لندن مستعدة لدعم واشنطن في أي قرار حول إيران

الحكومة البريطانية تعلن استعدادها لبحث أي طلب أميركي من شأنه أن يدعم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط في الوقت الذي يتصاعد فيه التوتر بين واشنطن وطهران في منطقة الخليج.

احتجاز بريطانيا ناقلة نفط إيرانية يؤجج التوتر مع طهران
لندن تنفتح على انخراط أوسع في دعم الضغوط الأميركية على إيران
أي دعم بريطاني لواشنطن يبقى رهين من سيتولى قيادة بريطانيا خلفا لماي

لندن - أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الخميس، استعدادها لبحث أي طلب أميركي من شأنه دعم واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، في إعلان يأتي في ذروة التوتر الأميركي الإيراني وعلى ضوء أزمة بين طهران ولندن بسبب احتجاز الأخيرة ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق.

ويشير هذا الإعلان إلى إمكانية انخراط بريطانيا في تحالف عسكري واسع تسعى واشنطن لبنائه لمواجهة الانتهاكات والأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وكانت واشنطن قد أعلنت قبل أيام عن مبادرة تستهدف تشكيل حلف دولي موسع يتولى ضمان الملاحة البحرية في الممرات الحيوية للتجارة العالمية ولإمدادات النفط قبالة اليمن وإيران أي في مضيقي باب المندب وهرمز.

ويصطدم إعلان بريطانيا عن استعدادها لبحث أي طلب أميركي من شأنه دعم واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، بعقبات كثيرة من أهمها أن المملكة المتحدة تمر بأزمة وانقسامات حادة على خلفية ملف بريكست المتعثر.

والوضع السياسي في بريطانيا ضبابي إلى حدّ الآن لأنها لاتزال تترقب من سيخلف ماي في رئاسة الوزراء.

ويتنافس على هذا المنصب وزيرا الخارجية الحالي جيرمي هانت والسابق بوريس جونسون ويبدو الأخير الأوفر حظا. وفي حال فوزه يمكن أن تنخرط بريطانيا في أي تحالف أو مبادرة أميركية لكبح الأنشطة الإيرانية في الشرق الأوسط.

وجونسون قريب سياسيا من نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب ويتبنى الأفكار المتشددة ذاتها حيال إيران.

اعتراض زوارق ايرانية ناقلة نفط بريطانية في هرمز تصعيد آخر في أهم الممرات المائية لامدادات النفط
محاولة احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية تؤجج التوتر في الخليج

وحثّ جيمس سلاك المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي السلطات الإيرانية على "عدم تصعيد الوضع في المنطقة"، لافتا إلى أن لندن "ستأخذ في الاعتبار أي طلب أميركي لدعم واشنطن في الشرق الأوسط، في ظل التزام بريطانيا بالحفاظ على حرية الملاحة بما يتفق مع القانون الدولي".

وأوضح أنّ احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق "له علاقة بالعقوبات على سوريا وليس إيران"، مضيفا "اعتراض السفينة الإيرانية غريس 1 مسألة خطيرة تتعلق بخرق العقوبات المفروضة على سوريا".

وقالت وزيرة الدفاع البريطانية بيني موردونت اليوم الخميس إن البحرية الملكية انتصرت للقانون الدولي بمساعدتها ناقلة نفط تجارية في عبور مضيق هرمز.

وأضافت موردونت في بيان نشرته على تويتر "أود تقديم الشكر للبحرية الملكية على مهنيتها، التي انتصرت للقانون الدولي ودعمت حرية الملاحة في ممر أساسي بالنسبة للتجارة العالمية".

ناقلة النفط البريطانية بريتيش هيريتدج في البورسفور
إيران حاولت احتجاز ناقلة النفط البريطانية بريتيش هيريتدج في رسالة تهديد واضحة لبريطانيا

ومنذ قرابة أسبوع، تحتجز مشاة البحرية الملكية البريطانية الناقلة الإيرانية (غريس 1) قبالة ساحل جبل طارق للاشتباه بأنها تخرق بنقلها النفط إلى سوريا عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي.

وجاءت التصريحات البريطانية عقب تحذير أطلقه الحرس الثوري الإيراني في وقت سابق من أن الولايات المتحدة وبريطانيا "ستندمان بشدة" على احتجاز ناقلة نفط قرب جبل طارق، وفق وكالة فارس الإيرانية للأنباء.

وصباح الخميس ذكرت الحكومة البريطانية أن ثلاث سفن إيرانية حاولت اعتراض ناقلتها 'بريتيش هيريتدج' في مضيق هرمز، لكنها انسحبت بعد تحذيرات من فرقاطة بريطانية.

غيّر أن إيران نفت المزاعم البريطانية على لسان وزير خارجيتها جواد ظريف الذي قال إن مزاعم لندن بشأن محاولة طهران احتجاز ناقلة نفط بريطانية "لا قيمة لها".

لندن ستأخذ في الاعتبار أي طلب أميركي لدعم واشنطن في الشرق الأوسط في ظل التزام بريطانيا بالحفاظ على حرية الملاحة بما يتفق مع القانون الدولي

وتشهد المنطقة توترا متصاعدا بين الولايات المتحدة ودول خليجية من جهة، وإيران من جهة أخرى على إثر تخفيض طهران بعض التزاماتها النووية بموجب الاتفاق النووي متعدد الأطراف المبرم في 2015.

واتخذت إيران تلك الخطوة الشهر الماضي مع مرور عام على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وإعادة فرض عقوبات مشددة على طهران لإجبارها على إعادة التفاوض بشأن برنامجها النووي، إضافة إلى برنامجها الصاروخي.

كما تتهم دول خليجية في مقدمتها السعودية والإمارات، إيران باستهداف سفن ومنشآت نفطية خليجية في مايو/أيار الماضي ويونيو/حزيران وهو ما نفته طهران التي عرضت توقيع اتفاقية "عدم اعتداء" مع دول الخليج.