مأزق إيران يخيم على الذكرى الـ40 للثورة

إحياء الذكرى الـ40 للثورة الإسلامية يأتي بينما يسود الشارع الإيراني حالة من الاحتقان بسبب الأزمة الاقتصادية وانهيار قيمة العملة الوطنية وشحا في السيولة والنقد الأجنبي بفعل العقوبات الأميركية.

النظام الإيراني يحشد لدعم شعبي خلال احتفالات ذكرى الثورة
إيران تستغل إحياء الذكرى 40 لثورة الخميني لتعزيز الجبهة الداخلية
حماس الحشود لا يحجب حالة الاحتقان في الشارع الإيراني

طهران - بدأت إيران الجمعة احتفالاتها في الذكرى الأربعين للثورة التي أطاحت بالشاه بتجمّع آلاف الأشخاص حاملين الأعلام الإيرانية قرب ضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني مطلقين هتافات التمجيد للإسلام وللأمة، فيما تحل الذكرى الـ40 للثورة الإسلامية في أجواء تختلف عن سابقاتها حيث تواجه إيران ضغوطا أميركية شديدة وضعت اقتصادها على حافة الانهيار.

ويستغل النظام الإيراني إحياء الذكرى  السنوية للثورة لحشد الدعم الشعبي ومحاولة تعزيز الجبهة الداخلية في مواجهة الضغوط الغربية.

كما يأتي إحياء الذكرى الـ40 للثورة بينما يسود الشارع الإيراني حالة من الاحتقان بسبب الأزمة الاقتصادية وانهيار قيمة العملة الوطنية وشحا في السيولة والنقد الأجنبي بفعل العقوبات الأميركية.

ورغم تجاوب آلاف الإيرانيين مع الخطابات التي تخللت الذكرى السنوية للثورة، إلا أن هذا الحماس لا يحجب المأزق الذي تواجهه إيران منذ إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مايو/ايار 2018، الانسحاب من الاتفاق النووي التاريخي الموقع في العام 2015 وإعادة العمل بنظام العقوبات السابق.

فالنتائج التجارية والمالية التي كانت تأمل إيران في تحقيقها من توقيع الاتفاق النووي عام 2015 مع المجموعة الدولية لم تتحقق، وتعاني البلاد من تداعيات إعادة فرض العقوبات الأميركية اثر انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018.

وعلى الحساب الرسمي للحكومة على تويتر نشر رسم يظهر فيه حشد يحمل رسالة الرئيس حسن روحاني القائلة "ثقوا بالشعب، هذه كانت أعظم صفات الإمام الخميني".

وألقى آية الله أحمد جنتي رئيس مجلس الخبراء الذي يعيّن المرشد الأعلى للجمهورية، كلمة ندّد فيها بجهات تسعى، بحسب قوله، لعلاقات أفضل مع واشنطن.

وقال "اللعنة على مدرسة الفكر الخاطئة التي تعتقد أنه من غير الممكن لنا إدارة البلد دون مساعدة من أميركا".

وأضاف أن "الإدارة الأميركية آيلة إلى الأفول، فحتى حلفاءها اليوم لا يطيعونها ولا يخشونها، لذلك علينا ألا نخشى أميركا".

وتابع أن "أميركا الخبيثة تبذل اليوم قصارى جهودها من أجل القضاء على النظام الإسلامي ومن أجل سلب عقائد الشباب وإيمانهم وتمارس الضغوط على الدول من أجل عدم التواصل مع إيران، لكنهم لم ولن يتمكنوا من فعل شيء...".

وردد الحاضرون "الله اكبر" و"الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل" كما تهجموا على السعودية.

وكما في كل سنة بدأت الاحتفالات بذكرى ثورة 1979 عند الساعة 9:33 (06:03 ت غ) ساعة وصول طائرة الخميني إلى مطار طهران.

 وقد أعادت طائرة تابعة لشركة اير فرانس آية الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية وأول مرشد أعلى لها في الأول من فبراير/شباط 1979 من منفاه الذي استمر أكثر من 14 عاما.

وعادة يقرع "جرس الثورة" في تلك الساعة في كل مدارس البلاد في 1 فبراير/شباط. وهذه السنة سيقرع السبت لأن الجمعة يوم العطلة الأسبوعية في إيران.

وتحدثت وكالة الأنباء الطلابية (ايسنا) عن احتفالات في كل أنحاء البلاد وبثت شريط فيديو يظهر سفنا تطلق صفاراتها في مرفأ بندر عباس بجنوب البلاد عند الساعة 9:33.

وعند ضريح الإمام الخميني في جنوب طهران، كانت جوقة للجيش تعزف أناشيد ثورية فيما غصت قاعة الضريح الضخمة بحشود من مختلف فئات المجتمع ومنهم تلاميذ يرتدون ألوان العلم الإيراني، الأحمر والأبيض والأخضر.

وعند ضريح الخميني أيضا حضر رجال دين شيعيون ومدنيون ورجال ونساء وعسكريون.

وفي الأول من فبراير/شباط من كل عام، تحيي إيران اليوم الأول من "عشرة الفجر"، فترة العشرة أيام الفاصلة بين عودة الإمام الخميني وانتصار الثورة بشكل نهائي في 11 فبراير/شباط 1979.

ومنذ عدة أسابيع يكثف التلفزيون الرسمي البرامج المخصصة للثورة وتاريخ الجمهورية الإسلامية. وعند مفترق طرق في شمال المدينة، وضعت إنارة جديدة لجداريات "شهداء" الثورة والحرب الإيرانية-العراقية (1980-1988).

ونظمت القوات المسلحة معرضين في العاصمة لعرض كل الأسلحة التي صممتها إيران منذ 40 عاما.