لندن تخسر المقر الأوروبي لباناسونيك

المجموعة اليابانية تنقل مقرها الى أمستردام بسبب مخاوف من مواجهة مشاكل ضريبية بعد انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.
الشركات اليابانية تستثمر ستين مليار دولار في بريطانيا
142 ألف شخص يعملون لدى 879 شركة يابانية في بريطانيا

طوكيو - قررت مجموعة باناسونيك اليابانية للإلكترونيات والأجهزة الكهربائية نقل مقرها الأوروبي من بريطانيا إلى هولندا في وقت لاحق من هذا العام بسبب مخاوف من مواجهة مشاكل ضريبية ضريبية بسبب بريكست.
وقالت متحدثة باسم الشركة اليابانية الخميس "سننقل مقرنا الاوروبي الى هولندا"، مؤكدة بذلك تصريحات رئيس مجلس إدارة "باناسونيك أوروبا" لوران أبادي لصحيفة "نيكاي" الاقتصادية.
وصرح ابادي للصحيفة أن الشركة ستنقل مقرها من مشارف لندن إلى امستردام في تشرين الاول/اكتوبر.
وأوضحت المتحدثة أن هذا القرار ناجم عن مخاوف من أن تعتبر اليابان بريطانيا ملاذا ضريبيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي في حال أقرت لندن تخفيضات ضريبية كبرى على الشركات لاستبقائها على أراضيها.
وفي هذه الحال فإن السلطات اليابانية قد تفرض على باناسونيك ضرائب.
وقال أبادي للصحيفة ان الشركة تدرس القرار منذ 15 شهراً، بسبب مخاوف من حواجز أمام تنقل الأشخاص والبضائع بعد البريكست.
وسيتم نقل حوالي نصف العاملين في مكتب باناسونيك بلندن وعددهم حوالي عشرين إلى ثلاثين موظفاً يقومون بعمليات التدقيق المالي والعمليات المالية، بينما سيبقى موظفو علاقات المستثمرين في بريطانيا.
ومن المقرر أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في آذار/مارس 2019 في عملية أربكت قطاع الاعمال وأثارت مخاوف حول عواقب بريكست على الاقتصاد البريطاني.

تيريزا ماي تحاول طمأنة اليابانيين بعد بريكست
تيريزا ماي تحاول طمأنة اليابانيين بعد بريكست

حمل قرار بريطانيا الانفصال عن الاتحاد الأوروبي العديد من الشركات اليابانية بينها مصرفان ضخمان هما "ميتسوبيشي يو إف جي فاينانشل غروب" و"سوميتوتو ميتسوي فاينانشل غروب" وشركتا السمسرة "نومورا هولدينغز" و"دايوا سيكيوريتيز" على اتخاذ قرار بنقل قواعدها الأوروبية الرئيسية خارج لندن أو درس مثل هذه الخطوة.
وتأمل بريطانيا في التوصل الى اتفاقيات تجارة مع شركائها الرئيسيين ومن بينهم اليابان بعد البريكست، نظراً لأن الشركات اليابانية تستثمر 60 مليار دولار في بريطانيا، بحسب اخر الاحصاءات.
وتوجد في بريطانيا 879 شركة يابانية توظف 142 ألف شخص، من بينها شركتا هوندا ونيسان لصناعة السيارات.
وبسبب هذه المخاطر حاولت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي طمأنة الشركات اليابانية وزارت طوكيو في آب/اغسطس من العام الماضي واستضافت العديد من كبار المدراء التنفيذيين في لندن في وقت سابق من هذا العام.
ولكن، وكغيرها من شركاء بريطانيا المقربين، أعربت اليابان عن خشيتها على علاقات الاعمال بعد بريكست. وحذر سفير اليابان الى لندن كوجي تسوروكا من "مخاطر عالية" من بريكست وقال أنه لا يمكن لأي شركة أن تعمل في حال عدم تحقيق أرباح في بريطانيا.
وتستعد شركة نيسان للتخلص من مئات الوظائف في مصنعها في مدينة سندرلاند شمال شرق البلاد والذي ينتج 500 ألف سيارة كل عام، بسبب انخفاض المبيعات في بريطانيا.
وفي وقت سابق من هذا العام أعرب رئيس "كيدانرين" التي تمثل 1000 شركة يابانية، عن خيبة أمله في مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز".
وقال هيرواكي نكانيشي "لا نستطيع أن نفعل أي شيء. الجميع قلقون جدا".
وأشار نكانيشي إلى أنه يتم نقاش مختلف السيناريوهات ومن بينها التخلي عن بريكست أو الخروج من الاتحاد الاوروبي بدون التوصل الى اتفاق. وقال "نحن الآن في وضع علينا فيه أن نفكر فيما يجب أن نفعله في جميع السيناريوهات".