لواشنطن أكثر من خيار لانخراط عسكري أوسع في سوريا

المبعوث الأميركي إلى سوريا يرهن سحب القوات الأميركية من سوريا بتحقيق الهدف المعلن وهو هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية ودفع إيران لسحب قواتها وميليشياتها من جميع الأراضي السورية.

واشنطن تنفي أي نية لها لتقسيم سوريا
إقامة مناطق حظر للطيران فوق سوريا ضمن خيارات ترامب

واشنطن - كشف المبعوث الأميركي إلى سوريا جيمس جيفري أن لدى الرئيس دونالد ترامب أكثر من خيار للانخراط عسكريا في سوريا، بما في ذلك سيناريو سبق أن طبقته الولايات المتحدة في العراق.

وكان جيفري يشير إقامة مناطق حظر للطيران فوق العراق منذ انتهاء حرب الخليج الثانية في عام 1991 وحتى الغزو الأميركي للعراق عام 2003.

إلا أنه أوضح خلال إيجاز صحفي على اثر اجتماع للمجموعة المصغرة بشأن سوريا، أن القوات الأميركية لن تبقى في الأراضي السورية إلى الأبد وأن سيناريو الانخراط العسكري في الأزمة السورية مجرد خيار من ضمن عدة خيارات مختلفة.

وأضاف أن الهدف الوحيد لتواجد القوات الأميركية في سوريا هو القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وتابع أن هذه المهمة (أي دحر داعش) هي بتفويض منحه الكونغرس الأميركي للبنتاغون (وزارة الدفاع) بشأن محاربة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر/ايلول 2001.

وربط الدبلوماسي الأميركي بقاء القوات الأميركية في سوريا بتحقيق الهدف المعلن وهو هزيمة داعش وانسحاب القوات والميليشيات الإيرانية من جميع الأراضي السورية وتنفيذ عملية سياسية لا رجعة منها.

وقال "لدى الرئيس، كقائد أعلى للقوات المسلحة ومدير سياساتنا الخارجية، خيارات مختلفة بشأن انخراط قواتنا. تذكروا كيف كنا موجودين ليس في شمال العراق، بل فوقه خلال 13 عاما ضمن إطار عملية المراقبة الشمالية".

والعملية التي أشار إليها جيمس جيفري هي تلك انطلقت رسميا في عام 1997 لكن واشنطن وحلفاءها كانوا يعملون على تعزيز مناطق حظر الطيران فوق العراق منذ انتهاء حرب الخليج الثانية في عام 1991 وحتى غزو العراق عام 2003، وتخللت تلك العملية حوادث متعددة بين الطيران الأميركي والدفاعات الجوية العراقية.

اقامة مناطق حظر طيران في سوريا سيناريو وارد
اقامة مناطق حظر طيران في سوريا سيناريو وارد

ونفى في الوقت ذاته صحة الاتهامات الروسية للولايات المتحدة بالتخطيط لتقسيم سوريا من خلال دعم الحركات الكردية الرافضة للتفاوض مع النظام السوري، مؤكدا أن بلاده تدعم وحدة سوريا ضمن حدودها الحالية.

وتدعم الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المسلحون الأكراد عمودها الفقري وتسيطر على بعض مناطق الشمال السوري.

وتذهب بعض القراءات إلى أن الولايات المتحدة تعمل على تقوية شوكة الأكراد في شمال سوريا لإقامة كيان كردي له امتدادات جغرافية مع تنامي النزعة الانفصالية لأكراد العراق وأكراد سوريا إضافة إلى وجود تمرد كردي مسلح في أقاليم إيران النائية.

وتحدث الدبلوماسي الأميركي عن خيارات بلاده غير العسكرية لحماية المصالح الأميركية في سوريا ومنها مبادرات دبلوماسية أطلقتها بالتعاون مع حلفائها وأيضا تشديد العقوبات على إيران لكبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة.

وتدعم طهران النظام السوري بالمال والسلاح وانخرطت بشكل أكبر في الصراع الدموي من خلال قوات ومستشارين عسكريين وميليشيات متعددة الجنسيات يشرف عليها الجنرال قاسم سليمان قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وتتناقض تصريحات جيمس جيفري مع رغبة سابقة كان أعلن عنها الرئيس الأميركي بسحب القوات الأميركية من سوريا.

لكنه دونالد ترامب سرعان ما تراجع عن هذه الخطط واتخذت الإدارة الأميركية منذ ذلك الحين خطوات في اتجاه معاكس.

وامتثل في النهاية لنصائح مستشاريه ووزير دفاعه بأن الانسحاب من سوريا يعني منح إيران المتشددين فرصة اكبر للتمدد.   

ويعرف عن ترامب معارضته للحملات العسكرية التي شنها أسلافه في الشرق الأوسط، بما فيها غزو العراق ودعم المعارضة السورية.