لا مبادرة لدى قطر لتسوية الأزمة في لبنان

وزير الخارجية القطري يتعهد بتقديم مساعدات اقتصادية للبنان بعد تشكيل الحكومة استكمالا للجهود الدولية.

بيروت  - قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن الثلاثاء في العاصمة اللبنانية بيروت ان قطر لا تسعى الى نسف المبادرة الفرنسية لتسوية الازمة السياسية في لبنان وليست لديها مبادرة لاستضافة محادثات بين القوى السياسية اللبنانية.
لكن الوزير القطري اعلن ان بلاده على استعداد لتقديم مساعدات اقتصادية اذا تم تشكيل حكومة لبنانية جديدة.
ولبنان من دون حكومة منذ ستة اشهر اثر استقالة حكومة حسان دياب التي تتولى تصريف الاعمال حاليا، في اعقاب الانفجار الكارثي في مرفأ بيروت وعلى خلفية ازمة سياسية واقتصادية خانقة واضطراب اجتماعي.
وقال الشيخ محمد في تصريحات بعد لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون في القصر الرئاسي في بيروت "لا نسعى لنسف المبادرة الفرنسية بل نعمل على استكمال المساعي الدولية لتشكيل حكومة اللبنانية".
أطلق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مبادرة من لبنان نصت أبرز جوانبها على تشكيل حكومة من مستقلين غير حزبيين لإجراء إصلاحات إدارية ومصرفية في البلد المأزوم.
واضاف الشيخ محمد ان "لا مبادرة حالية لدعوة السياسيين اللبنانيين إلى الدوحة ونتمنى أن يخرج الحل من بيروت". ودعا المسؤول القطري، وعلى جدول أعماله لقاءات مع مسؤولين عدة، القوى السياسية إلى الإسراع في تشكيل الحكومة، مؤكداً أن زيارته "تأتي استكمالاً للجهود الدولية".
وقال وزير الخارجية القطري "حملنا رسالة. وهي لحثّ الفرقاء على تغليب المصلحة الوطنية من أجل تشكيل حكومة وعندما يتم تشكيلها قطر مستعدة لدرس الخيارات كافة للمساعدة". وأضاف "أي برنامج اقتصادي لدعم لبنان يتطلب وجود حكومة".
وإثر أزمة سياسية حادة توجتها في السابع من أيار/مايو 2008 اشتباكات في بيروت بين حزب الله وحلفائه من جهة وأنصار الحكومة المنبثقة من أكثرية مناهضة لسوريا من جهة ثانية، استضافت الدوحة مؤتمر حوار حضره ممثلون عن الأطراف اللبنانية. وأثمر اتفاق الدوحة حينها الاتفاق على انتخاب ميشال سليمان رئيساً للبلاد.
إلا أن دور قطر تراجع تدريجيا خلال السنوات الماضية خصوصاً مع تصاعد التوتر بينها وبين جيرانها الخليجيين.
ورغم الضغوط الدولية، لا تزال القوى السياسية عاجزة منذ انفجار المرفأ عن تشكيل حكومة تنكب على تنفيذ إصلاحات يشترطها المجتمع الدولي لمساعدة لبنان. 
ولم تسفر مساعي زعيم تيار المستقبل سعد الحريري، الذي كلف في 22 تشرين الأول/اكتوبر تشكيل الحكومة، عن أي نتيجة حتى الآن وسط انقسامات سياسية واتهامات متبادلة مع رئيس الجمهورية بفرض شروط تعرقل ولادة الحكومة.