لهيب الصحراء الكبرى يصل لاوروبا

دريد - من سينيكا تارفاينين
اوروبا تخشى ما يمكن ان تحمله الصحراء اليها

يقول الخبراء في أسبانيا إن الصحراء الكبرى تتحرك عبر البحر المتوسط إلى جنوب أوروبا، ومن المتوقع أن يؤدي مزيج خطير من ارتفاع درجة حرارة الارض وتصحر التربة إلى تغيرات بعيدة المدى.
ومن المتوقع أن تتحول مناطق جافة إلى صحراء، وأن يقضى الجفاف على بعض مصادر المياه، وأن تتسبب الفيضانات في كثير من الوفيات، وأن تنتقل أمراض جديدة وأوبئة زراعية من أفريقيا.
ويقول فرانشيسكو أيالا الباحث بمعهد الجيولوجيا والتعدين بمدريد أن أسبانيا هي الدولة الجنوب أوروبية التي يمكن ملاحظة ارتفاع الحرارة بها بأكثر وضوح.
وتتفاقم الاثار المترتبة على تغير المناخ بفعل انحسار التربة المستمر لالاف السنين بفعل أنشطة الزراعة والرعي، وحرائق الغابات، ثم التوسع العمراني، والسياحة.
ويقول أيالا أنه من المتوقع أن يرتفع متوسط درجات الحرارة على مدار العام بمقدار 2.5 درجة مئوية بحلول عام 2060.
وأضاف أن معدل سقوط الامطار قد هبط بما يزيد على 10 بالمائة خلال السنوات الخمسين الماضية في خمسة أسداس الاراضي الاسبانية.
وقال أيالا أنه من المقدر أن خمس أراضي أسبانيا قد تتحول إلى صحراء، وأن "الاراضي الطبيعية الجافة مثل صحراء ألميريا على الساحل الجنوبي من المحتم أن تتوسع".
وأوضح أيالا أن تغيرات مماثلة تحدث بجنوب إيطاليا، وجنوب البرتغال، وبعض أجزاء من اليونان، وأن أثر التغيرات المناخية حول البحر المتوسط تختلف عنها في منطقة الاطلنطي حيث من المحتمل أن يزيد هطول الامطار.
ويتضح الارتفاع في حرارة المناخ في أن الربيع يأتي الان مبكرا في أسبانيا، ويقول أيالا "في منطقة كاتالونيا الشرقية على سبيل المثال وجد الباحثون أن الزهور تتفتح مبكرا عما كانت عليه من أعوام مضت".
وفي جبال سييرا نيفادا الجنوبية تتراجع الاشجار والنباتات الالبية وتحل محلها أنواع كان وجودها فيما سبق يقتصر على الارتفاعات الاقل حيث الحرارة الادفأ.
ويقدر أيالا أن جفاف المناخ سيقلل موارد المياه في شبة جزيرة أيبيريا بمقدار 17 بالمائة بحلول منتصف القرن.
ويعتقد أيالا أن أسبانيا قد يمكنها التعامل مع هذا الانخفاض من خلال تغيير السياسات مثل خفض الدعم المقدم للزراعة بالري.
ولكن قد تؤدي التغيرات المناخية إلى مشاكل أخرى تكون أصعب على الحل.
ويتنبأ أيالا بأن يتبع المناخ الاكثر جفافا هطول أمطار بتواتر أقل ولكن بغزارة أكثر حال هطولها، وبالتالي تكون الفيضانات أكثر شدة. وتقتل الفيضانات بالفعل 20 شخصا في المتوسط سنويا في أسبانيا.
ويوضح أيالا أن المناخ الاكثر حرارة قد يكون مفضلا أيضا لبعض الامراض مثل داء المحاربين القدماء. ويمكن لكائنات دقيقة يمكنها البقاء الان في أفريقيا فقط أن تنتقل شمالا.
ويمكن أيضا أن يواجه جنوب أوروبا كوارث زراعية مثل أسراب الجراد التي تنمو في المناخ الذي يتذبذب بين الجفاف والرطوبة.
كما يمكن للتغير المناخي أن تتبعه كوارث بيئية. ويذكر أيالا مثالا من دلتا نهر إبرو الشرقي والتي تمثل إحدى أكثر مناطق أوروبا ثراء في الانواع الطبيعية من الطيور والاسماك.
وتظهر في هذه الدلتا علامات على حدوث الجفاف وفي نفس الوقت تغمرها المياه المالحة بسبب ارتفاع مستوى البحر في العالم، ويقدر أيالا أن ثلث هذه الدلتا قد يختفي بحلول عام 2050.
فهل لن يحمل تغير المناخ أي أخبار طيبة لاوروبا؟
يرى الباحثون تطورا إيجابيا واحدا على الاقل، ألا وهو أن دولا مثل أسبانيا ستكون بحاجة إلى استهلاك طاقة أقل للتدفئة.