لبنان يسمح باستيراد المحروقات دون قيود للصناعيين

السماح بالاستيراد المباشر لمادة المازوت وغيرها من المشتقات النفطية من دون إجازة مسبقة يأتي لتخفيف عبء الأزمة الاقتصادية وسط شح الوقود المتزايد.

بيروت - قال وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية اليوم الاثنين إن لبنان سيسمح للصناعيين بالاستيراد المباشر للمازوت وسط عجز الوقود المتفاقم، مما يرفع فعليا الدعم عن هذا النوع من الوقود.

وقال عماد حب الله عقب اجتماع مع الرئيس "دعم مادة المازوت سيتوقف، ونحن نعتبر أنه انتهى".

يذكر أن لبنان يشهد منذ نوفمبر/تشرين ثاني عام 2019 أزمة مالية واقتصادية تضعه ضمن أسوأ  10 أزمات عالمية وربما إحدى أشد ثلاث أزمات منذ منتصف القرن التاسع عشر، في غياب لأي أفق حل، بحسب تحذير البنك الدولي في يونيو/حزيران الماضي.وتفاقم نقص الوقود والسلع الأساسية الأخرى في الشهر الماضي.

جاء قرار اليوم الاثنين بعد اجتماع مع الرئيس ميشال عون لمحاولة حل مشكلة نقص المازوت للمصانع.

وقال حب الله إنه تقرر "السماح للصناعيين بالاستيراد المباشر لمادة المازوت وغيرها من المشتقات النفطية من دون إجازة مسبقة". وكانت تلك الإجازة لازمة عندما كان الوقود مدعوما.

وتسبب نقص الوقود في انقطاع الكهرباء لفترة طويلة وزيادة الاعتماد على المولدات الخاصة التي تستخدم المازوت.

وتجسدت أزمة لبنان في شح العملة غلاء المعيشة ما وضع نصف السكان تحت خط الفقر، ومؤخرا أوقفت السلطات اللبنانية دعم المواد الأساسية في محاولة لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية.

وصعدت أسعار الوقود المباع في السوق اللبنانية الأسبوع الماضي، بنسبة وصلت إلى 20.4 بالمئة اعتبارا من الأربعاء، مقارنة بنظيرتها المعلنة خلال الأسبوع الذي قبله، وسط تدهور في سعر صرف العملة المحلية (الليرة)، وهي قفزة عمقت معاناة اللبنانيين الذين يعيشون منذ أكثر من سنتين على وقع أسوأ أزمة اقتصادية لم تشهدها البلاد منذ الحرب الأهلية (1975-1990).

ويعاني لبنان في الأسابيع الأخيرة شحا في الوقود، ما تسبب بإغلاق معظم المحطات، فيما تشهد البقية طوابير انتظار طويلة.

ويحول الصراع على الحصص والنفوذ بين القوى السياسية دون تشكيل حكومة منذ أشهر، كما فقدت العملة المحلية أكثر من تسعين بالمئة من قيمتها في الوقت الذي لا يزال المصرف المركزي يزوّد المستوردين بالدولار لتغطية جزء من كلفة الاستيراد، وفق السعر الرسمي.