لا موعد واضحا لاستئناف المحادثات بين طهران والرياض
بيروت - لم يتضح بعد موعد جولة خامسة من المفاوضات الاستكشافية بين إيران والسعودية بعد أن علقت طهران مؤقتا المحادثات بشكل مفاجئ، بينما تحاول راهنا تسويق رواية أن المملكة هي مصدر تعثر المحادثات الرامية لتهدئة التوتر والتمهيد لاستئناف العلاقات بين البلدين.
وفي أحدث إشارة إيرانية على إتباع نهج المماطلة والهروب إلى الأمام في تهدئة التوترات بالمنطقة، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان اليوم الخميس إن بلاده تلقت رسائل متضاربة من السعودية بشأن إحياء العلاقات الثنائية.
وأضاف في مؤتمر صحفي ببيروت "الجمهورية الإسلامية ترحب بعودة العلاقات مع السعودية، لكنها تلقت حتى الآن رسائل متباينة من المملكة. نتوقع أن يتصرف السعوديين وفقا لمصلحة المنطقة".
وبدأت السعودية وإيران محادثات مباشرة العام الماضي في محاولة لاحتواء التوتر بين البلدين.
وكان وزير الخارجية العراقي الذي يتوسط في المحادثات بين الطرفين في بغداد، قد قال من قبل إن الجولة الخامسة ستعقد في 16 مارس/آذار، لكن وكالة نور نيوز الإيرانية قالت إن طهران "علقت من جانب واحد المحادثات مع السعودية" دون ذكر السبب.
وقالت الرياض هذا الشهر إنها أعدمت 81 رجلا في أكبر عملية إعدام جماعي منذ عقود لمدانين في قضايا الإرهاب. وقال نشطاء ومدافعون عن حقوق الإنسان إن 41 من الذين أعدموا شيعة من منطقة القطيف في شرق المملكة التي كانت تاريخيا بؤرة صراع بين الحكومة والأقلية الشيعية.
وتأتي تصريحات عبداللهيان بينما تقول واشنطن وطهران إنهما يقتربان من التوصل لاتفاق يحيي الاتفاق النووي للعام 2015، فيما يؤكدان أن هناك مسائل خلافية لا تزال عالقة.
وقال الوزير الإيراني الخميس خلال مؤتمر صحفي في بيروت إن إحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين طهران والقوى العالمية يمكن أن يتحقق على المدى القصير إذا اتبعت الولايات المتحدة نهجا عمليا في مفاوضات فيينا.
وتابع "إذا كانت الولايات المتحدة براغماتية.. يمكن التوصل لاتفاق نووي في المدى القريب"، مشيرا إلى أن مسألة رفع العقوبات عن بلاده لم تتم تسويتها بالكامل بعد.
واتهم ضمنا واشنطن بالمناورة قائلا "بدلا من تضييع الوقت بالتلاعب بالكلمات والوقت، يتعين على الولايات المتحدة أن تتبع الطريق الصحيح وتتصرف بشكل عملي. نحن مستعدون لاتفاق جيد وقوي ومستقر ولكن ليس على حساب خطوطنا الحمراء".
وكانت المحادثات قد اقتربت من التوصل لاتفاق عندما طرحت روسيا مطالب من الولايات المتحدة في الدقائق الأخيرة وأصرت على الحصول على ضمانات بألا تضر العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا بتجارتها مع إيران.
وخلال زيارة لدمشق أمس الأربعاء قال أمير عبداللهيان إن بلاده والقوى العالمية أقرب من أي وقت مضى للتوصل لاتفاق في فيينا، لكن مسؤولين أميركيين أبدوا حذرا أكبر في تقييمهم لمساعي إحياء الاتفاق الذي يحد من البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع عقوبات اقتصادية مفروضة عليها.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أمس الأربعاء إن الولايات المتحدة وحلفاءها أحرزوا تقدما في محادثات إيران النووية، لكن لا تزال هناك مشكلات قائمة ومن غير الواضح إن كانت ستحل.