لقاء ترامب وماكرون يخفف التوتر التجاري ولا ينهيه

الرئيس الفرنسي يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع نظيره الأميركي حول الضريبة على شركات الانترنت وصفه بـ"الجيد جدا"، بينما لاتزال أسباب الحرب التجارية الموسعة قائمة.

فرنسا ستعوض عمالقة الانترنت بعد التوصل إلى اتفاق دولي بهذا الشأن
فرنسا تعتزم إلغاء الضريبة على عمالقة الانترنت

بياريتس (فرنسا) - خفف اللقاء الذي جمع الرئيسين الفرنسي امانويل ماكرون والأميركي دونالد ترامب على هامش انعقاد قمة مجموعة السبع في بياريتس الفرنسية، حدّة التوتر التجاري بين باريس وواشنطن لكنه لم يحسم جميع القضايا العالقة ولم ينزع فتيل الحرب التجارية الأوسع والتي تأججت مؤخرا بتبادل الصين والولايات المتحدة رسوما جمركية انتقامية.  

وأعلن ماكرون الاثنين أنه توصل إلى "اتفاق جيد جدا" مع الولايات المتحدة حول الضرائب على عمالقة الانترنت (غافا)، مؤكدا أن فرنسا ستعوض تلك الشركات بعد التوصل إلى اتفاق دولي بهذا الشأن.

وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع ترامب في بياريتس إن دول مجموعة السبع اتفقت على "التوصل إلى اتفاق عام 2020 في إطار منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية" بشأن ضريبة دولية على شركات الانترنت.

وأشار إلى أن فرنسا "ستلغي" الضريبة التي تفرضها وستعوض الشركات من خلال حسومات على الضرائب الجديدة عند البدء بتنفيذ الاتفاق الجديد، مضيفا "الكثير من التوتر يحيط بالضريبة الفرنسية الرقمية. أعتقد أننا تمكنا من إيجاد اتفاق جيد للغاية".

وتابع "إننا في ظل أوضاع غير عادلة على الإطلاق. بعض الفاعلين لا يدفعون ضرائب. وليس فرض فرنسا لهذه الضريبة موجها ضد شركة أو أخرى، بل يهدف إلى تسوية مشكلة دولية".

وأضاف "اتفقنا على التوصل إلى اتفاق عام 2020 من أجل إصلاح الضرائب الدولية في إطار منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية"، وكذلك من أجل "أن نتخطى الاشكاليات الموجودة بيننا".

وأوضح ماكرون أنه "يوم تنفذ هذه الضريبة الجديدة ستقوم فرنسا بإلغاء كل مشاريعها الضريبية وكل ما دفع سيحسم من الضريبة الدولية".

وقبل وصوله إلى بياريتس، هدد ترامب بفرض ضرائب على النبيذ الفرنسي ردا على الضريبة الفرنسية على الشركات الرقمية التي تطاول مجموعات أميركية مثل آبل وأمازون.

وكان قد هاجم بشدة في الفترة الماضية نظيره الفرنسي ونعته بأوصاف تجاوزت حدود الأعراف الدبلوماسية، فيما التزم قصر الاليزيه ضبط النفس وعدم الدخول في سجالات مع الرئيس الأميركي.

لكن التوتر التجاري بين فرنسا وباريس لم يكن بمعزل عن توتر أوسع يشمل الاتحاد الأوروبي الذي هدد بدوره بفرض رسوم انتقامية ردا على رسوم يعتزم ترامب فرضها على واردات بلاده من السلع الأوروبية ومن ضمنها السيارات.

وإلى حدّ الآن تبدو الجبهة هادئة على وقع نقاشات مجموعة دول السبع التي هيمنت الحرب التجارية على قمتها ببياريتس، لكن الخلافات لاتزال قائمة.

وكان الأوروبيون قد حذّروا في اليوم الأول من انعقاد القمة الرئيس الأميركي من الاستمرار في تأجيج الحرب التجارية، مشيرين إلى الخطر الذي بات يتربص بنمو الاقتصاد العالمي.

لكن ترامب الذي اعتاد على اعتماد نهج صدامي لا يبالي عادة بالتهديدات والتحذيرات الأوروبية رافعا شعار "أميركا أولا" والحمائية التجارية وهو الشعار الذي أعلنه حتى قبل توليه الرئاسة.