لماذا لا يعاني بعض مصابي كورونا من أية أعراض؟

دراسة أميركية جديدة تجد أن الغدد اللمفاوية التائية تتفاعل مع الفيروس المستجد ومع أربعة فيروسات أخرى، فتوفر حماية أو مناعة ضد المرض.
الغدد اللمفاوية التائية أحد أنواع الخلايا البيضاء التي تنظم نمو الخلايا المناعية الأخرى
دراسات تؤكد على احتمال وجود دور مهمّ للخلايا اللمفاوية التائية في المناعة ضد كورونا

واشنطن - تفسر دراسة أميركية جديدة سبب وجود أعراض طفيفة لدى بعض مصابي كورونا، أو لا يعانون أية أعراض إطلاقاً، بينما يشتد المرض عند آخرين.
الدراسة التي نشرت مؤخرا في المجلة العلمية الشهيرة "ساينس" تقول إن الغدد اللمفاوية التائية، وهي أحد أنواع الخلايا البيضاء التي تنظم نمو الخلايا المناعية الأخرى، تتفاعل مع فيروس كورونا المستجد ومع أربعة فيروسات أخرى مسؤولة عن أعراض زكام بسيطة.
وبينت دانييلا فيسكوبف من معهد لاغولا لعلم المناعة في كاليفورنيا، وهي من معدّي هذه الدراسة، أن "هذا الأمر يمكن أن يفسّر سبب ظهور أعراض قليلة فحسب على بعض الأشخاص المصابين بكوفيد-19، في حين يكون المرض شديداً لدى آخرين".
ووفرت هذه الدراسة معطيات أكثر عمقاً من دراسات أخرى نشرها الباحثون أنفسهم في مايو/أيار الفائت في مجلة "سيل".
وأظهرت هذه الدراسات أن الخلايا اللمفاوية التائية قادرة على التفاعل مع سارس-كوف-2 لدى 40 إلى 60 في المئة من الأشخاص الذين لم يتعرضوا يوماً لهذا الفيروس.

الخلايا اللمفاوية التائية قادرة على التفاعل مع سارس-كوف-2 لدى 40 إلى 60 في المئة من الأشخاص

ويؤكد الباحثون أن ثمة حاجة إلى دراسات أوسع تشمل دولاً عدة للتأكد مما إذا كانت هذه الخلايا توفر مزيداً من المناعة ضد سارس-كوف-2، أو حماية من الأشكال الحادة من كوفيد-19.
فسواء في حال التعرّض أو عدم التعرّض لفيروس كورونا المستجدّ، تركّز كل هذه الدراسات على احتمال وجود دور مهمّ للخلايا اللمفاوية التائية في التفاعل المناعي ضد كوفيد-19، فيما كان التركيز حتى الآن ينصبّ على الأجسام المضادة.
وبحسب دراسة لمستشفى "كارولينسكا" السويدي في مطلع يوليو/تموز الجاري، فإن مرضى كوفيد-19 الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة أو بدون اعراض إطلاقاً، يمكن أن تتكون لديهم مناعة ذات صلة بالخلايا اللمفاوية التائية حتى لو جاء اختبار الأجسام المضادة لديهم سلبياً.
وتعد هذه الدراسات التي تركز على رد الفعل المناعي تجاه الفيروسات ذات أهمية كبيرة في تطوير لقاحات فعالة لكوفيد 19.