مئات آلاف السوريين ينزحون قرب تركيا خلال شهرين

الأمم المتحدة تعلن لجوء 300 ألف سوري إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية وتؤكد أن الاشتباكات أعاقت إيصال المساعدات الإنسانية للعديد من النقاط، خاصة جنوب محافظة إدلب.

المنظمة الاممية لم تتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية لنحو 7 آلاف شخص يقيمون في محيط قلعة المضيق
18 الف دونم من الأراضي الزراعية احترقت نتيجة الاشتباكات العنيفة
تركيا قتلت عشرة مسلحين أكراد في منطقة تل رفعت السورية

جنيف - قالت منظمة برنامج الأغذية العالمية التابعة للأمم المتحدة، إن أكثر من 300 ألف سوري اضطروا منذ أبريل/نيسان للنزوح إلى المخيمات القريبة من الحدود التركية، نتيجة الاشتباكات العنيفة الدائرة في المنطقة.
وأوضحت المنظمة في بيان، أن الاشتباكات العنيفة في المنطقة، أعاقت إيصال المساعدات الإنسانية للعديد من النقاط، خاصة في المناطق الواقعة جنوبي محافظة إدلب.
وأضافت المنظمة أن طواقمها لم تتمكن من إيصال المساعدات الإنسانية لنحو 7 آلاف شخص يقيمون في محيط قلعة المضيق بالريف الشمالي لمحافظة حماة.
وأشار البيان إلى أن نحو 18 ألف دونم من الأراضي الزراعية، احترقت خلال الأسابيع الأخيرة، نتيجة الاشتباكات العنيفة.
وتشن قوات النظام وحلفاؤها الروس والمجموعات التابعة لإيران حملة قصف عنيفة على منطقة خفض التصعيد، وتزامن قصف النظام وحلفائه على المنطقة مع حملة عسكرية، لم تحقق سوى تقدما محدودا؛ ما زاد من وتيرة استهداف النظام وحلفائه للأحياء السكنية في المنطقة.
من جانبها، تقوم فصائل المعارضة بهجمات معاكسة على قوات النظام بين الحين والأخر لإيقاف محاولاته للتقدم أكثر.

وتُسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، وتتواجد مع فصائل إسلامية في أجزاء من محافظات مجاورة. وتخضع إدلب لاتّفاق روسي-تركي ينصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين قوات النظام والفصائل، لم يتمّ استكمال تنفيذه.

وتاتي التطورات في محافظة ادلب ومناطق الشمال الغربي السوري تزامنا مع هجوم تشنه القوات التركية على المتمردين الاكراد مما يزيد من تعميق ازمة الاجئين السوريين.

وقالت وزارة الدفاع التركية الثلاثاء إن تركيا قتلت عشرة مسلحين أكراد في منطقة تل رفعت السورية الأحد ردا على هجوم أسفر عن مقتل جندي تركي.

وتقول تركيا إن وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا جزء من حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا على أنه جماعة إرهابية والذي يقاتل منذ أكثر من 30 عاما.

الاجئون السوريون
الأمم المتحدة حذرت من فرار مليوني لاجئ إلى تركيا بسبب تصاعد القتال

وحذرت الأمم المتحدة الاثنين من أن ما يصل إلى مليوني لاجئ ربما يفرون إلى تركيا إذا استعر القتال في شمال غرب سوريا في الوقت الذي انخفضت فيه أموال المساعدات على نحو خطير.

وحذرت الولايات المتحدة وفرنسا النظام خصوصا من شن أي هجوم كيميائي في إدلب، ملوحة بضربات جوية في حال تجاوزت دمشق هذا "الخط الأحمر"، كما حصل في 2018 في الغوطة.
ويخشى الأوروبيون تدفق مئات آلاف اللاجئين من إدلب التي تضم ثلاثة ملايين شخص إلى قارتهم عبر تركيا.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في نهاية أيار/مايو ملخصا الوضع أمام الجمعية الوطنية "إنه تهديد لا يحتمل لأمن المنطقة، وبصورة غير مباشرة لأمننا الخاص".

ولطالما توعدت دمشق باستعادة كافة المناطق الخارجة عن سيطرتها بالقوة وفي مقدمها إدلب، وهو ما يشير إليه تصعيد القصف والمعارك على الأرض.
وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي "نعلم أن الروس والأسد قرروا أنه ينبغي (التحرك)".
ورأى ميشال دوكلو السفير الفرنسي السابق في سوريا والمستشار الخاص لدى معهد مونتينه للدراسات أن الأسرة الدولية تعاني منذ وقت طويل من "إحساس بالعجز" و"في هذه الحالة، يفضّل الواحد تحويل نظره في اتجاه آخر".
وأشار دوكلو مؤلّف كتاب بعنوان "الليل السوري الطويل" إلى "تراجع أيضا في حدة الاستنكار من حلب (2016) إلى الغوطة (ريف دمشق، 2018) ثم إدلب" متسائلا إن لم نكن في نهاية المطاف "نعتاد المآسي الإنسانية" بين سوريا واليمن.