لا منطقة آمنة لإردوغان في سوريا ولا وقف للتسليح الأميركي للأكراد

البنتاغون يبلغ تركيا شهريا بالاسلحة المرسلة الى قوات سوريا الديمقراطية ويعتبر التعاون الحالي مع أنقرة آلية أمنية وليست منطقة آمنة.

واشنطن – قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الاربعاء انها لا تزال تزود المقاتلين الأكراد في سوريا بالأسلحة وهو ما ترفضه تركيا كليا في العلن، لكن البنتاغون قال ان انقرة على علم بالأسلحة المرسلة من خلال تقارير شهرية.
ويسعى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى اقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا تؤوي ملايين اللاجئين السوريين في تركيا واوروبا، في حين ترفض الولايات المتحدة الاعادة القسرية وتفضل الحديث عن "آلية أمنية" في هذه المنطقة التي يغلب على سكانها الأكراد.
وقال مدير مجموعة العمل في البنتاغون حول مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية كريس ماير "نحن مستمرون في توفير أسلحة ومركبات مصمّمة خصيصاً لتلبية احتياجات قوات سوريا الديموقراطية وبالأخصّ لمهمة القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف خلال مؤتمر صحافي "نحن شفّافون للغاية بشأن ماهيّة تلك الإمدادات. نحن نقدّم شهرياً إلى تركيا تقريراً عن ماهيّة تلك الأسلحة والمركبات".
وأتى تصريح المسؤول الأميركي غداة تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشنّ عملية "للقضاء" على الخطر الذي تمثّله وحدات حماية الشعب الكردية المدعومة من الولايات المتحدة.

الحليفة الأميركية تسلح أعداء تركيا
الحليفة الأميركية تسلح أعداء تركيا

وسبق أن حذّر اردوغان مراراً من أنّ بلاده تعتزم شنّ عملية عسكرية في مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا ضد وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية والتي تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية" وامتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدّها منذ عقود.
وفي محاولة لتهدئة المخاوف التركية، اقترحت واشنطن نهاية العام الماضي إنشاء "منطقة آمنة" بعمق ثلاثين كيلومتراً على طول الحدود بين الأكراد السوريين وتركيا، تتضمن أبرز المدن الكردية. ورحبت أنقرة بالاقتراح لكنها أصرت على أن تتولى بنفسها إدارة تلك المنطقة، الأمر الذي يرفضه الأكراد بالمطلق.
وفي معرض عرضه التقدّم المحرز بين واشنطن وأنقرة على صعيد إقامة المنطقة الآمنة، قال ماير الذي فضّل الحديث عن "آلية أمنية" إنّه حتى الآن سيّر الجانبان الأميركي والتركي خمس طلعات مشتركة بطائرات مروحية في سماء هذه المنطقة، كما جرت بينهما أول دورية بريّة مشتركة في 8 أيلول/سبتمبر.

نحن مقتنعون تماماً بأنّه بينما نحن نعمل مع تركيا، تراجعت بشكل كبير فكرة حصول توغّل تركي في سوريا

وبالإضافة إلى ذلك، تمّت إزالة العديد من التحصينات الكردية، كما جرى استبدال مقاتلين أكراد بآخرين عرب، حتى "لو كان لا يزال هناك أفراد من وحدات حماية الشعب في المنطقة"، بحسب ماير.
وشدّد المسؤول الأميركي على أنّه "لا ينبغي اعتبار إزالة التحصينات بالضرورة أمراً يجعل سكان شمال شرق سوريا أقلّ أماناً". وأضاف "نحن مقتنعون تماماً بأنّه بينما نحن نعمل مع تركيا، تراجعت بشكل كبير فكرة حصول توغّل تركي في سوريا".
ورداً على سؤال بشأن إمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم للإقامة في هذه المنطقة الآمنة، كما تقترح أنقرة، شدّد ماير على أنّ الولايات المتحدة ترفض أي عودة قسرية لأي لاجئ.
وقال "لا يزال موقف الولايات المتحدة على حاله: هدفنا هو عودة اللاجئين بشكل آمن وطوعي وكريم ومستنير". وأضاف أنّ هذا الأمر لا يمكن أن يتمّ إلا "بدعم من الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية أخرى" و"بالتعاون مع تركيا وشركائنا في سوريا".
وكان أردوغان قال الأربعاء إنّ نحو 3 ملايين لاجئ سوري يمكن أن يعودوا إلى "المنطقة الآمنة" التي تسعى انقرة إلى إقامتها في شمال سوريا.
وفي كلمة أمام أكاديميين في أنقرة، قال أردوغان إن تركيا ستتصرف من تلقاء نفسها إذا لم يتسن إقامة المنطقة المقررة بالتعاون مع الولايات المتحدة في شمال سوريا.
وأضاف "من خلال جعل شرق الفرات مكانا آمنا، وبناء على عمق هذه المنطقة الآمنة، نستطيع إعادة توطين بين مليونين وثلاثة ملايين سوري يعيشون حاليا في بلدنا وأوروبا".
وقال "نريد أن نرى دعما قويا من الدول الأوروبية في مسألتي إدلب ومنطقة شرق الفرات. سئمنا من الكلام وننتظر أفعالا".
وتستضيف تركيا 3.6 مليون لاجئ سوري. وتتمركز قواتها في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا حيث توغل هجوم تنفذه القوات الحكومية التي تدعمها روسيا شمالا في الشهور القليلة الماضية مما أثار مخاوف من موجة جديدة من اللاجئين.