مأساة أذري إيراني تسلط الضوء على اضطهاد إيران للأقليات

مواطن من أذربيجانيي إيران يفقد كليته بسبب تعرضه للضرب من ميليشيا الباسيج التابعة للحرس الثوري وإطلاق الغاز المسيل للدموع في وجهه من مسافة قريبة، في أحدث جريمة ضد ناشط اُعتقل لمجرد كتابته عبارات على الجدران في عيد اللغة الأم.

طهران - فقد يشار بيري الناشط من أذربيجانيي إيران كليتيه بعد تعرضه لمعاملة سيئة من قوات الأمن الإيرانية التي أوقفته يوم 21 فبراير/شباط الماضي، فيما تعاني الأقليات العرقية في إيران من سوء المعاملة والتمييز والقمع الذي يصل إلى حد الإعدام والقتل.

وفي حديث أدلى به شقيقه روزبيه بيري، الأحد، أوضح أن قوات الأمن الإيرانية أوقفت شقيقه في اليوم العالمي للغة الأم، عندما كان يكتب عبارات على الجدران.

وأضاف أن الوضع الصحي لشقيقه حرج جدا بسبب تعرضه لغازات مسيلة للدموع أطلقتها قوات الأمن الإيرانية من مسافة قريبة جدا.

وتابع قائلا "انهال عدد من ميليشيا الباسيج بالضرب على شقيقي، وأوقفوه بعد ذلك وأطلقوا الغاز المسيل للدموع في وجهه من مسافة قريبة جدا وأعتقد أن فقدانه لكليتيه كان بسبب استنشاقه كميات كبيرة من الغاز".

وأردف قائلا "قوات الأمن الإيرانية أوقفت شقيقي لمدة 4 أيام، وعندما تدهورت حالته الصحية أكثر، أخلوا سبيله بشرط البقاء تحت المراقبة".

واستطرد "عندما أخلوا سبيله نقلناه إلى مستشفى في مدينة تبريز وهناك علمنا أنه فقد كليتيه وأن سبب ذلك هو استنشاقه كمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع".

وتتبع ميلشيا الباسيج القوات شبه العسكرية إلى الحرس الثوري الإيراني وتتألف غالبا من الشباب الإيرانيين المعروفين بالولاء التام لقائد الثورة الإسلامية روح الله الخميني.

وبحسب تقديرات غير رسمية يقدر عدد أبناء المكون التركي في إيران، بأكثر من 35 مليون نسمة، فيما يبلغ إجمالي عدد سكان البلاد قرابة 80 مليون نسمة.

ويتكون معظم أتراك إيران من الأذربيجانيين والتركمان والقاشقاي، حيث تعاني الأقاليم التي يسكنها الأقليات من القمع والتهميش والإقصاء الوظيفي.

إيران تستخدم عقوبة الإعدام لردع أي احتجاجات أو تطاول على السلطة
إيران تستخدم عقوبة الإعدام لردع أي احتجاجات أو تطاول على السلطة

وتواجه إيران باستمرار انتقادات لاذعة لسياسية التمييز ضد العرب السنة والأكراد الذين يعانون وهم من الأقلية النائية جنوب الجمهورية الإسلامية من عدم التوظيف فضلا عن بنية تحتية وخدمات سيئة في ظل غياب العدالة الاجتماعية والمساواة في معاملتهم كمواطنين إيرانيين.

كما تعاني أقليات أخرى كالبلوش من الإهمال وممارسات القمع التي بلغت حد الإعدام والقتل تحت اتهامات كيدية متعلقة بالإرهاب.

وأعربت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية في يناير/كانون الثاني الماضي عن قلقها الشديد من تزايد ممارسات القمع من قبل النظام الإيراني ضد الأقليات وخاصة الأكراد والبلوش.

وأكد موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' أن السلطات الإيرانية أعدمت منذ بداية العام 2021 ما لا يقل عن 19 مواطنا بلوشيا داخل السجون المركزية في محافظتي مشهد وزاهدان، وفقا للإحصاءات المسجلة من قبل منظمة حقوق الإنسان.

ويمارس النظام الإيراني منذ عقود عمليات قمع وانتهاكات بحق المواطنين البلوش الذين يمثلون 2 بالمئة من إجمالي سكان إيران وغالبيتهم من المسلمين السنة.

وتكتسي حملة القمع ضد المواطنين البلوش في إيران أبعادا طائفية مذهبية في بلد غالبيته العظمى من الشيعة، حيث ينظر إلى البلوش كأقلية عرقية سنية يجب أن تخضع للسيادة الشيعية، وهو ما يدفع السلطات الإيرانية لتضييق الخناق على أهل السنة في بلادهم.

أما الأكراد الذين يمثلون 9 بالمئة من سكان إيران، فيعانون هم أيضا من قمع السلطات الإيرانية وعمليات القتل الوحشية التي نفذها الحرس الثوري ضد عديد العمال الأكراد.

ويقول خبراء أن السلطات الإيرانية تستخدم عقوبات الإعدام والقتل كأداة للسيطرة السياسية والقمع ولبث الرعب بين العامة ولقمع أي احتجاجات أو "تطاول على السلطة.

وأكدت منظمة حقوق الإنسان أن حملة الاعتقالات بحق المواطنين والنشطاء الأكراد التي انطلقت في يناير/كانون الأول الجاري مستمرة في عدة مدن ومحافظات إيرانية.

وأفادت تقارير المنظمة بأن السلطات اعتقلت خلال نحو ثلاثة  أسابيع ما بين 70 و75 شخصا.