لا للاستعمار الإيراني ولا لفتاوى الحائري

الاحتلال الإيراني في طول البلاد وعرضها هو مفسدة كبرى على العراقيين وبالخلاص منه سيلفظ الشعب أحزاب الإسلام السياسي وأحزاب الطائفية السياسية وأحزاب المحاصصة والفساد. لأن وجودها مرتبط بوجوده.

بقلم.. ضياء الشكرجي

الحائري هو آخر من له حق قول كلمة في الشأن العراقي. كاظم الحائري مرجع متطرف تكفيري، موالٍ لولاية الفقيه ولاءً مطلقا، وهو مغالٍ في ولاية الفقيه حتى أكثر من غلو خامنئي نفسه، وهو ليس مهموما بالمطلق بأوضاع الشعب العراقي ومعاناته، ثم ليس له مقلدون بعدد يعتد به في العراق. فماله يا ترى وإصدار أوامر ولائية أو فتاوى سياسية تحريما أو تحليلا أو إلزاما؟

نحن لا نريد للعراق أن يكون تحت الوصاية الأمريكية، لكن كما الإسلاميون قبلوا عن مضض بالديمقراطية على قاعدة وجوب درء أكبر المفسدتين بأصغرهما، ولذا فالديمقراطية مفسدة شرعية عندهم، رضوا بها، ليدرؤوا بها المفسدة الأكبر، ألا هي مفسدة ديكتاتورية لاإسلامية، لعدم إمكانهم إقامة دكتاتورية شرعية في ظل نظام إسلامي، ثم امتطوا الديمقراطية شر امتطاء واغتصبوها وانتهكوا عرضها.

كمؤشر على تطرف الحائري، فهو الوحيد من فقهاء الشيعة القائل بالجهاد الابتدائي في غياب المعصوم، بينما يجيز أو يوجب بقية الفقهاء الجهاد الدفاعي وحسب، أما الجهاد الابتدائي فهم عندهم ولحسن حظنا من اختصاص الإمام الغائب المنتظر ظهوره منذ أكثر من أحد عشر قرنا، والذي لم ولن يظهر والحمد لله. نحن أيضا مثلكم نريد درء أكبر المفسدتين، وهي الاستعمار الإيراني، بأصغرهما، ألا هي التدخل الأمريكي، الذي سيأتي وقت انتهائه، بعدما نتخلص من خطر الاستعمار الإيراني، وعندما يرفض ويلفظ الشعب أحزاب الإسلام السياسي وأحزاب الطائفية السياسية وأحزاب المحاصصة والفساد.

ولن ينفع إيران تنصيب وكيلها وممثل مصالحها (أبو جهاد) الهاشمي مديرا لمكتب عبد المهدي، ليكون الأخير مجرد واجهة، وأبو جهاد هو الذي يدير اللعبة من وراء الكواليس.

لا بد أن تنتصر في النهاية الإرادة الوطنية العراقية، ولا بد إن يوم قيام دولة المواطنة الديمقراطية العلمانية الحديثة آتٍ لا محال.

كاتب عراقي