لوحات راقصة تعيد ماري انطوانيت إلى الحياة

عرض باليه مستوحى من سيرة ملكة فرنسا الأخيرة يقدم 14 لوحة راقصة اراد من خلالها المصمم رسم صورة المرأة أكثر منها الملكة صاحبة المصير المأساوي.
الشخصية التاريخية قدمت أكثر من مرة على شاشات السينما
ماري انطوانيت لا تحظى بشعبية في فرنسا
اللوحة الراقصة الأخيرة تتطرق لصخب الحشود الغاضبة الزاحفة إلى قصر فرساي

فرساي (فرنسا) - في 16 مايو/ايار 1770 احتفل في أوبرا فرساي الملكي بزواج ملك فرنسا المقبل لويس السادس عشر وأرشيدوقة النمسا ماري انطوانيت بحفاوة، وبعد أكثر من قرنين يستقبل المسرح نفسه عرض باليه حول آخر ملكات فرنسا.
وتقدم العرض من الجمعة إلى الأحد، فرقة مالاندان باليه بياريتس. وينطلق العرض بالتحديد على مأدبة العشاء احتفالا بهذا الزواج.
يقول تييري مالاندان مدير الفرقة ومصمم عرض "ماري أنطوانيت"، لوكالة فرانس برس "المأدبة كانت أول شيء يحصل فعلا في هذا المسرح".
ويقر أن تحويل قصة هذه الشخصية التاريخية الساحرة المعقدة إلى عرض راقص لم يكن سهلا أبدا.
ويوضح مالاندان "لقد رفضت المهمة في البداية لأن الأمر بدا لي صعبا جدا. وشخصية ماري انطوانيت لا تحظى بشعبية عندنا". وهو كان تلقى طلبا بهذا الخصوص من لوران برونر مدير العروض في قصر فرساي.
ويقول مصمم الرقص البالغ 59 عاما "قد تصلح شخصية ماري انطوانيت لرواية أو فيلم لكنها ليست بالضرورة شخصية لعرض راقص" مشيرا إلى أنه أستوحى من بين مراجع أخرى، من سيرة ملكة فرنسا الأخيرة للكاتب ستيفان زفيغ.

قد تصلح شخصية ماري انطوانيت لرواية أو فيلم لكنها ليست بالضرورة شخصية لعرض راقص

وقد كانت لهذه الشخصية الملقبة "النمسوية" حياة أخرى من خلال شاشة السينما مع "ماري انطوانيت" للمخرج فان دايك من بطولة نورما شيرير (1938) فضلا عن فيلم صوفيا كوبولا مع كيرستن دانست (2006) مرورا بفيلم جان دولانوا مع ميشال مورغان (1956).
وقد قرر تييري مالاندان في نهاية المطاف الالتفاف على صعوبات تحويل الجوانب السياسية إلى رقص وقبول الاقتراح، وخصوصا أن تقديم عرض باليه عن أشهر ملكة فرنسية في فرساي يشكل عرضا لا يرفض.
ويوضح مالاندان وهو مدير مركز تصميم الرقص الطوني في بياريتس "يضاف إلى ذلك أن ثمة اهتمام كبير خارج فرنسا.
ولدينا الكثير من الجولات إلى الخارج".
والجمعة أتى عشرون أميركيا خصيصا لحضور العرض على ما يؤكد مالاندان.

شخصية متعددة الجوانب 
وتقدم جوانب شخصية ماري انطوانيت المتعددة في 14 لوحة راقصة اراد من خلالها المصمم رسم صورة المرأة أكثر منها الملكة صاحبة المصير المأسوي. فلدينا المرأة الطائشة مع جلسائها والأم مع طفلها الأول وعاشقة الموسيقى التي تحضر عروض الأوبرا بانتظام.
وتتطرق اللوحة الراقصة الأخيرة إلى الثورة الفرنسية مع صخب الحشود الغاضبة الزاحفة إلى قصر فرساي الذي يمتزج بموسيقى القصر.
وخطوات الرقص مستوحاة من الرقص الباروكي الذي كن مهيمنا في القرن الثامن عشر مع موسيقى فلهايدن الذي كانت ماري أنطوانيت معجبة كثيرا بأعماله ولا سيما السيمفونية رقم 85 التي سميت في نهاية المطاف "الملكة".
ويتضمن العرض مقطوعة من غلوك الذي كان استاذ ماري انطوانيت للموسيقى في فيينا.

لدينا المرأة الطائشة مع جلسائها والأم مع طفلها الأول وعاشقة الموسيقى التي تحضر عروض الأوبرا بانتظام

ويذكر تييري مالاندان من خلال هذا العرض أن الرقص في عهد النظام القديم ارتقى إلى مصاف الفن المطلق. ويقول مالاندان "كان على الرجال أن يتقنوا ثلاثة أشياء ركوب الخيل والمبارزة بالسيف و…الرقص".
ويحتفل في العام 2019 بالذكرى الـ350 لتأسيس أوبرا باريس الذي كان في الأساس الاكاديمية الملكية للموسيقى التي أسسها لويس الرابع عشر العام 1669.
وقبل سنوات قليلة على ذلك كانت الأكاديمية الملكية للرقص وضعت قواعد الرقص الكلاسيكي ولذا لا تزال تعابير رقص البالية الكلاسيكي بالفرنسية.
ويؤكد مالاندان "كما الأكاديمية الفرنسية التي تجتمع سنويا لاعتماد كلمات جديدة استمر الرقص الكلاسيكي بالتطور منذ لويس الرابع عشر".
ويختم قائلا "من المهم المحافظة عليه كما نحافظ على لغتنا".