لودريان يبحث مع السبسي تطورات التسوية السياسية بليبيا

وزير الخارجية الفرنسي يقوم بجولة بين ليبيا وتونس للدفع نحو بحث التسوية السياسية في ليبيا ويدعو لتطبيق اتفاق باريس الذي جرى في مايو العام الماضي.

تونس - التقى وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، الثلاثاء، الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي بقصر الرئاسة بقرطاج، وبحثا تطورات الوضع السياسي في ليبيا.

وقالت الرئاسة التونسية، في بيان إن "زيارة لودريان تندرج في إطار المتابعة المشتركة لتنفيذ خريطة الطريق في عدد من مجالات التعاون الثنائي، وتجسيم سنّة التشاور بين البلدين الصديقين حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وأكد لودريان خلال اللقاء على وجود "عناصر انفراجة" نحو الدفع بالتسوية السياسية في ليبيا.
وقال "توجد عناصر انفراج نحو الدفع بالتسوية السياسية في ليبيا، في أقرب الآجال خصوصا عقب اجتماع أبوظبي برعاية الأمم المتحدة، والاجتماع الوزاري الثلاثي بالقاهرة لوزراء خارجية تونس والجزائر ومصر، لمتابعة المبادرة الرئاسية (للسبسي)".
وفي 27 فبراير/شباط الماضي، عقد اجتماع حول ليبيا في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بدعوة من المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة، حضره فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، وخليفة حفتر، قائد القوات المدعومة من البرلمان الليبي (شرق).
وفي يناير/كانون الثاني 2017، أطلق السبسي مبادرة لحل الأزمة الليبية، بالتنسيق مع مصر والجزائر، ودعا فيها كافة الأطراف الليبية إلى "الإسراع بإيجاد أرضية مشتركة للحوار والمصالحة".

وأعرب لودريان عن تقدير بلاده لـ"الدور المحوري الذي تضطلع به تونس من أجل ضمان أمن واستقرار المنطقة، وخصوصا في ما يتعلق بالملف الليبي".
كما أشار إلى أنه "حرص على اطلاع السبسي على التحركات والجهود الفرنسية التي تتكامل مع المبادرة الرئاسية الثلاثية للتسوية في ليبيا". 
من جانبه، أكد السبسي أن "تونس تتابع باهتمام بالغ المستجدات في ليبيا، ولا تدَخر جهدا لحث الأشقاء الليبيين على مواصلة الحوار، والمساهمة في توفير الظروف الملائمة للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ودائمة." 
وأضاف أن بلاده "تدعم كل الجهود المبذولة لتنفيذ خارطة الطريق التي وضعها سلامة، بما يمكن الشعب الليبي الشقيق من استعادة أمنه واستقراره، والتفرغ لجهود البناء والتنمية".

وتأتي زيارة لودريان لتونس بعد يوم من زيارة قام بها الاثنين إلى العاصمة الليبية طرابلس والتقى خلالها بفايز السراج في مقر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني.

وعقد الجانبان اجتماعاً ضم مسؤولين من الدولتين، حيث تناولا تطورات الوضع السياسي في ليبيا والعلاقات الثنائية، والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وقال  لودريان خلال اللقاء إنه لا حل عسكري للأزمة الليبية، مشيرا إلى دعم بلاده خطة المبعوث الأممي غسان سلامة لتوحيد المؤسسات وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نهاية العام، كما جاء في إعلان باريس الذي جرى الاتفاق عليه مايو العام الماضي.

وأشاد الوزير الفرنسي خلال اللقاء أمام السراج بالمشير حفتر قائلاً "لقد تم تحقيق تقدم كبير في جنوب البلاد في مواجهة الجماعات الإرهابية وجماعات الجريمة المنظمة والمنظمات الأجنبية المسلحة التي أججت عدم الاستقرار في المنطقة لفترة طويلة".

يذكر أن السراج وحفتر اتفقا خلال اجتماع أبوظبي على "ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية من خلال انتخابات عامة، وعلى سبل الحفاظ على استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها"، في لقاء كان الثاني للرجلين بالإمارات.
ومنذ 2011، تعاني ليبيا الغنية بالنفط، صراعا على الشرعية والسلطة، يتركز حاليا بين حكومة "الوفاق" المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس (غرب)، وخليفة حفتر، المدعوم من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).