للطبيعة أيضا نصيب لا بأس به من مضاعفات الجائحة

الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة يحذر من ان انتشار فيروس كورونا يقوّض جهود حماية الطبيعة حول العالم خصوصا في إفريقيا.
نصف المحميات الافريقية أوقفت أو قيصت الدوريات الميدانية وعمليات مكافحة الصيد غير القانوني

جنيف - تطرح جائحة كوفيد-19 مخاطر جمّة لا تقتصر مفاعيلها على البشر، إذ تقوّض جهود حماية الطبيعة حول العالم، خصوصا في إفريقيا، وفق ما حذّر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الخميس.

وكما في قطاعات أخرى، اضطرت المناطق المحمية إلى وقف أنشطتها كليا أو جزئيا في بدايات الجائحة.

وبنتيجة ذلك، اضطر البعض لوقف دورياتهم لمكافحة الصيد غير القانوني والحد من جهود حماية الطبيعة وتقديم التربية اللازمة لذلك فضلا عن إلغاء وظائف وفقدان موارد متأتية من السياحة، بحسب الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وهو من أبرز المنظمات العالمية غير الحكومية العاملة من أجل حفظ التنوع الحيوي.

واستندت المنظمة إلى عشرة استطلاعات أجريت عبر الإنترنت في تسعين بلدا في القارات كافة باستثناء أنتركتيكا، ونشرت نتائجها الخميس مجلة "باركس" الصادرة عن الاتحاد.

وأشار الاتحاد في بيان إلى أن أكثر من نصف المحميات في إفريقيا اضطرت إلى وقف أو تقليص الدوريات الميدانية وعمليات مكافحة الصيد غير القانوني إضافة إلى أنشطتها التثقيفية والتعليمية.

كما أن ربع المحميات في آسيا أعلنت خفض أنشطتها. وفي الأميركيتين وأوروبا وأوقيانيا، حافظت أكثرية المحميات على أنشطتها الرئيسية رغم تدابير الإغلاق وفقدان الإيرادات السياحية، بحسب الاتحاد.

وأوضح أدريان فيليبس أحد ناشري هذه النسخة الخاصة من مجلة "باركس" "لم يسجل ارتفاع كبير في أعمال الصيد غير القانونية لأنواع معينة كما يظن الناس، كما الحال مع وحيد القرن على سبيل المثال"، بسبب تعذر تصدير قرونها في ظل الضربة التي سددتها الجائحة لقطاع النقل الدولي.

وأضاف "في المقابل، حصل ارتفاع في عمليات صيد غير قانونية على مستوى أصغر ترتبط بلحوم حيوانات الأدغال" وذلك لأسباب عدة، إذ إن "الحراس التزموا الحجر المنزلي أو فقدوا وظائفهم... كما أن مجتمعات فقيرة كانت تعتمد على السياحة وجدت نفسها عاجزة عن الصمود من دون صيد غير قانوني لإيجاد لحوم للتمون بها".

استخلاص العبر

ويظهر استطلاع تناول حراس محميات برية في أكثر من ستين بلدا أن ربعهم عانوا تقليصا في الرواتب أو تأخرا في تقاضي مستحقاتهم، كما أن 20 % فقدوا عملهم بسبب اقتطاعات في الميزانية جراء كوفيد-19. ويؤثر هذا الوضع خصوصا على أميركا اللاتينية والكاريبي وأميركا الجنوبية وإفريقيا وآسيا.

وظهرت إشكاليات أخرى في أميركا الشمالية ومنطقة المتوسط. فقد انعكس غياب السياح إيجابا على الطبيعة في مواقع تستقطب في العادة الكثير من الزوار، لكن في بعض الحالات، اقتربت الحيوانات من مناطق مأهولة، وحضورها قد يولّد نزاعات.

وفي منطقة المتوسط، كانت محميات تخشى تدفق السياح بأعداد كبيرة بعد انتهاء تدابير الإغلاق، وهو ما استحال واقعا على سبيل المثال في متنزه كالانك الوطني قرب مدينة مرسيليا جنوب فرنسا.

وقالت رايتشل غولدن كرونر من منظمة "كونسرفيشن إنترناشونال" غير الحكومية في تصريحات أوردها البيان "لا يمكننا السماح بأن تقوض الأزمة الحالية بدرجة أكبر بيئتنا الطبيعية".

كذلك قالت ماريانا نابوليتانو من "الصندوق العالمي للطبيعة" إن "العلم يظهر لنا بوضوح ضرورة التحرك بصورة طارئة لنحفظ على نحو أفضل" الطبيعة والمحميات المصنفة "من أفضل حلفائنا ضد ظهور الأوبئة الجديدة".

كذلك سعى معدو التقرير الذي نشرته "باركس" الخميس إلى استخلاص العبر من الجائحة، مقدّمين اقتراحات عدة بينها إنشاء "صندوق طارئ" في إفريقيا للإبقاء على الأنشطة الضرورية لحفظ الطبيعة ومساعدة السكان المحليين ذوي الوضع الهش خلال الأزمة.

وبصورة عامة أكثر، دعا هؤلاء إلى تنويع الموارد المالية للحؤول دون اعتماد السكان المحليين حصرا على السياحة الدولية التي قد تتضرر جراء الأزمات. وأوصوا باستخدام أكبر لتكنولوجيا المراقبة مثل الطائرات المسيّرة وتشارك المعارف بشأن الأمراض الحيوانية المنشأ.