لقاح للسرطان بعد احتواء فيروس كورونا

شركة بيونتيك الألمانية تقول إنها ستعتمد نفس التكنولوجيا المستخدمة في تطوير لقاح للفيروس المستجد في تقديم مطعوم مضاد للأورام خلال سنتين.
شركة بيونتيك تسخر جهاز المناعة في الجسم لمعالجة الأورام

برلين - تقول العالمة الألمانية أوزليم توريسي التي كانت وراء تقديم أول لقاح لفيروس كورونا إنه سيتم استخدام نفس التكنولوجيا قريبًا لمحاربة وباء عالمي آخر وهو السرطان.
وكانت توريسي التي شاركت في تأسيس شركة بيونتيك الألمانية مع زوجها أوغور شاهين تعمل على طريقة لتسخير جهاز المناعة في الجسم لمعالجة الأورام عندما علموا العام الماضي بفيروس غير معروف أصاب الناس في الصين.
وقرر الزوجان تطبيق التكنولوجيا التي كانوا يبحثون عنها لمدة عقدين من الزمن على التهديد الجديد وأطلقوا على هذا الجهد اسم "مشروع لايت سبيد".
في غضون 11 شهرًا سمحت بريطانيا باستخدام لقاح بيونتيك الذي طورته شركة الأدوية الأميركية العملاقة فايزر، وتبعتها الولايات المتحدة بعد بأسبوع، وتلقى عشرات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم اللقاح منذ ديسمبر/كانون الثاني 2020.
وقالت توريسي في مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس": "من المفيد اتخاذ قرارات جريئة والثقة في أنه إذا كان لديك فريق استثنائي، فستكون قادرًا على حل أي مشكلة وعقبة تأتي في طريقك في الوقت الفعلي".
ومن بين أكبر التحديات التي تواجه الشركة الصغيرة التي تتخذ من مدينة ماينز مقراً لها والتي لم تقدم منتجاً إلى السوق بعد، هي كيفية إجراء تجارب سريرية واسعة النطاق عبر مناطق مختلفة وكيفية توسيع نطاق عملية تصنيع اللقاحات لتلبية الطلب العالمي.

العالمان أوزليم توريسي وأوغور شاهين
الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يكرم العالمين

وقالت توريسي المولودة في ألمانيا لأبوين أتراك مهاجرين إن الشركة التي يعمل بها موظفون من 60 دولة، تواصلت مع هيئات الرقابة الطبية منذ البداية، للتأكد من أن النوع الجديد من اللقاح سيمر بالتدقيق الصارم من قبل المنظمين.
وأضافت: "إن عملية الحصول على الموافقة على دواء أو لقاح هي عملية يتم فيها طرح العديد من الأسئلة، ويشارك فيها العديد من الخبراء وهناك مراجعة خارجية لكل البيانات والخطابات العلمية".
ونظرًا لتطور عمل شركة "بيونتيك" خلال الوباء، فقد زادت قيمتها السوقية أيضًا، حيث تفكر في متابعة هدفها الأصلي المتمثل في تطوير سلاح جديد ضد السرطان.
وتستخدم اللقاحات لنقل التعليمات إلى جسم الإنسان لصنع البروتينات التي تهيئه لمهاجمة فيروس معين، ويمكن تطبيق نفس المبدأ لجعل الجهاز المناعي يتصدى للأورام.
وردا على سؤال حول موعد توفر لقاحات للسرطان قالت توريسي: "لدينا عدة لقاحات مختلفة للسرطان، ومن الصعب للغاية التنبؤ بالتطور المبتكر، لكننا نتوقع أنه في غضون عامين فقط  سنحصل أيضًا على لقاحاتنا ضد السرطان ويمكننا تقديمها للناس".
وفي الوقت الحالي تحاول شركة بيونتيك التأكد من تسليم اللقاحات التي طلبتها الحكومات وأن اللقاحات تستجيب بشكل فعال لأي طفرة جديدة في الفيروس.
ومنح الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير الجمعة العالمين توريسي وشاهين أحد أرفع الأوسمة في البلاد وسام الاستحقاق على خلفية تطويرهما أول لقاح فعال في العالم ضد فيروس كورونا، خلال حفل حضرته المستشارة أنغيلا ميركل.