لويز غلوك الشاعرة الخبيرة بالزهور

أشعار الكاتبة الأميركية الحائزة على جائزة نوبل للآداب تدمج المرأة الشابة في الخطاب النسوي المتواصل منذ عقود عدة حول ما معنى أن يكون المرء امرأة.
غلوك رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب في العقد الأخير
جان دارك ومن بطلات طفولة غلوك
غلوك تنهل من طفولتها عندما تكتب أعمالها

لندن - عندما منحت الأكاديمية الملكية السويدية جائزة نوبل للآداب للشاعرة الأميركية لويز غلوك قالت في حيثيات قرارها إن غلوك "تكتب شعرا روائيا حالما يستحضر ذكريات وأسفارا ويتردد ويتوقف لفتح آفاق جديدة. فيه يتحرر العالم ويحلق قبل أن يحضر مجددا بسحر ساحر".
وتترجم قصيدة لها بعنوان "جابونيكا"، الذي يعني مجموعة من الفراشات، توصيف الأكاديمية لشعر غلوك، فالقصيدة تشبه فن الرسامين اليابانيين المنمق وتبدأ بالأبيات التالية: "تزهر الأشجار على التلة حاملة زهرات كبيرة وفراشات جابونيكا".
وتستمد إحدى المع الأصوات في الشعر الأميركي المعاصر مادة كتاباتها من جمال بساطة الطبيعة فضلا عن طفولتها.
غير أنها في مقابلة مع مجلة شعرية أميركية العام 2006 قالت إنها ليست خبيرة في مواضيع الزهور.
ومن إصداراتها في هذا المجال ديوان "ذي وايلد أيريس" الصادر عام 1962 والذي يرسم حديقة كاملة. ونالت عنه جائزة بوليتزر وهي من أعرق المكافآت في العالم.
ولا تعمد غلوك إلى التعبيرات المعقدة والتركيبات الصعبة فشعرها متاح للجميع وتعتمد لغة بسيطة يفهمها كثيرون.
وهي من اتباع الأسلوب المتجرد وتأثرت بشبابها بشعراء معروفين بوضوح تعبيرهم الأدبي مثل وليام باتلر ييتس (نوبل العام 1923) وت.س. إيليوت (نوبل 1948).
وأوضحت الأكاديمية السويدية أن غلوك كوفئت بالجائزة العالمية "على صوتها الشاعري المميز الذي يضفي بجماله المجرد طابعا عالميا على الوجود الفردي".

تزهر الأشجار على التلة حاملة زهرات كبيرة وفراشات جابونيكا

وإلى جانب الطبيعة، غالبا ما تنهل الشاعرة من طفولتها كثيرا.
وفي إحدى مقابلاتها تقول غلوك "كنت طفلة منزوية. وكان تفاعلي مع العالم ككائن اجتماعي، قسريا وغير طبيعي كثيرا وكنت في قمة السعادة عندما كنت أطالع. لم يكن الأمر بهذه المثالية فكنت أشاهد التلفزيون وآكل كثيرا أيضا".
ورثت الشاعرة اسم عائلتها الألماني من جدين من يهود المجر هاجرا إلى الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين. وولدت غلوك في نيويورك العام 1943 في عائلة شجعتها على التعبير الابداعي.
وكانت جان دارك ومن بطلات طفولة غلوك الفرنسية التي خصصت لها قصيدة قصيرة في العام 1975.
عاشت رابع امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب في العقد الأخير، مراهقة صعبة عانت خلالها من فقدان الشهية المرضي. وفقدت شقيقتها الكبرى التي توفيت في سن مبكرة ما شكل صدمة لها.
ولم تكمل لويز غلوك دراستها وتزوجت وسرعان ما تطلقت. وبدأت تلفت الانتباه العام 1968 من خلال ديوانها "فيرستبورن" (الطفل البكر). وقد عرفت الاستقرار النسبي من خلال زواجها الثاني فاستأنفت دراستها وأصبحت استاذة جامعية. وتدرس راهنا في جامعة يال.
وقالت الباحثة في مجال الأدب أليسون كوك "من خلال عمل غلوك الشعري نرى أن الكثير من الشخصيات المحورية في قصائدها من النساء فإما تكون امرأة شابة تعرف على أنها ابنة أحد ما، أو أنها أم".
وأضافت "المرأة الشابة في شعر غلوك تندمج في الخطاب النسوي المتواصل منذ عقود عدة حول ما معنى أن يكون المرء امرأة".
وقد أصدرت غلوك 13 مجموعة شعرية كان آخرها "فيثفول أند فيرتشويس نايت" الذي نالت عنه جائزة "ناشونال بوك اوارد".
ويُعتَبَر "افيرنو" (2006) ديوانها الرئيسي وهو تفسير رؤيوي لنزول بيرسيفونا إلى الجحيم وهي أسيرة هاديس إله الموت.