لبنان على أبواب أزمة سياسية جديدة بسبب كورونا

بري يهدد بتعليق تمثيله في حكومة دياب ما لم تتحرك لإعادة اللبنانيين العالقين خارج البلاد، فيما يكافح عدد من المغتربين لتدبير أوضاعهم الحرجة بسبب القيود الصارمة التي تفرضها البنوك اللبنانية على التحويلات الخارجية وسحب النقود.

بيروت - هدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري السبت بتعليق تمثيله في حكومة رئيس الوزراء حسان دياب ما لم تتحرك لإعادة المغتربين العالقين خارج البلاد في ظل تفشي وباء فيروس كورونا، متسببا في وفاة أكثر من 28 ألف شخص حول العالم، فيما توفي في لبنان 8 مصابون بالفيروس حتى الآن.

وتأتي هذه المستجدات بعد مرور شهرين على تشكيل الحكومة اللبنانية برئاسة دياب بعد مخاض عسير بسبب خلافات بين القوى السياسية ورفض الشارع اللبناني لأسماء تقلدت مناصب سابقة بالدولة.

وأعلنت الحكومة اللبنانية حالة طوارئ طبية في 15 مارس/آذار لمنع انتشار الفيروس، ومنعت الأسبوع الماضي الناس من مغادرة منازلهم من الساعة السابعة مساء حتى الساعة الخامسة صباحا. وسجل لبنان 412 حالة إصابة بكورونا.

ومدد لبنان الخميس التعبئة الأمنية والأجهزة المعنية وحظر التجول لمدة أسبوعين لمواجهة كورونا. وطلبت السلطات اللبنانية مساعدة مالية من صندوق النقد الدولي لمقاومة الوباء في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد المنهكة اقتصاديا.

وكان وزير الخارجية ناصيف حتي قد قال الخميس "إنه ينبغي على اللبنانيين الموجودين في الخارج الخضوع للفحص للتأكد من أنهم غير حاملين للفيروس قبل أن يتسنى لهم ركوب الطائرة للعودة".

وقال بري زعيم حركة أمل الشيعية في بيان صادر عن مكتبه "إذا بقيت الحكومة على موقفها إزاء موضوع المغتربين لما بعد الثلاثاء المقبل فسنعلق تمثيلنا بالحكومة".

وبري من الشخصيات الأكثر نفوذا في لبنان وعيّن وزير المالية وآخرين في الحكومة التي تواجه أزمة مالية وسيصيبها الشلل إذا سحب بري دعمه لها.

ومثل جميع كبار الساسة في لبنان، يحظى بري بقاعدة تأييد قوية وسط جاليات المغتربين اللبنانيين الكبيرة في الخارج.

بدوره انتقد السياسي البارز سمير جعجع السبت الحكومة لهذا السبب، معربا عن قلقه من أن الدول التي تتصدى للتفشي ستعطي الأولوية لعلاج مواطنيها على حساب المغتربين.

قوات الأمن تزيل مخيم احتجاج في بيروت
قوات الأمن تزيل مخيم احتجاج في بيروت

ويكافح بعض اللبنانيين العالقين في الخارج لتدبير أمورهم ويزداد وضعهم صعوبة بسبب القيود الصارمة التي تفرضها البنوك اللبنانية على التحويلات الخارجية وسحب النقود من ماكينات الصراف الآلي في الخارج. ويعاني لبنان من أزمة مالية طاحنة منذ أكتوبر/تشرين الأول.

وقال وزير الخارجية الأسبوع الماضي إنه سيتم رفع سقف التحويلات للطلاب العالقين في الخارج.

وكتب على تويتر "‏نتمنى أن نعيد اللبنانيين اليوم قبل الغد وأتفهم مشاعر الأهل والأولاد، ولكن يجب تأمين فحوص البي.سي.آر لأنه يوجد خطورة كبيرة بصعود شخص مصاب بالكورونا مع غيره غير المصاب إلى الطائرة".

وأشار إلى أن الحكومة سترتب رحلات جوية لإعادة العالقين في الخارج وحث اللبنانيين الموجودين خارج البلاد على الاتصال بالسفارات لتقديم المساعدة لهم.

على صعيد آخر أزالت قوات الأمن اللبنانية السبت مخيم احتجاج في وسط بيروت وأعادت فتح شوارع أغلقها متظاهرون منذ بدء الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة في أكتوبر/تشرين الأول.

وكان المخيم الموجود حول ساحة الشهداء قد أصبح خاليا إلى حد كبير في الأشهر الأخيرة بعد تضاؤل الاحتجاجات. وشدد لبنان الأسبوع الماضي إجراءات الحد من التنقل في إطار جهوده للحد من انتشار فيروس كورونا.

وبدأت قوات الأمن في إزالة الخيام مساء الجمعة وواجهت مقاومة من عدة عشرات من المحتجين الذين ما زالوا موجودين بالمخيم. وقال شاهد من رويترز إن محتجا أشعل النار في نفسه قبل أن يسارع أفراد الأمن بلف جسمه ببطاطين. وعلى الرغم من إعادة فتح ساحة الشهداء أمام حركة المرور قال مصدر أمني إن الطرق المؤدية لساحة رياض الصلح ما زالت مغلقة.