ليل دام في طرابلس بعد معارك شديدة

قتال عنيف يستعر في منطقة المطار الدولي السابق لكن الوضع على جبهة القتال لم يشهد تغييرا يذكر.
قوات حكومة الوفاق تستخدم حاويات شحن على الطرق الجنوبية حيث تتمركز دبابات وقطع مدفعية
الجيش الليبي يدفع بقوات وعتاد إلى غريان من خلال طريق يبدأ من بنغازي

طرابلس - اندلعت اشتباكات ضارية خلال الليل في إطار معركة السيطرة على العاصمة الليبية طرابلس، مع عدم تمكن كل طرف من تحقيق مكاسب على خطوط المواجهة في وقت يدخل فيه هجوم قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر أسبوعه الخامس.

وخلال الأسبوع الماضي حشدت قوات حفتر المتحالفة مع حكومة تتمركز في بنغازي المزيد من المقاتلين والأسلحة الثقيلة على خط المواجهة، لكنها لم تتمكن من اختراق دفاعات قوات موالية للحكومة المعترف بها دوليا عند الضواحي الجنوبية لطرابلس.

وقال سكان إن قتالا ضاريا استعر مساء الخميس وحتى الساعات المبكرة من صباح الجمعة في منطقة المطار الدولي السابق لكن الوضع على جبهة القتال لم يشهد تغييرا يذكر.

وتحرك الجيش الوطني الليبي على جزء من خط المواجهة هذا الأسبوع لكن صدته القوات الموالية لحكومة طرابلس والتي أقامت حواجز، استخدمت في بعضها حاويات شحن، على الطرق الجنوبية حيث تتمركز دبابات وقطع مدفعية.

واستعادت قوات طرابلس بعض المواقع لكن محللين يقولون إن التهديد الذي يمثله الجيش الوطني الليبي سيستمر ما دام يحتفظ بقاعدته الأمامية في مدينة غريان على بعد 80 كيلومترا جنوبي طرابلس.

ومن الصعب انتزاع السيطرة على المدينة إذ تقع في منطقة الجبال المطلة على السهل الساحلي الذي يضم طرابلس.

وتقول مصادر عسكرية إن الجيش الوطني الليبي يدفع بقوات وعتاد إلى غريان من خلال طريق يبدأ من بنغازي، المدينة الرئيسية في شرق ليبيا حيث معقل حفتر، أو عبر القاعدة الجوية المركزية في الجفرة بوسط البلاد.

وخاضت القوات التي تدعم الحكومة الليبية المعترف بها دوليا معارك من منزل إلى آخر ضد الجيش الليبي في المناطق الجنوبية من العاصمة طرابلس الأحد.

وبدأ الجيش الوطني الليبي المتحالف مع حكومة مناوئة في الشرق هجوما على طرابلس قبل ثلاثة أسابيع.
ودمرت معركة طرابلس تقريبا الجهود التي تدعمها الأمم المتحدة لإعلان اتفاق سلام بين الفصائل المتناحرة وهددت بمزيد من تعطيل صناعة النفط الليبية.
وأعلنت وحدتان نفطيتان في الشرق تتبعان المؤسسة الوطنية للنفط الأحد وللمرة الأولى تأييدهما لهجوم الجيش. وكانت الوحدتان أصدرتا في السابق بيانات تؤيد حفتر، لكن المؤسسة الوطنية ككل سعت للنأي بنفسها عن الصراع.

وأنهت معركة طرابلس تقريبا الجهود التي كان يسعى المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة من خلالها إلى التوصل لاتفاق سلام بين قوات الجيش وحكومة الوفاق.

المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة
غسان سلامة عاجز امام تعقيدات الملف الليبي

ويجد سلامة نفسه عاجزا أمام الملف الليبي بعد أن فشل في فهم تعقيداته، خصوصا بعد إلغاء الملتقى الوطني الذي ترعاه الأمم المتحدة والذي حالت معركة طرابلس دون انعقاده في مدينة غدامس.

وكان سلامة يسعى من خلال الملتقى إلى وضع "خارطة طريق" تمكن أطراف الأزمة الليبية الخروج من الفوضى ومن أزمة سياسية واقتصادية غير مسبوقة منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011.

وتشهد ليبيا حالة فوضى منذ سقوط القذافي في عام 2011 بعد تدخل قوى غربية. وتهدد الاشتباكات الأخيرة بإحداث فراغ في السلطة قد يستغله المتشددون الإسلاميون.
وأصدرت الوحدتان التابعتان للمؤسسة الوطنية للنفط في مناطق خاضعة لسيطرة حفتر بيانين بتأييد الهجوم على العاصمة الأحد.

وفي بيان السبت، هنأت أجوكو التي مقرها بنغازي قوات حفتر على ما حققته من "انتصارات وتقدمات في حربها ضد الميليشيات الإرهابية المتطرفة وميلشيات نهب المال العام".
وأصدرت أيضا شركة سرت لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، وهي وحدة أخرى في الشرق تابعة للمؤسسة الوطنية للنفط، بيانا تؤيد فيه التقدم إلى طرابلس.
وكان الجيش الوطني الليبي قال في وقت سابق السبت إنه أرسل سفينة حربية إلى ميناء رأس لانوف النفطي في شرق البلاد لأغراض تدريبية.
وقال مهندس موانئ إن وصول السفينة لم يؤثر على صادرات النفط التي تسير بشكل طبيعي.