لقاء تشاوري يفتح الطريق لعودة الدفء بين حزب الله وباسيل

في انتظار مآلات اللقاءات والحوارات المستجدة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، يبدو أن لبنان مقبل على محطة جديدة لإعادة ترتيب أوراق التحالفات على وقع أزمة الشغور الرئاسي.   
حزب الله والتيار الوطني الحر يبحثان ملف عودة النازحين السوريين
حزب الله بحاجة لغطاء مسيحي لتمرير مرشحه للرئاسة
باسيل أعد على الأرجح قائمة بمرشحين للرئاسة بينهم فرنجية
لقاء نصرالله وباسيل يبقى رهين مآلات الحوارات الثنائية الجارية

بيروت - فتح لقاء تشاوري بين التيار الوطني الحر وحزب الله حول ملف النازحين السوريين، منفذا محتملا لعودة التيار إلى حضن الحزب الشيعي دون إعلان رسمي أو حتى تلميحا لترتيبات تنهي الخلاف بين الحليفين الذي تفاقم على خلفية أزمة الشغور الرئاسي وتمسك الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة أمل) بترشيح سليمان فنرجية زعيم تيار المردة للرئاسة.

و أبقى حزب الله الباب مواربا لعودة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن مواقفه وانضمامه قبل شهر للمعارضة التي تضم في أغلبها القوى المسيحية بالاتفاق على مرشح رئاسي واحد هو جهاد أزعور الذي قطع عنه الثنائي الشيعي الطريق إلى قصر بعبدا بالانسحاب في الجولة الثانية من جلسة البرلمان لانتخاب الرئيس.

وفي ذروة الأزمة تفادى حزب الله الدخول في مناكفات وكان رده دائما على انتقادات باسيل واتهامه للحزب بأنه طعن 'التيار' في الظهر، دبلوماسيا وهادئا إذ حرص على الاكتفاء بالنفي دون مهاجمة رئيس التيار الوطني الحر.

وفي علامة محتملة على عودة الدفء للعلاقات بين الجانبين، التقى منسّق لجنة البلديات المركزية في التيار الوطني الحر روجيه باسيل ومنسّق اللجنة المركزية لعودة النازحين، نقولا الشدراوي بمسؤول ملف النازحين في حزب الله النائب السابق نوار الساحلي ومسؤول البلديات في الحزب محمد بشير، في المقر العام للتيار، وفق ما جاء في تقرير لصحيفة 'الأخبار' اللبنانية.

وركز اللقاء على ملف عودة النازحين السوريين لبلادهم وهي نقطة تلتقي فيها تقريبا كافة القوى السياسية في لبنان، لكنه تشكل بالنسبة لحزب الله والتيار الوطني الحر ليس فقط نقطة التقاء سياسي بقدر ما هي منفذ لتبريد التوتر وتجديد التحالف بعد أن توجه باسيل للمعارضة في خطوة بدت مناورة للضغط على الثنائي الشيعي.

ولم ينقطع التواصل بين حزب الله والتيار الوطني الحر في الأشهر الماضية لكن العلاقة بينهما كانت باردة ومشحونة في أحيان كثيرة.

ويدرك حزب الله الحاجة لباسيل اذ ليس من السهل عليه إيصال مرشحه دون الغطاء المسيحي الذي لطالما وفره 'التيار' رغم وجود قوى مسيحية أخرى أبرزها حزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع المناوئ للجماعة الشيعية وأحد الداعين لنزع سلاحها.

وقد ينظر لعودة الدفء للعلاقات بين الحزب و 'التيار' على أنه انقلاب على التقائه قبل شهر مع قوى المعارضة في ترشيح جهاد أزعور للرئاسة، لكن قوى الأخيرة كانت تتعامل بحذر مع باسيل ووضعت اشتراطات بمنطق إن عدتم عدنا ولم تمنحه صكا على بياض بينما ظل هو يراوغ في تقاطعه مع المعارضة.   

ومن غير المستبعد أن تشهد الفترة المقبلة لقاء بين الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لكن هذا الأمر يتوقف على نتائج لقاءات بين قيادات في الحزبين حول الملف الرئاسي.

وقد عادت اللقاءات والحوارات العلنية بين الطرفين في الفترة القليلة الماضية. وقبل أيام قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني لموقع 'ليبانون ديبايت' إن الاتصالات مستمرة وهناك لقاءات ثنائية، مضيفا أنه من المفترض أن يعد باسيل "لائحة بأسماء تضم عدد من المرشحين لرئاسة الجمهورية ومن ضمنهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من أجل البحث فيها وحول ما يمكن التوافق عليه بين الحزب والتيار ومن ثم مع بقية الحلفاء".

ويرى النائب غياث يزبك عضو تكتل 'الجمهورية القوية' أن "عودة باسيل إلى الحوار مع حزب الله تؤكد مرة جديدة أن لا موقف مبدئيا لديه بعكس ما يدّعي لناحية صيانة موقع رئاسة الجمهورية".

وتابع في تصريح لقناة ام تي في اللبنانية "كنا نعلم أن تقاطعنا معه هو على الاسم لكن لديه ما يخفيه من نيّات، فتقاطعه معنا ووقوفه خلف جهاد أزعور تكتيكي وأما نحن فدعمنا لأزعور مبدئي"، مضيفا "لم نرفع رهاننا ولم نعط لهذا التقاطع أكثر من حجمه، رغم أننا نتمنى لهذا التقاطع الاستمرار والوصول إلى خواتيمه بإيصال أزعور إلى رئاسة الجمهورية".

وأوضح أن قوى المعارضة كانت تدرك وتعرف أن التواصل بين التيار الوطني الحر وحزب الله لم ينقطع وأن التيار لم يتخل عن حماية حزب الله وسلاحه، مضيفا "لقد أبقيا (باسيل والتيار الوطني الحر) هذه الورقة كنوع من جسر للعبور لمحاولة إما إسقاط ترشيح حزب الله لسليمان فرنجية أو إعادة تبنّي باسيل أو أي شخص يريده للرئاسة غير العماد جوزيف عون وفرنجية".

وفي انتظار مآلات الحوار المستجد بين حزب الله والتيار الوطني الحر يبدو لبنان مقبلا على مرحلة جديدة قد ينتقل معها 'العهد' الذي كان مع الرئيس السابق ميشال عون إلى عهد مع صهره باسيل.