لفتة إماراتية لسوريا تختزل البعد الإنساني في مواجهة كورونا

ولي عهد أبوظبي يشدد على أهمية التخلي عن المسائل السياسية الخلافية في الظروف الاستثنائية، مؤكدا أن الشعب السوري سيجد الإمارات إلى جانبه في أصعب الظروف لمكافحة الفيروس.
الأسد يشيد بموقف الإمارات الإنساني في دعم بلاده لمكافحة كورونا
دمشق تحظر السفر بين المدن والمحافظات توقيا من تفشي كورونا

أبوظبي - على درب المساعدات الإنسانية في الجوائح والكوارث لا تتخلف دولة الإمارات العربية المتحدة كدأبها في تقديم يد العون للشعوب والدول الشقيقة في أصعب الأوضاع، حيث أعلنت الجمعة دعمها للشعب السوري في هذه الظروف الاستثنائية لمواجهة فيروس كورونا القاتل، لاسيما أن سوريا تشهد حربا مستمرة منذ العام 2011 تسببت في تدمير البنية التحتية والمرافق الصحية.

وفي هذا الإطار أجرى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي الجمعة في سياق خطواته لمتابعة الأوضاع الإنسانية للشعوب والدول الشقيقة، اتصالا هاتفيا بالرئيس السوري بشار الأسد لبحث تداعيات انتشار كوفيد-19 في سوريا، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الإماراتية.

وقال الشيخ محمد بن زايد في تغريدة على تويتر "بحثت هاتفيا مع الرئيس السوري بشار الأسد تداعيات انتشار فيروس كورونا، وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية"، مضيفا "التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار، وسوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة".

التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار

وشدد على ضرورة التخلي عن المسائل الخلافية السياسية في هذه الظروف الاستثنائية، قائلا "علينا أن نغلب الجانب الإنساني في ظل التحدي المشترك الذي نواجهه جميعا"، مؤكدا على أن "سوريا البلد العربي الشقيق لن يكون وحده في هذه الظروف الدقيقة و الحرجة".

من جانبه رحب الأسد بمبادرة الشيخ محمد بن زايد، مثمنا موقف الإمارات الإنساني في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من هذا التحدي المستجد، مؤكدا ترحيبه بهذا التعاون خلال هذا الظرف وأشاد بهذه المبادرة بكل معانيها السامية. والاتصال الهاتفي بين الرئيس السوري وولي عهد ابوظبي هو الأول من نوعه منذ بدء النزاع في سوريا عام 2011.

وأعادت الإمارات فتح سفارتها في دمشق عام 2018، بعد سبع سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ومنذ الأحد تم الإعلان عن 5 إصابات بفيروس كورونا في سوريا، فيما حذرت منظمات إنسانية من كارثة في حال انتشار الوباء في سوريا التي تشهد نزاعا مدمرا.

كما عبرت المنظمات عن قلقها العميق إزاء احتمال تفشي فيروس كورونا في شمال غرب سوريا، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين بسبب الحرب في مخيمات مكتظة تفتقر بشدة إلى الرعاية الصحية.

واتخذت دمشق الجمعة إجراءات مشددة لمنع تفشي الفيروس على أراضيها، بمنع السفر بين المدن والمحافظات السورية، بحسب مصادر إعلامية محلية.

ونقلت قناة الإخبارية السورية عن وزير الداخلية السوري قوله، إن "سوريا منعت السفر بين المدن والمحافظات في إطار تشديد الإجراءات للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد".

ويأتي حظر السفر الذي يطبق ابتداء من الأحد المقبل، بعد فرض حظر تجول هذا الأسبوع من الساعة السادسة مساء إلى السادسة صباحا وبعد أن أوقفت البلاد رحلاتها الجوية وأمرت بإغلاق معظم الشركات.

والجدير بالذكر أن الإمارات اتخذت خطوات لافتة في مكافحة الفيروس على أراضيها وخصصت مبالغ هامة لمساعدة المواطنين والشركات على تجاوز أزمة كورونا التي أربكت أقوى اقتصادات العالم.

سوريا تغلق المحلات والمؤسسات لمنع انتشار وباء كوفيد-19
سوريا تغلق المحلات والمؤسسات لمنع انتشار وباء كوفيد-19

ولم تكتف الإمارات بدعم مواطنيها  والمقيمين على أراضيها وحمايتهم، بل هبت لتقديم يد العون للدول التي لاقت صعوبات في مكافحة انتشار كوفيد-19، الذي تسبب حتى الآن وفي وفاة نحو 27 ألف شخص حول العالم وأصاب أكثر من 590 ألف آخرين.

وامتدت مساعدات السلطات الإماراتية لعدة دول منها إيران وصربيا وكرواتيا وأفغانستان والصين وغيرها، ضمن الجهود العالمية للحد من انتشار الفيروس.

وأرسلت الإمارات في الـ16 من مارس/آذار طائرتي مساعدات تحملان إمدادات طبية ومعدات إغاثة إلى إيران، لدعمها في مواجهة الفيروس المستجد الذي انتشر بشكل كبير في البلاد.

وحملت الطائرتان اللتان أقلعتا من العاصمة أبوظبي أكثر من 32 طنا من الإمدادات بما في ذلك صناديق من القفازات والأقنعة الجراحية ومعدات الوقاية.

وكانت الرحلة هي الثانية التي ترسلها الإمارات إلى إيران في الأيام الأخيرة، حيث سبقتها طائرة أخرى أرسلت في الثالث من مارس الجاري وحملت 7.5 طن من الإمدادات الطبية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.

كما حملت معها خمسة خبراء من منظمة الصحة العالمية لمساعدة 15 ألفا من العاملين في مجال الرعاية الصحية.

وشكر مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، دولة الإمارات على دعمها المتواصل للجهود العالمية الرامية للتصدي لفيروس كورونا.

من جهته شكر الرئيس الصربي إلكساندر فوتشيتش الإمارات لوقوفها إلى جانب الشعب الصربي في محنته بينما وجه بانتقادات لاذعة إلى الاتحاد الأوروبي الذي تخلى عن صربيا في هذه الظروف الاستثنائية.

وتناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو للرئيس الصربي وهو يشكر الشيخ محمد بن زايد على وقفته ومساعدته لبلده الذي أرسلت الإمارات له مساعدات طبية لمواجهة كورونا، ويصفه "بالصديق العظيم".