لا مفر لغصن من تهم التهرب الضريبي

مصدر قريب من التحقيقات اليابانية في قضية تستر الرئيس السابق لتحالف 'رينو نسيان ميتسوبيشي' يكشف وجود وثائق تحمل توقيع الاخير تشير إلى مبالغ مختلفة كانت محفوظة سرا.
وثائق سلمتها المجموعة للسلطات المالية اليابانية تثبت تعمد غصن التستر على إيراداته
غصن طلب من مساعديه التحقق من أن إيراداته المؤجلة ليست ظاهرة للاقسام الأخرى في الشركة
هدف المناورة كان تجنب انتقادات أصحاب الأسهم والموظفين
أول لقاء عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بين رؤساء الشركات المكونة للتحالف تؤكد التمسك به

طوكيو - أخفى كارلوس غصن الذي تتهمه نيابة طوكيو بالتستر على إيراداته، عمدا اعتبارا من 2009 قسما من راتبه بعد دخول قانون يرغمه على كشف قيمة راتبه بالكامل حيز التنفيذ، بحسب مصدر قريب من الملف.

ويأتي التأكيد على تورط غصن بالتزامن مع تأكيد اخر من رينو ونيسان وميتسوبيشي التزامها بالتحالف الثلاثي الذي يرأسه رجل الاعمال اللبناني الفرنسي الموقوف.

ويشتبه في أن يكون رئيس "رينو-نيسان-ميتسوبيشي" لصناعة السيارات الذي لا يزال موقوفا، قلل من قيمة إيراداته لدى نيسان بمليار ين سنويا (7.7 مليون يورو) خلال الفترة الممتدة من نيسان/أبريل 2010 إلى آذار/مارس 2015 في وثائق عامة سلمتها المجموعة للسلطات المالية اليابانية.

وكان غصن أوقف في 19 من نوفمبر/تشرين الثاني وأقيل من رئاسة مجلسي إدارة نيسان وميتسوبيشي.

وبحسب مصدر طلب عدم كشف هويته بدأت الوقائع خلال السنة المالية 2009-2010 بسبب تطبيق قانون يفرض على المسؤولين الكبار الأعلى أجرا كشف إيراداتهم.

وقال المصدر القريب من التحقيقات لدى نيسان والنيابة "فجأة اضطر غصن إلى كشف إيراداته (التي كانت تقدر في حينها بملياري ين) واعتبارا من تلك اللحظة بدأ يقسمها إلى جزأين: مبلغ يعلن عنه وآخر لا يعلن عنه يفترض أن يسدد له عندما يتقاعد من المجموعة".

وطلب غصن "من مساعديه التحقق من أن الإيرادات التي ستدفع له لاحقا ليست ظاهرة للاقسام الأخرى في الشركة".

وأوضح المصدر ان "ثمة وثائق تحمل توقيع كارلوس غصن تشير إلى المبالغ المختلفة التي كانت محفوظة سرا". وأضاف أن المبالغ السنوية غير المعلنة ازدادت على مر السنين وبلغت خلال السنة المالية 2017-2018 ما قيمته 1.7 مليار ين.

وهدف المناورة بحسب الصحف كان تجنب انتقادات أصحاب الأسهم والموظفين في بلد يتقاضى فيه رؤساء مجالس الإدارة رواتب أقل من دول اخرى.

رينو ونيسان وميتسوبيشي
تحالف متماسك الى حد الان في وجه عاصفة ايقاف مؤسسه

من جهة اخرى تمسكت مجموعات رينو وميتسوبيشي ونيسان لصناعة السيارات الخميس مجددا بالتحالف في ما بينها إثر أول لقاء عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة بين رؤسائها منذ توقيف رئيس مجلس إدارته كارلوس غصن في اليابان والذي خلف صدمة كبرى في هذا القطاع.

وجاء في بيان التحالف أن "مجالس إدارة مجموعة رينو ونيسان موتور وميتسوبيشي موتورز تؤكد باجماع وبقناعة تمسكها العميق بالتحالف" معبرة عن "التزامها الكامل" بهذا التحالف الذي يشكل أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم.

وأكد المسؤولون الثلاثة أن "خارطة الطريق لديهم واضحة" وأنهم سيواصلون العمل "بشكل مهني أكثر من أي وقت مضى".

وذكرت صحيفة "نيكاي" اليابانية أن رئيس مجلس إدارة نيسان هيروتو سياكاوا ورئيس رينو بالوكالة تييري بولوريه ورئيس ميتسوبيشي اوسامو ماسوكو عقدوا اللقاء عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة.

وأكدت الشركات الثلاث الخميس أن التحالف بينها "حقق نجاحا لا مثيل له في العقدين الماضيين".

ورينو هي أكبر عضو في التحالف وتملك 43 بالمئة من اسهم نيسان لكن الشركة اليابانية تسجل مبيعات أكثر بكثير من نظيرتها الفرنسية، ما يثير استياء في طوكيو.

وكان وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير عبر الثلاثاء عن معارضته أي تغيير في قيادة مجموعة "رينو-نيسان-ميتسوبيشي" ولا في "توازن" السلطات.

واعتبر خصوصا ان المدير العام لرينو "يجب ان يبقى رئيسا لمجموعة" رينو-نيسان-ميستوبيشي، وذلك بعد أسبوع من توقيف كارلوس غصن.