ليبيا تنضم لموريتانيا في رفض مخطط الجزائر لتفكيك الاتحاد المغاربي

المجلس الرئاسي الليبي يؤكد تمسك طرابلس بالاتحاد المغاربي، ما ينسف أي آمال لنجاح مبادرة تبون الهادفة إلى تأسيس تكتل من دون المغرب.

الجزائر - أكدت ليبيا تمسكها باتحاد المغرب العربي، مطالبة بالعمل على تفعيله، فيما يعكس هذا الموقف رفضا للمبادرة التي أطلقها الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون والتي تهدف إلى تأسيس تكتّل مغاربي جديد يستثني المغرب، وهو ما أثار استغراب العديد من الخبراء الذين أكدوا استحالة إقامة تحالف من دون الرباط بالنظر إلى ثقلها السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والدور الهام الذي تلعبه في المنطقة. 

وأشار المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى أنه "التقى الأربعاء بالطاهر الباعور المكلف بتسيير أعمال وزارة الخارجية والتعاون الدولي والذي قدم إحاطة كاملة عن آخر المستجدات السياسية وأطلعه على نتائج عمل زيارته لعدد من الدول وحضوره لبعض اللقاءات الدولية"

وتابع أنه "من بين الملفات التي تم التطرق إليها لأوضاع السياسية بالمنطقة ودور الاتحاد الأفريقي فيها"، مضيفا أنه "تم التأكيد على العمل على تفعيل دور اتحاد المغرب العربي"، ما يؤكد تمسك ليبيا بالاتحاد المغاربي.

وتنضم ليبيا إلى موريتانيا التي رفضت أن تكون عضوا في التكتل المغاربي الذي يعتزم تبون إنشاءه، فيما يبدو أنه يسعى إلى نسف اتحاد المغرب العربي الذي تأسس في العام 1989 ويضم كلاّ من موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا.

وأعلن تبون في 3 مارس/آذار الماضي عن رغبته في إنشاء تكتل جديد في المنطقة المغاربية يأتي بديلا عن اتحاد المغرب العربي وقال في تصريح حينها "انطلاقا من الفراغ الموجود حاليا حيث لا يوجد عمل مغاربي مشترك تقرر عقد لقاءات مغاربية دون إقصاء أي طرف والباب مفتوح للجميع".

وقالت الرئاسة الجزائرية حينها إن "الجزائر وليبيا وتونس اتفقت على عقد اجتماعات كل ثلاثة أشهر، يقام أولها في تونس بعد شهر رمضان بهدف كثيف الجهود وتوحيدها لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية بما يعود على شعوب البلدان الثلاثة التي تشترك في الحدود"

ويرى مراقبون أن المبادرة التي أطلقها تبون بهدف تأسيس تكتل مغاربي من دون المغرب تهدف بالأساس إلى طيّ صفحة الاتحاد المغاربي القائم حاليا، محذرين مما أسموه مخططا لتقسيم المنطقة وإفشال "الحلم المغاربي".

ويأتي المخطط الجزائري لتفكيك الاتحاد المغاربي في خضم التأييد الذي قوبلت به المبادرة التي أطلقها المغرب وتهدف إلى تسهيل ولوج دول الساحل الأفريقي إلى المحيط الأطلسي، بما تشكله من فرصة تاريخية لتحقيق الإقلاع الاقتصادي وتحسين الأوضاع المعيشية لشعوب المنطقة.

واعتبر المحلل السياسي المغربي عبدالفتاح الفاتحي أن تصريحات تبون "هروب إلى الأمام، أمام مسؤوليات بلاده الأخلاقية في إفشال مشروع المغرب العربي"، فيما ينظر إلى الجزائر على أنها السبب في فشل الاتحاد المغاربي، على خلفية أعمالها العدائية وسعيها إلى إطالة أمد النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بدعمها لجبة بوليساريو الانفصالية وتوفير الغطاء السياسي لقادتها.

وكان أحمد أونيس وزير الخارجية التونسي الأسبق قد قال في تصريح لموقع "هيسبريس" المغربي إن "الدول المغاربية مطالبة بالنأي بنفسها عن هذه المحاولات الجزائرية لاستبعاد المغرب والدفع باتجاه توحيد الصف المغاربي وليس العكس".

وشدد على أن "اتحاد المغرب العربي تكتل واقعي وقانوني وتاريخي يكتسب شرعيته ووجوده وديمومته من الدول الخمس الأعضاء دون استثناء وبالتالي لا يجوز لهذه الدول أن تنخرط في هذه اللعبة الجزائرية الخطيرة التي تحاول إجهاض الحلم المغاربي عبر هكذا محاولات”.

بدوره أكد أحمد ولد عبيد نائب رئيس حزب "الصواب" الموريتاني أن "استثناء أي بلد مغاربي من المشاورات أو اللقاءات المتعلقة بالدفع قدما في اتجاه تسوية الخلافات القائمة بين الدول المعنية، أو التباحث حول الوضع في المنطقة، سيكون معه الاتحاد المغاربي تكتلا أعرج ومفتقدا لأحد أعمدته الأساسية".

وكان وفد برلماني مغربي أدى مؤخرا زيارة إلى نواكشوك حيث التقى ممثلين عن الغرب البرلمانية الموريتانية وتم خلال المباحثات الاتفاق على التمسك باتحاد المغرب العربي.