لقاح متطور يدخل المعركة ضد الملاريا

منظمة الصحة العالمية ترى أن العلاج الجديد يجسّد أداة رئيسية جديدة أبعد من الناموسيات والمبيدات الحشرية والعقاقير في مواجهة المرض.
الملاريا تقتل المئات في افريقيا
تجربة اللقاح في ثلاث دول ترتفع فيها معدلات الإصابة بالملاريا
المطعوم إذا عمّم على نطاق واسع قد ينقذ مئات الآلاف من الأرواح

ليلونغوي (ملاوي) - تجري في ملاوي وغانا وكينيا تجربة واسعة النطاق للّقاح التجريبي الأكثر تطورا في العالم لمكافحة الملاريا في محاولة للقضاء على المرض الذي يقتل المئات في كل أنحاء إفريقيا سنويا.
وجرى اختيار الدول الثلاث لأن معدلات الإصابة بالملاريا فيها مرتفعة ولديها تاريخ طويل في استخدام الناموسيات والطرق التقليدية الأخرى لمكافحة البعوض.
وبعد أكثر من ثلاثة عقود على تطوير هذا اللقاح بكلفة مليار دولار تقريبا، ستبدأ تجربة هذا اللقاح المتطور في العاصمة الملاوية ليلونغوي هذا الأسبوع وفي كينيا وغانا الأسبوع المقبل.
وتهدف هذه التجربة إلى تقويم فعالية اللقاح لدى الأطفال في سن سنتين وما دون، وهم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.
وتأمل منظمة الصحة العالمية بتحصين 120 ألف طفل في كل من هذه الدول الثلاث بحلول العام 2020.
وطوّرت هذا الدواء المعروف باسمه التجاري "موسكيريكس" شركة الأدوية البريطانية العملاقة “غلاكسوسميثكلاين” بالشراكة مع المنظمة غير الحكومية "باث" وبتمويل من "فاكسن ألاينسز" (غافي).

بعوضة الملاريا
ناقل العدوى القاتلة

وخضع هذا الدواء لاختبارات علمية سابقة بما في ذلك خمس سنوات من التجارب السريرية على 15 ألف شخص في سبع دول، وتمت الموافقة عليه لهذا البرنامج الرائد في العام 2015.
وخلال تلك التجارب، انخفضت حالات الملاريا بنسبة 40%.
ورغم أن اللقاح المحتمل لن يوفر حماية كاملة ضد المرض الذي ينقله البعوض، فإنه يعد الأكثر تطورا وفعالية حتى الآن.
يقول العلماء إنه إذا عمّم على نطاق واسع قد ينقذ مئات الآلاف من الأرواح.
وتعتقد منظمة الصحة العالمية أن اللقاح الجديد يجسّد أداة رئيسية جديدة أبعد من الناموسيات والمبيدات الحشرية والعقاقير في المعركة ضد المرض.
وقد تسببت الملاريا بوفاة 435 ألف شخص في العام 2017، وغالبيتهم كانوا من الأطفال دون سن الخامسة في إفريقيا.
وقال الباحث تيسونغاني مفالو وهو طبيب أطفال في جامعة ولاية نورث كارولاينا في تشابل هيل بروجكت – ملاوي في ليلونغوي "يستطيع الملاريا قتل طفل بأقل من 24 ساعة".
وأضاف "وحتى إذا نجا الطفل، قد يؤثر الملاريا على كل أعضاء الجسم، مسببا إصابة في الدماغ أو حتى مشكلات في الكليتين. الوقاية خير من العلاج".

وحتى إذا نجا الطفل، قد تؤثر الملاريا على كل أعضاء الجسم، مسببة إصابة في الدماغ أو حتى مشكلات في الكليتين، الوقاية خير من العلاج

ينتشر الملاريا بين الناس من خلال لدغات بعوضة الملاريا التي تحمل هذا المرض.
وقد أظهر أحدث تقرير عن الملاريا لمنظمة الصحة العالمية أن عدد المصابين بهذا المرض أصبح 219 مليون شخص في العام 2017، ما يعني ارتفاعا عن العام 2016 بمليوني إصابة.
وقال الباحث جوناثان جوليانو من جامعة نورث كارولاينا "رغم المكاسب التي حققت خلال العقد الماضي، فقد شهدنا تباطؤا في الجهود لمكافحة الملاريا في السنوات الأخيرة".
وأضاف "في بعض المناطق في إفريقيا، رأينا معدلات الإصابة بالملاريا تزداد سوءا. هناك حاجة إلى تدخلات جديدة لمواصلة التقدم على المرض".
وما زاد من تعقيد الحرب على الملاريا هو اكتساب البعوض مقاومة لبعض المبيدات الحشرية الشائعة الاستخدام، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وقد جرى اختيار ملاوي وغانا وكينيا للتجربة لأن معدلات الإصابة بالملاريا فيها مرتفعة ولديها تاريخ طويل في استخدام الناموسيات والطرق التقليدية الأخرى لمكافحة البعوض.
ورغم المخاوف بشأن الارتفاع الأخير في حالات الإصابة بالملاريا، فقد انخفض عدد الوفيات الناجمة عن المرض بنحو الثلثين منذ مطلع القرن.