ليبيا وتونس على مسار واحد لمواجهة التحديات الأمنية

توافق ليبي تونسي على ضرورة توحيد الجهود خلال الفترة الانتقالية في ليبيا لاستكمال مسار السلام في الأراضي الليبية وتعزيز التعاون الاقتصادي وتنشيط المبادلات التجارية بين البلدين.
المنفي: أمن ليبيا من أمن تونس

تونس - تدفع التحديات الأمنية والاضطرابات السياسية تونس وليبيا إلى توحيد الجهود لإرساء الأمن والاستقرار خاصة وان ملفات أمنية وسياسية تهم الجارتين على ضوء انتشار الجماعات الإرهابية في المنطقة وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في كلا البدين.

وفي هذا الإطار أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في تونس السبت على ضرورة التعاون الأمني بين البلدين خلال الفترة الانتقالية وخروج ليبيا من الفوضى.

وصل المنفى السبت إلى تونس في زيارة تستمر ثلاثة أيام هي الأولى للبلد الجار منذ توليه مهام منصبه مطلع فبراير/شباط.

وقال المنفي في تصريح صحافي مشترك مع الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي استقبله في قصر قرطاج "تناولنا التعاون الأمني ونعرف بأن هذه المرحلة شديدة الخطورة خصوصا في المنطقة. لابد أن يكون هناك استقرار أمني"، مضيفا "البعد الأمني هو أهم الأبعاد التي لابد من التركيز عليها، أمن ليبيا من أمن تونس".

من جانبه أكد سعيّد على "إرادة قوية ثابتة لاستكمال المسار الذي بدأ بعد تولي القيادة في ليبيا"، مشددا على "وقوف الشعب التونسي إلى جانب أشقائه في ليبيا في إعادة بناء مؤسساته وفي تأمين هذه المرحلة الانتقالية".

تشهد ليبيا موجة تفاؤل نادرة بإحلال الاستقرار الأمني والسياسي نسبيا، مع سعي رئيس الوزراء المؤقت عبدالحميد الدبيبة إلى توحيد المؤسسات الليبية والتحضير للانتخابات المقررة في 24 ديسمبر/كانون الأول.

وفي المقابل هناك تخوف على الوضع الأمني مع استمرار انتشار القوات الأجنبية المرتزقة في البلاد وانتشار السلاح بيد ميلشيات متطرفة..

أدت إطاحة الزعيم الراحل معمر القذافي وقتله في انتفاضة العام 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي إلى إغراق ليبيا في صراع دموي على السلطة استمر عقدا.

تأتي زيارة المنفي بعد أسبوع من زيارة رئيس الحكومة التونسية هشام المشيشي الى طرابلس حيث شدد على رغبة بلاده في تحفيز التعاون الاقتصادي مع البلد الجار في وقت تعيش تونس أزمة اقتصادية حادة.

كما شهدت تونس هجمات دموية نفذها إسلاميون متطرفون ويعتقد أنه تم التخطيط لها في ليبيا واستهدفت سياحا وأمنيين وعسكريين خلال العامين 2015 و2016.

وفي أول زيارة رسمية منذ العام 2012، توجه الرئيس التونسي قيس سعيّد إلى ليبيا منتصف مارس/آذار الفائت لدعم الحكومة الجديدة إثر تسلمها السلطة.

كما تطرّق المنفي وسعيّد السبت إلى ضرورة التعاون الاقتصادي خصوصا في ما يتعلق بتوفير العمالة التونسية في ليبيا.

بين تونس وليبيا علاقات اقتصادية وثيقة إضافة إلى ارتباطات عائلية بين جانبي الحدود، لكنها تضررت إثر سقوط نظام معمر القذافي عام 2011. رغم ذلك، ما زالت تونس وجهة أساسية لليبيين للسياحة والعلاج، لا سيما لدى سكان غرب البلاد.

ظلت ليبيا سوقا رئيسية ومتنامية للاقتصاد التونسي حتى عام 2011 قبل أن تنهار المبادلات منذ عام 2014.