لا نية لدى حكومة روحاني لعزل وزير النفط

انقسامات في إيران تعكس حالة من الإرباك في التعاطي مع المأزق الراهن بين شق يدعم التصعيد ضد وآخر يبحث عن حل دبلوماسي للأزمة للخروج بأقل الأضرار الممكنة.

إيران تبحث عن منافذ سرية لبيع نفطها بعيدا عن العقوبات الأميركية
زنغنه يواجه اتهامات بالفشل في تجنب عقوبات أميركية على قطاع النفط
الواقعية تغيب عن التعاطي الإيراني الرسمي مع الأزمة الراهنة

جنيف - نقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن متحدث باسم الحكومة أن إيران لا تعتزم إقالة وزير النفط بيغن زنغنه من منصبه.

وكان مشرع إيراني كبير قال الشهر الماضي إنه يجمع التوقيعات في البرلمان لدعم اقتراح لعزل زنغنه بسبب عدم قدرته على درء العقوبات الأميركية على مبيعات النفط الإيرانية.

وقال النائب هدايت الله خادمي الشهر الماضي، إنه لم يجمع بعد العدد الكافي من التوقيعات لدفع المقترح قدما. وسبق أن باءت محاولات مماثلة لإقالة زنغنه بالفشل في الأعوام الأخيرة.

وقال المتحدث علي ربيعي "لا تغيير في برنامج عمل الحكومة. زنغنه دائب النشاط وهو من الوزراء الرئيسيين في الحكومة. اسم زنغنه مطروح على الدوام للعزل، لكن آمل أن يواصل أداء دوره في الحكومة. دور زنغنه في الوقت الحالي مهم وعلى البرلمانيين أن يساعدوه."

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على صادرات إيران النفطية بعد الانسحاب أحادي الجانب العام الماضي من الاتفاق النووي للعام 2015 لكبح برنامج طهران النووي.

وتسود إيران انقسامات حادة وحالة من الإرباك في التعاطي مع المأزق الراهن بين شق يدعم التصعيد ضد الولايات المتحدة وشق آخر يبحث عن حل دبلوماسي للأزمة يجنب طهران المزيد من القيود الأميركية ويتعامل مع العقوبات الأميركية بواقعية لا بمنطق التحدي.

لكن الواقعية تغيب في الظرف الراهن عن التعاطي الإيراني الرسمي حيث تجمع كل المؤشرات على أن التفاتة الرئيس الإيراني ومعظم وزراء حكومته للجهود الدبلوماسية وللوساطات الخارجية لتهدئة التوتر مع الولايات المتحدة لا تخرج عن سياق المناورة السياسية لكسب الوقت.

وتقول مصادر إن طهران التي تحاول إظهار صمودها في وجه الضغوط الدولية، خططت لبيع نفطها بشكل يجعلها تتفادى العقوبات الأميركية ومن ذلك بيع النفط لشركات خاصة تتولى بيعه وأيضا بيع النفط لشركات ناقلات نفط أجنبية تتولي توزيعه على طريقتها.

ويعتقد أن زنغنة يقود جهودا لإيجاد منفذ أوثق وأقل مخاطر لبيع النفط الإيراني ولو بسعر أقل مما هو متداول حاليا في الأسواق بمنطق نصف الخسارة ولا الخسارة كلّها.

وفي كل الحالات لن تخسر إيران كثيرا لو باعت بسعر أقل من المتداول، فاستمرار البيع في حدّ ذاته يجنّبها انخفاض إيراداتها النفطية للصفر على خلاف ما تدفع نحوه واشنطن.