لقاء 'ايجابي' بين الحريري وعون للاتفاق على لقاءات أخرى!

رئيس الوزراء اللبناني المكلف يعلن بعد شهرين من تكليفه وبعد 13 اجتماعا مع الرئيس عون أن اللقاءات ستكون متتالية للخروج بصيغة حكومية قبل عيد الميلاد من دون أن يذكر يوما بعينه.
لا مؤشر على قرب إعلان تشكيلة الحكومة بعد شهرين من تكليف الحريري
عون رفض حكومة مصغرة من 18 وزيرا بسبب "تفرد" الحريري باختيار الوزراء
لقاء عون والحريري يتزامن مع وصول رئيس أركان الجيوش الفرنسية لبيروت

بيروت - قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اليوم الثلاثاء بعد اجتماع مع الرئيس ميشال عون، إن اللقاء كان ايجابيا وكان هناك انفتاح كبير وأنهما اتفقا على لقاء جديد غدا الأربعاء "لننتج صيغة تشكيل حكومي قبل عيد الميلاد".

وكان الحريري قد قدم لعون قبل فترة تشكيلة حكومية مصغرة غير حزبية من 18 وزيرا، إلا أن الرئيس اللبناني أعلن مؤخرا اعتراضه على "تفرد رئيس الوزراء المكلف بتسمية الوزراء"، خصوصا المسيحيين دون الاتفاق مع رئاسة الجمهورية.
وتلى ذلك سجالات حادة بين تيار المستقبل والرئاسة اللبنانية على خلفية توجيه قاضي التحقيق فادي صوان اتهامات لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وثلاثة وزراء مقربين من حزب الله، اتهامات بالإهمال والتقصير ما تسبب في الرابع من أغسطس/اب الماضي بانفجار كارثي بمرفأ بيروت أسفر عن مقتل 200 شخص وإصابة 6 آلاف آخرين وتدمير هائل في المرفأ ومحيطه.

واعتبرت كتلة تيار المستقبل أن الاتهامات استهداف للطائفة السنّية وانتقدت ضمنا الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحرّ من دون أن تسميه.

واللقاء الأخير بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس الدولة هو الثالث عشر منذ تكليفه قبل نحو شهرين بتشكيل الحكومة بعد اعتذار مصطفى أديب عن مهمة تشكيل الحكومة بسبب تعطيل الثنائي الشيعي: حزب الله وأمل، لجهوده وتمسكهما بحقائب وزارية على رأسها حقيبة المالية وهي حقيبة حساسة سياسيا بالنظر إلى أن حزب الله يخضع لعقوبات أميركية وقد يؤثر ذلك على المالية العامة للبنان إذا أسندت لشخصية شيعية.  

وأضاف الحريري الذي أكد أنه لن يتم تحديد وقت اللقاء المقرر الأربعاء لدواع أمنية أن "اللقاءات ستكون متتالية للخروج بصيغة حكومية قبل عيد الميلاد"، دون ذكر يوم بعينه.
 

وتشكيل الحكومة في لبنان متعثر منذ تفاقم الأزمة السياسية عقب انفجار مرفأ بيروت الذي دفع حكومة تصريف الأعمال الحالية برئاسة حسان دياب للاستقالة.
وكلّف عون في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي الحريري بتشكيل حكومة عقب اعتذار سلفه مصطفى أديب، لتعثر مهمته في تأليفها.

وكان ينتظر أن يخرج الحريري بعد لقاء عون بنتيجة واضحة وملموسة بعد لقاء بعبدا، لكن رئيس الوزراء المكلف الذي وعد يوم تكليفه بسرعة تشكيل الحكومة، لم يقدم جديدا.

ويشير ذلك بوضوح إلى أن النخبة السياسية التي يطالب الشارع اللبناني برحيلها، لاتزال عالقة في خلافات حول المناصب الوزارية.

ولا يبدو أن هذه المعضلة ستنتهي قريبا، في الوقت الذي يرى فيه نشطاء لبنانيون على منصات التواصل أن تصريحات الحريري مجرد ذر رماد على العيون.

وتزامن لقاء عون-الحريري مع وصول رئيس أركان الجيوش الفرنسية فرانسوا لوكوانتر على رأس وفد إلى بيروت والذي ينوب الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون الذي كان من المقرر أن يقوم بزيارة للبنان إلا أنها تأجلت بسبب إصابته بفيروس كورونا وخضوعه للحجر الصحي.

ويقود ماكرون منذ انفجار مرفأ بيروت جهودا لمساعدة القوى السياسية اللبنانية على تشكيل حكومة وقدم مبادرة بمهل محددة، لكن جهوده باءت بالفشل.

وكان الحريري قد جدد تأكيده قبل وبعد تكليفه أنه سيعمل وفق المبادرة الفرنسية التي تلقى شكلا قبولا لدى معظم القوى السياسية، لكنها لم تحقق حتى الآن اي تقدم يذكر.

ويبدو أن لقاء بعبدا يأتي في إطار إظهار التجاوب مع الجهود والدعوات الفرنسية لتشكيل الحكومة أكثر منه محاولة للخروج من المأزق السياسي.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان قد شبه الأسبوع الماضي الأزمة في لبنان بغرق سفينة تايتانك، لكن من دون موسيقى، منتقدا القوى السياسية لعنادها ومكابرتها بينما يغرق المركب بمن عليه.

ويعيش لبنان صاحب أعلى معدل دين في العالم والذي يستورد معظم احتياجاته من الخارج، أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه ويقف حاليا على حافة الانهيار مع اقتراب نفاد احتياطه من النقد الأجنبي، فيما تتجه الأنظار لرفع الدعم عن الكثير من المواد الأساسية ما يهدد بانفجار اجتماعي.

وتسببت الأزمة في ارتفاع قياسي في معدل الفقر حتى أن عائلات اضطرت لبيع ما تملكه لتأمين أبسط ضرورات الحياة.