لمسة رعب من مقص الرقابة اللبنانية في افتتاح 'مسكون'

سلطات الرقابة في المهرجان السينمائي تمنع عرض فيلمين في المهرجان أحدهما فيلم لبناني قصير مدرج ضمن مسابقة المهرجان والثاني فيلم فرنسي فائز بإحدى جوائز مهرجان كانّ.
منع شمل فيلم 'كلايمكس' للأرجنتيني المثير للجدل غاسبار نويه و'طلعت الشمس' للبنانية لورا العلم
قرار يتذرع بـ'مشاهد جنسية تخدش الحياء العام وربط بين تعاطي المخدرات وزيادة النشوة الجنسية'

بيروت - بلمسة رعب من مقص الرقابة افتتح مهرجان "مسكون" لأفلام الإثارة والرعب والخيال العلمي عروضه في العاصمة اللبنانية بيروت ليل الاربعاء.

ولدى الافتتاح أعلن المنظمون أن سلطات الرقابة لم تُجَز عرض فيلمين في المهرجان أحدهما فيلم لبناني قصير مدرج ضمن مسابقة المهرجان والثاني فيلم فرنسي فائز بإحدى جوائز مهرجان كانّ.

وحسبما جاء في الكتيب الذي تم توزيعه بالمهرجان، فإن فيلم "كلايمكس" للمخرج الأرجنتيني المثير للجدل جاسبار نويه الفائز بجائزة أسبوعي المخرجين في مهرجان كان هذه السنة يتمحور حول اجتماع راقصين فرنسيين في مبنى مدرسة نائية وخالية ليتدربوا في ليلة من ليالي الشتاء. يتحول الاحتفال الذي دام طوال الليل إلى كابوس من الهلوسات.

أما فيلم "طلعت الشمس" للطالبة اللبنانية لورا العلم فتدور أحداثه عن سونيا التي تقرر تجربة دواء يحل مشاكل الثقة بالنفس واحترام الذات للتغلب على الفراغ في حياتها.

لكن مصدرا في الأمن العام قال "قرار منع عرض الأفلام يأتي عادة في إطار توصية ترفعها لجنة الرقابة على الأنشطة السينمائية، وهذه اللجنة مؤلفة من مندوبين عن ست وزارات، وهذه اللجنة ترفع توصيتها إلى وزير الداخلية الذي هو بدوره يبت في منع الأفلام".

وأضاف المصدر "في هذه الحالة فإن اللجنة رفعت توصية بالمنع لوزير الداخلية وجاء القرار بمنع عرض فيلم 'كلايميكس' لأنه يحتوي على مشاهد جنسية تخدش الحياء العام وفيلم 'طلعت الشمس' لأنه يربط بين تعاطي المخدرات وزيادة النشوة الجنسية".

وتابع قائلا "قرار المنع صدر وليس لدى لجنة المهرجان إجازة بالعرض".

ويضم المهرجان أفلاما من إيران وتونس والجزائر ولبنان والمكسيك وفرنسا والسويد وكوريا الجنوبية وإسبانيا والولايات المتحدة.

وقالت مديرة المهرجان ميريام ساسين في بيان وصل إلى إن "منع عرض هذين الفيلمين جعلنا نشعر هذه السنة بأننا دخلنا فعلاً عائلة المهرجانات اللبنانية والنشاطات الثقافية اللبنانية. طبعا نحن نرفض هذه الرقابة وسنظل نرفع الصوت ضدها والأهم ألا نتعود عليها وألا نرى فيها أمرا عاديا".

وأضافت "لقد أصبحنا في زمن يمكن إيجاد الأفلام أينما كان وبإمكان أي كان أن يشاهدها، وبالتالي فإن هذه الرقابة لا تضر إلا النشاطات الثقافية والمخرجين والأشخاص الذين يسعون إلى خلق مبادرات إيجابية في لبنان".

وكان المهرجان قد افتتح الأربعاء بفيلم "المذنب" للدنمركي جوستاف مولر والحاصل على عدة جوائز بينها جائزة الجمهور في مهرجاني صندانس الأميركي وروتردام الهولندي.

ويدور الفيلم حول ضابط شرطة مسؤول عن تولي إرسال الإنذار في الحالات الطارئة يدخل في سباق مع الزمن عندما يجيب على مكالمة من امرأة مخطوفة. وعلى مدى نحو ساعة ونصف الساعة يحبس المشاهدون أنفاسهم خلال متابعتهم القصص المتلاحقة التي يكتشفها الضابط ضمن إطار من التشويق.

وقال المدير الفني للمهرجان أنطوان واكد إن فيلم "المذنب" يسير على خطى أفلام ألفريد هيتشكوك ويجمع بين التشويق والإثارة، وتوقع أن ينال إعجاب الجمهور والنقاد على حد سواء.

ويعرض المهرجان عشرة أفلام لبنانية تتنافس على جائزتين ضمن مسابقة خاصة.

كما يشمل برنامج المهرجان عروض لأفلام مرممة من زمن السينما الصامتة في بدايات الفن السابع يصاحبها عزف موسيقي حي على البيانو.