ليس من المنطقي سحب نوبل للسلام من سو تشي

بعض تصرفات الزعيمة المدنية لميانمار المتهمة بتقاعسها في معالجة مسألة أقلية الروهينغا المسلمة مؤسفة، لكن لن يتم سحب جائزة نوبل للسلام منها.
اتهام سو شي بعدم استخدام سلطتها الأدبية لحماية المدنيين
قواعد نوبل لا تسمح بسحب الجوائز

ستوكهولم - قال رئيس مؤسسة نوبل لارس هيكينستن في مقابلة اعلامية بمدينة ستوكهولم إن بعض تصرفات الزعيمة المدنية لميانمار أونغ سان سو شي "مؤسفة" لكن لن يتم سحب جائزة نوبل للسلام منها.
وفي تصريحات قبل أيام من الإعلان عن اسم الفائز بالجائزة هذا العام، قال هيكينستن إن سحب الجوائز ردا على أحداث وقعت بعد منحها ليس منطقي لأن هذا يعني أنه يتعين على الحكام بحث أحقية الفائزين بها بشكل مستمر.
وأصدر محققون من الأمم المتحدة تقريرا في آب/أغسطس يتهم جيش ميانمار بارتكاب عمليات قتل جماعي لمسلمي الروهينغا "بنية الإبادة الجماعية" في عملية أسفرت عن فرار أكثر من 700 ألف لاجئ عبر الحدود إلى بنغلادش.
وتقود سو شي التي فازت بجائزة نوبل للسلام عام 1991 بفضل نشاطها في سبيل الديمقراطية حكومة ميانمار في الوقت الحالي واتهمها التقرير نفسه بأنها لم تستخدم سلطتها "الأدبية" لحماية المدنيين.

لا نرى أن من المنطقي محاولة سحب الجوائز... سيجعلنا هذا ندخل في مناقشات مستمرة حول الأحقية وفقا لما يفعله الناس بعد ذلك... بعد حصولهم على الجائزة

وقال هيكينستن "نرى كيف تثار التساؤلات كثيرا حول ما تفعله في ميانمار ونحن نساند حقوق الإنسان، إنها أحد قيمنا الأساسية.
"وبالنسبة لمدى مسؤوليتها عن ذلك فهذا حتما أمر مؤسف للغاية".
يزخر تاريخ جائزة نوبل للسلام منذ بدء منحها قبل أكثر من قرن بالتقلبات ما بين الأمل والخيبة، إذ أثار بعض الحائزين بهذه الجائزة قدرا هائلا من التطلعات قبل أن يخيبها أداؤهم لاحقا، على غرار أونغ سان سو تشي.
نادرة كانت جوائز نوبل للسلام التي حصلت على الإجماع، بل غالبا ما يستقبل الإعلان عن اسم الفائز بها في شهر تشرين الأول/أكتوبر من كل سنة بموجة من الاحتجاجات المتفاوتة النبرة، وصولا إلى سجالات محتدمة.
وكانت أونغ سان سو تشي من تلك الجوائز النادرة التي قدمت بالإجماع.
فازت بجائزة نوبل عام 1991 لمقاومتها السلطة العسكرية في بورما باسم التمسك بالديمقراطية، ولطالما اعتبرت "سيدة رانغون" الهزيلة التي قضت سنوات طويلة في الإقامة الجبرية في مصاف الأولياء. لكن حين أصبحت حاكمة بورما الفعلية، باتت تتعرض لانتقادات شديدة تأخذ عليها تقاعسها في معالجة مسالة أقلية الروهينغا المسلمة التي تتعرض لـ"تطهير إتني" برأي العديد من قادة العالم.
وقال سكرتير لجنة نوبل سابقا بين 1990 و2014 غير لوندشتاد "لقد خاب املي، كانت أونغ سان سو تشي مرشحة واسعة الشعبية وجديرة بالجائزة، تحلت بالبطولة في الظروف التي عاشتها، لكنه لا يسعني الموافقة على سلوكها تجاه الروهينغا".
ولم يرد زاو هتاي المتحدث باسم حكومة ميانمار على اتصالات للتعقيب الاثنين. وكان قد قال الشهر الماضي إنه لن يتحدث إلى وسائل الإعلام عبر الهاتف بل سيكون ذلك خلال مؤتمر كل أسبوعين.

الإجراءات العسكرية التي تلت هجمات لمسلحين على قوات الأمن في أغسطس/آب من العام الماضي تمثل عملية مشروعة لمكافحة التمرد

ووصفت ميانمار ما توصلت إليه الأمم المتحدة بأنه "منحاز". وقالت إن الإجراءات العسكرية التي تلت هجمات لمسلحين على قوات الأمن في أغسطس/آب من العام الماضي تمثل عملية مشروعة لمكافحة التمرد.
وقالت سو كي الشهر الماضي إنه وبالنظر إلى الوراء فإن حكومتها كان من الممكن أن تدير الموقف في ولاية راخين بطريقة أفضل لكنها لم تقر بأي جرائم كبرى.
وقال هيكينستن "لا نرى أن من المنطقي محاولة سحب الجوائز... سيجعلنا هذا ندخل في مناقشات مستمرة حول الأحقية وفقا لما يفعله الناس بعد ذلك... بعد حصولهم على الجائزة".
وأضاف "كان وسيظل هناك فائزون بنوبل يفعلون بعد منحهم الجائزة أمورا لا نقبل بها أو لا نرى أنها التصرف السليم. لا أعتقد أن بوسعنا تفادي هذا".
وتشرف مؤسسة نوبل، ومقرها ستوكهولم، على إدارة كل جوائز نوبل التي تمنحها منظمات مختلفة في السويد والنرويج.
وقالت لجنة نوبل النرويجية التي تمنح جائزة نوبل للسلام في أغسطس/آب إن قواعدها لا تسمح بسحب الجوائز.
وسيعلن اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام هذا العام الجمعة في أوسلو.