لواء الفاطميون.. تشكيل إيراني مِن فقراء الشّيعة

تجنيد الإيرانيين سيعني عودة عشرات الآلاف من جثث الإيرانيين للمدن الإيرانية وبالتالي سيحدث اضطرابات واسعة كبرى إضافة إلى أن تكلفة تجنيد الأفغاني زهيدة جداً مقارنة بتجنيد الإيراني.

بقلم: سجاد تقي كاظم

من منا لا يعرف لواء فاطميون، وهي ميليشيا أفغانية محسوبة شيعيا، خسرت بالحرب السورية باعتراف محمود سادات أحد قادة لواء فاطميون، بالفترة بين 2014 وأواخر 2018، 5500 قتيل، و1200 مفقود، وأصيب 7000 شخص، وشارك مقاتلو اللواء بمهام قتالية في سوريا، لدعم نظام بشار الأسد في وقت الشيعة الأفغان يتم قتلهم بأفغانستان بلا حامي لهم ولقراهم ومدنهم وتجمعاتهم وأعراسهم وأحزانهم وطقوسهم وحسينياتهم.

حيث يذكر أحد مقاتلي فاطميون، فرهاد قصص مروِّعة حول جبهة الحرب في سوريا ومقتل رفاقه، ففي عملية في دمشق ذهب مع 1700 شخص من لواء «فاطميون» إلى العمليات، وبعد 10 ساعات من المعركة عاد منهم على قيد الحياة 300 شخص فقط. السؤال مقابل ماذا سقط هؤلاء، ويتباكى البعض على بضع عشرات استشهدوا بعملية إرهابية بعرس للهازار بكابول، ولا يتباكى أحد على 1200 شيعي أفغاني سحقوا ببضع ساعات نتيجة زجهم إيران بمعركة للدفاع عن نظام بشار الأسد، لتبقى عوائلهم بلا معيل؟ واستغلتهم إيران بهدف مد نفوذها بالمنطقة بدماء الشعوب.

علما أن إيران تجند فقراء الشيعة الأفغان المهاجرين بأفغانستان، بإغرائهم ببطاقة أحوال مدنية إيرانية، ومرتبات شهرية، لتزجهم بمستنقعات خارجية بسوريا تحديدا، وبعدة عودتهم لإيران وأفغانستان يجابهون ماسي كبرى، سنذكرها بالموضوع بلسان عناصر اللواء المسرحين.

ولواء فاطميون أسسته إيران مستغلة البطالة بين النازحين الأفغان داخل إيران، باعتراف مقاتلي الهازار أنفسهم، واستغلالا لعقيدتهم، فجعلتهم إيران مأجورين وليس عقائديين، بزعامة، علي رضا توسلي المعروف بأبو حامد في عام 2014 لقتال المعارضة السورية، وهو أحد المهاجرين الأفغان داخل إيران، ويتم تمويلها وتدريبها من قبل حرس الثورة الإسلامية الإيراني، وتفيد تقارير بأن المقاتلين الأفغان يتلقون 500 دولار فقط شهريًا.

وأعلنت وكالة أنباء فارس عن مقتل علي رضا توسلي في تل قرين، محافظة درعا خلال معارك مع المعارضة السورية، ويُقدر تعداد اللواء بحوالي 3000 مقاتل، مع أن المصادر الإيرانية تدعي بأن العدد يصل إلى 14ألف مقاتل، وهذا ما ادعاه نائب قائد لواء فاطميون، سيد حسن حسيني، المعروف أكثر بـ"سيد حكيم”، وتقارير أخرى تشير إلى 34 ألفاً.

وهنا يطرح سؤال لماذا تجند إيران، غير الإيرانيين من أفغان وعراقيين بالمستقنع السوري؟ والجواب أن تجنيد الإيرانيين سيعني عودة عشرات الآلاف من جثث الإيرانيين للمدن الإيرانية وبالتالي سيحدث اضطرابات واسعة كبرى، إضافة بان تكلفة تجنيد الأفغاني زهيدة جدا، مقارنة بتجنيد الإيراني الذي يكلف الميزانية الإيرانية مبالغ كبيرة، ثالثا المعوقين الإيرانيين وقتلاهم سيكلف ايران رواتب تقاعدية كبيرة، في حين الأفغاني لا يكلف ايران التزامات مالية له ولعائلته بعد مقتله، ولا ننسى أن الإيرانيين رافضين سياسات النظام بزجه بالمستنقع السوري والعراقي واللبناني، بشعارات الإيرانيين بمظاهراتهم، لا غزة ولا لبنان ، نعم نعم لإيران، فكيف الحال لو زجت ايران عشرات الآلاف من الإيرانيين بالمعارك خارج ايران، ويعودون كجثث لمدن ايران، ماذا سوف يكون الوضع الأمني؟! المحصلة مقتل العراقيين والأفغان ليس لها تبعات اقتصادية وأمنية داخل إيران، مقابل هيمنة موالين لإيران على الحكم بالعراق، لا يبالون بدماء العراقيين التي تسفك بمستنقعات سوريا وغيرها التي تزجهم بها إيران.

ليتبين بان الإرهابيين وإيران تحالفهم واحد، بل إن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اعتبر، وبشكل صريح، أن لا مستقبل لأفغانستان دون وجود طالبان، وجزء من العلاقة الإيرانية بطالبان كشفت عنه وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، وقد سبق لواشنطن اتهام طهران بشكل صريح، بلعب دور فعال في مساعدة مقاتلي طالبان، للحفاظ على نفوذها لدى الحركة.

هذا يثبت تاريخ إيران بدعم القوى الإرهابية، سواء دول أو أنظمة أو جماعات، منها عبر ذراعها حزب الله في لبنان الموالي لإيران، باتفاقية الباصات مع داعش وتأمين تحركهم من شرق سوريا إلى غربها مجاور الحدود العراقية، أليس إيران تدعم حليفها بشار الأسد، وبشار الأسد بسوريا دعم الإرهاب بالعراق منذ عام 2003، وايران نفسها أعلنت أن لديها علاقات مع حركة طالبان الإرهابية، التي تستهدف تجمعات المدنيين والعسكريين ورجال الشرطة بأفغانستان.

كاتب عراقي