق الرشوف في الماضي نبات القرع".
وأردف: "إضافة القرع على طبق الرشوف دلالة على تكريم وتبجيل الضيوف".
ومضى قائلا: "كان البدو يأخذون هذا النبات معهم في حلهم وترحالهم باعتباره جزءا من طبق الرشوف، فضلا عن أنه يفي بواجب تكريم الضيف إذا ما كان المضيف لا يملك ماشية لذبحها، أو كان فقيرا، فضلا عن أنه طعام سريع في حال كان الضيف على عجلة من أمره".
وأوضح أن "من يقدم الرشوف مع القرع، فقد أدى ما عليه من واجب الضيافة، ولا يجب أن يعتذر عن التقصير".
أما زميلته ديالا كساب من قسم النشاطات التراثية في وزارة الثقافة، فنوهت بأنه "ما زال الناس يحافظون على هذا الطبق، ويتناقلونه من جيل إلى جيل، ونتيجة لذلك قمنا بنشر طرق تحضيره، مع توضيح اختلافاته من محافظة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر".
وتابعت: "حفاظا على استمرار تلك الأطباق التراثية، فإن الوزارة تقوم بتنظيم العديد من المهرجانات والأيام الثقافية وتفرد جانبا للأطعمة التراثية، ويكون الطلب الأكبر فيها على الرشوف، بل تعدى الطلب عليه إلى السياح الأجانب في أحد الفعاليات بمحافظة مأدبا.
في الأردن أربع ثقافات فرعية: البادية والريف والمدينة والمخيم، ويشتهر كل منها بعادات وتقاليد خاصة تميزه عن غيرها، والأطباق هي جزء من هذا التعدد، ولا يوجد طبق بعينه يمكن تسميته الطبق التقليدي الوحيد لجميع الأردنيين.