لعبة فيديو تضع نسخة من كاتدرائية نوتردام على خط أعمال الترميم

مهندسون يسعون للاستعانة بـ'أساسنز كريد يونيتي' لاعادة بناء مفخرة فرنسا المحترقة اعتمادا على تصاميم بدقة تحاكي 90 بالمئة من نسختها الحقيقة وبنفس نسبة القياس.
'أساسنز كريد يونيتي' تقع أحداثها في باريس خلال الثورة الفرنسية
يوبي سوفت تهدي نسخة الكمبيوتر من اللعبة مجانا حتى 25 من ابريل

باريس - عندما صمم مبرمجو شركة يوبي سوفت الكندية لعبة "أساسنز كريد يونيتي" الشهيرة لم يخطر ببال أحدهم ان عملهم سيكون يوما مرجعا لترميم كاتدرائية نوتردام في باريس الذي اكلت النار جزءا مهما منه.

والمعلم الذي سيغلق لمدة خمس أو ست سنوات للقيام بأعمال الترميم طمست النيران قسما كبيرا منه، ما دفع المهندسين للتفكير في الاستعانة بنسخة رقمية منه خلال عمليات الترميم.

وتشتهر لعبة أساسنز كريد (عقيدة القتلة) بأن أحداثها تقع في معالم تاريخية مشهورة كانت إحداها كاتدرائية نوتردام.

و"أساسنز كريد يونيتي" هي لعبة فيديو نوع أكشن مغامرات صدرت في 28 أكتوبر 2014، و اللعبة هي الجزء الرئيسي الثامن في سلسلة "أساسنز كريد" وتقع أحداثها في باريس خلال الثورة الفرنسية.

اللعبة معروفة ببناء مدن تاريخية بتفاصيل تكاد تتطابق مع الحقيقة وتشمل ايضا كاتدرائية "نوتردام" والتي تم تصميمها بدقة تحاكي 90 بالمئة من نسختها الحقيقة بنفس نسبة القياس، واللعبة تدور أحداثها سنة 1789 أثناء الثورة الفرنسية و تظهر الكاتدرائية بشكل مفصل.

وناقش تقرير من موقع “ذي فيرج” عام 2014 كيف أمضت مصممة مستويات اللعبة كارولين ميوزي ما يقرب من عامين في إنشاء نموذج للكاتدرائية يحاكي المبنى الحقيقي لفهم المواد المختلفة داخل وخارج الكنيسة لضمان عدم إغفال أي تفاصيل.

وساعد مؤرخون فناني الجرافيك في إنشاء أعمال المبنى التاريخي ووضعها بشكل صحيح، واستمر العمل على التصميم لمدة سنتين كاملتين لتكوين صورة طبق الأصل للكنيسة يمكن أن تساعد حاليا في إعادة بنائها.

وجهود الشركة الكندية لدعم صيانة المعلم الباريسي لن تتوقف عند هذا الحد، اذ اعلنت الشركة منح نسخ مجانية من اللعبة على اجهزة الكمبيوتر في عرض ينتهي في 25 من ابريل/نيسان.

بالإضافة إلى ذلك تعهدت يوبي سوفت بمبلغ 500 الف يورو للمساعدة في ترميم وإعادة بناء نوتردام.

ولعبة أساسنز كريد ليست النموذج ثلاثي الأبعاد الوحيد للكنيسة العائمة. فقد أنشأ الناقد المعماري أندرو تالون مسحا رقميا للكنيسة عام 2015.

ومع أن تالون توفي الآن، لكن فرنسا ستستثمر اهتمامه بالتفاصيل والتفاني في تصميم النموذج الفائق الدقة للمساعدة على إحياء رمز مجدها السابق.

فعلى مدى عدة سنوات، استخدم أحد أفضل مؤرخي العمارة في كلية فاسار تقنية التصوير الفوتوغرافي والليزر الثابتة لإنشاء إعادة بناء معقدة لنوتردام.

وقام تالون بهذا في محاولة لفهم هياكل الكنيسة القوطية بشكل أفضل يمكن أن يثبت أنه لا يقدر بثمن لإعادة بناء الكاتدرائية الكلاسيكية.

وكان أندرو تالون مدافعا لا يعرف الكلل عن تجديد نوتردام. وقد جمع أستاذ الفن في كلية فاسار مليار نقطة من البيانات باستخدام الماسحات الضوئية الليزرية للكشف عن الفروق الدقيقة الهيكلية التي لا يمكن للصورة العادية أن تحصل عليها.

وقال ليندساي كوك (أحد زملاء تالون في فاسار) أن أعمال تالون ستخلده مع الكاتدرائية، والجميل أنه يمكن استخدامها بطرق جديدة في الأجيال القادمة.