لماذا تمنع بعض الدول استخدام تقنية التعرف على الوجه

التكنولوجيا الجديدة تتعثر في التعرف على النساء والأشخاص ذوي البشرة الداكنة، ما يثير مخاوف عرقية وقلقا يتعلق بمدى دقة هذا النظام.

لوس أنجليس - تطلب إدارات الشرطة في جميع أنحاء الولايات المتحدة من المواطنين الوثوق بها لاستخدام برنامج التعرف على الوجه كأداة مفيدة أخرى ضمن أدوات مكافحة الجريمة. لكن بعض المشرعين - وحتى بعض عمالقة التكنولوجيا – يعارضون ذلك.
ويضخم الكثير من المراقبين من المخاوف المترتبة على وجود جهاز أمني ذكي يراقب كل شيء، ويضربون على ذلك المثال بالصين التي مكنها التطور في تطبيقات الرقابة الأمينة الذكية من تعقب أفراد ومجموعات بعينها والتضييق عليها.
ويزعم مسؤولو الشرطة الأميركية وشركاؤهم في صناعة المراقبة بالفيديو أن ذلك لن يحدث في الولايات المتحدة، ويحاولون مقاومة حركة صاعدة من إدارات المدن والولايات والمشرعين الفيدراليين لحظر استخدام تلك التكنولوجيا أو الحد منها. 
ووفقا لوكالة "أسوشيتد برس" الأميركية فإن مدينة مثل سبرينغفيلد بولاية ماساتشوستس، وهي مركز صناعي سابق حيث أغلبية السكان من اللاتينيين أو السود، وشهدت الكثير من حالات وحشية الشرطة وسوء سلوكها، أصبحت الآن تعارض أي استخدام مستقبلي لتقنية التعرف على الوجوه.

التقنية دقيقة بنسبة 99٪ عند مطابقة لقطات الرأس عالية الجودة بقاعدة بيانات تضم علامات من الوجه

وفي جلسة استماع في أكتوبر/تشرين الاول الماضي حول هذا الموضوع، قال أورلاندو راموس عمدة مدينة سبرينغفيلد إن "معدلات الخطأ في برمجيات التعرف على الوجه عالية، وتتعثر في التعرف على النساء والأشخاص ذوي البشرة الداكنة ولن تؤدي إلا إلى المزيد من التمييز العنصري".
وقالت تريسي وايتفيلد، وهي عضو في مجلس مدينة سبرينغفيلد: "أنا امرأة سوداء ولا يمكنني الموافقة على شيء سيستهدفني أكثر مما يستهدف غيري."
ويجري حاليا في الولايات المتحدة تسليط الضوء على الجدالات المماثلة في جميع أنحاء البلاد والتي تثير المخاوف العرقية والتخوف الكبير من دقة هذه التكنولوجيا.
وتشير الأبحاث إلى أن أنظمة التعرف على الوجه يمكن أن تكون دقيقة، على الأقل في ظل ظروف مثالية.
وقد وجدت مراجعة للخوارزميات الرائدة في مجال التعرف على الوجه أجراها المعهد الوطني للمعايير والتكنولوجيا أنها كانت دقيقة بنسبة 99٪ عند مطابقة لقطات الرأس عالية الجودة بقاعدة بيانات تضم علامات من الوجه.
لكن محاولة التعرف على وجه من لقطة فيديو - وهي تقنية يمكن أن تكون مفيدة للمحققين - يمكن أن تتسبب في انخفاض معدلات الدقة. ووجد المعهد أن دقة التعرف يمكن أن تنخفض إلى أقل من 10٪ عند استخدام الكاميرات المثبتة على السقف والتي توجد عادة في المتاجر والمباني الحكومية.
وفي أكتوبر الماضي، وقع حاكم ولاية كاليفورنيا الأميركية غافن نيوزوم حظرا مؤقتا على استخدام تقنية التعرف على الوجه في أقسام الشرطة. كما أن بعض الولايات الأخرى أصبح لديها قيود مماثلة.