مئات القتلى والجرحى في أعنف غارات إسرائيلية على لبنان
بيروت - قتل 356 شخصا وأصيب مئات الآخرين بينهم أطفال ونساء ومسعفون الاثنين، جراء الغارات الإسرائيلية العنيفة وغير المسبوقة على بلدات وقرى جنوب وشرق لبنان، وفق حصيلة جديدة أعلنتها وزارة الصحة.
وأعلنت وزارة الصحة "أن غارات العدو الإسرائيلي المتمادية على البلدات والقرى في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك منذ صباح اليوم أدت إلى استشهاد 356 شخصا من بينهم 24 طفلا و42 سيدة وإصابة 1246 بجروح". وكان وزير الصحة أعلن في حصيلة سابقة مقتل 274 شخصا وإصابة أكثر من ألف بجروح.
ومنذ صباح الاثنين، يشن الجيش الإسرائيلي هجوما هو "الأعنف والأوسع والأكثر كثافة" على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، فيما أعلن متحدث الجيش دانيال هاغاري في مؤتمر صحفي أن تل أبيب سوف تستهدف عمق البقاع شرقي لبنان.
وقال متحدث عسكري إسرائيلي "كل منزل هاجمناه في لبنان كان يحتوي على أسلحة لحزب الله"، موضحا أن "إسرائيل بدأت هجوما جويا واسع النطاق في لبنان".
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في وقت سابق أن غارات جوية وشيكة ستستهدف منازل في لبنان "تخبئ فيها جماعة حزب الله أسلحة" بينما قال وزير الدفاع يوآف غالانت إن إسرائيل تكثف هجماتها على الجماعة المسلحة وإنه يتعين على الإسرائيليين التحلي بالهدوء فيما تلقى سكان في بيروت ومناطق لبنانية أخرى اتصالات عبر الهواتف الثابتة والنقالة مصدرها اسرائيل، يُطلب فيها منهم إخلاء أماكن تواجدهم، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وفي إفادة بثها التلفزيون في وقت سابق اليوم أصدر المتحدث العسكري الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري تحذيرا مماثلا وقال إنه "يتم تعميم الرسالة باللغة العربية على جميع الشبكات والمنصات في لبنان".
وقالت الوكالة اللبنانية "يتلقى مواطنون في بيروت وعدد من المناطق، رسائل هاتفية تحذيرية عبر الشبكة الثابتة، مصدرها العدو الاسرائيلي، تطلب منهم إخلاء أماكن وجودهم سريعا، وذلك في إطار الحرب النفسية التي يعتمدها العدو".
وأكد مكتب وزير الاعلام زياد المكاري تلقيه اتصالا تمّت خلاله "تلاوة رسالة مسجلة جاء فيها نطلب منكم أن تخلوا المبنى لئلا تتعرضوا للقصف". ويقع المكتب في مبنى وزارة الإعلام بمنطقة الحمرا.
وفي بيان لاحقا، قال المكاري إن "هذا الأسلوب ليس غريبا على العدو الاسرائيلي الذي يتوسّل كل السبل في حربه النفسية". ويمنع نظام الاتصالات المعمول به في لبنان تلقي أي اتصالات مصدرها إسرائيل، كون البلدين في حالة حرب وعداء رسميا. وتابع أن العمل في الوزارة طبيعي ولن نعير الرسائل الإسرائيلية الهاتفية الاهتمام.
وشرح عماد كريدية، مدير عام هيئة أوجيرو، المؤسسة الرسمية المشغلة للهاتف الثابت في لبنان، أن "إسرائيل تتحايل على أنظمة الاتصال من خلال استخدام رمز دولة صديقة، وهو ما يفسر تلقي اللبنانيين اتصالات عبر الشبكة الثابتة". وأفاد مواطنون الإثنين عن تلقيهم كذلك رسائل نصية عبر هواتفهم الخلوية، تضمنت طلب إخلاء، من أرقام غير ظاهرة.
وقال خالد، متحفظا عن ذكر اسمه الكامل، وهو أحد سكان مدينة بيروت، "تلقيت رسالة نصية جاء فيها إذا أنت متواجد في مبنى فيه سلاح لحزب الله ابتعد عن القرية حتى إشعار آخر".
وأوعزت وزارة الصحة اللبنانية إلى المستشفيات الواقعة في جنوب البلاد وشرقها لوقف العمليات غير الطارئة لإفساح المجال لمعالجة جرحى الغارات الجوية المكثفة التي تشنها إسرائيل الإثنين.
وطلبت الوزارة في بيان "من جميع المستشفيات في محافظات الجنوب والنبطية وبعلبك الهرمل وقف كل العمليات الباردة بهدف إفساح المجال لمعالجة الجرحى بسبب تمادي العدوان الإسرائيلي على لبنان".
من جانبه أعلن وزير التربية والتعليم العالي في لبنان عباس الحلبي الاثنين إغلاق المدارس في مناطق عدة في جنوب لبنان وشرقه تتعرض لغارات إسرائيلية كثيفة.
وقال الوزير في بيان إنه "تقرر إقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية والتقنية الرسمية والخاصة اليوم الإثنين وغدا الثلاثاء، في كل من محافظات الجنوب والنبطية والبقاع وبعلبك الهرمل وفي الضاحية الجنوبية"، وذلك "نظرا لتطور الأوضاع الأمنية والعسكرية في المحافظات المذكورة".
وشن الجيش الإسرائيلي أكبر موجة من الضربات الجوية من حيث النطاق على أهداف في لبنان لجماعة حزب الله المتحالفة مع إيران اليوم الاثنين واستهدف في وقت واحد جنوب لبنان وسهل البقاع بشرق البلاد والمنطقة الشمالية بالقرب من سوريا وذلك في إطار الصراع المستمر منذ ما يقرب من عام.
وقال هاغاري عندما سأله صحفيون حول توغل بري إسرائيلي محتمل في لبنان "سنفعل كل ما يلزم" لضمان عودة السكان الذي جرى إجلاؤهم من شمال إسرائيل إلى منازلهم بأمان، وهي أولوية عسكرية لحكومة إسرائيل.
وتأتي الضربات في خضم أعنف مواجهات عبر الحدود في صراع محتدم بين إسرائيل وحزب الله بالتزامن مع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وقال هاغاري أن جماعة حزب الله خبأت على مدى سنوات أسلحة منها صواريخ كروز في منازل وبنايات في أنحاء جنوب لبنان، ووجه رسالة إلى سكان جنوب لبنان للابتعاد عن هذه المواقع.
وفي إفادة صحفية عرض مقطعا مصورا من الجو قال إنه يظهر عناصر في حزب الله يحاولون إطلاق صواريخ كروز من منزل مدني في لبنان، وهجوما إسرائيليا قبل لحظات من تنفيذ الإطلاق. وقال "حزب الله يعرضكم للخطر. يعرضكم وعائلاتكم للخطر".
واتّهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الاثنين إسرائيل بالسعي إلى توسيع النزاع وهو أمر قال إنه "لن يكون في مصلحة أحد"، مشددا على أن طهران لا تزعزع استقرار المنطقة.
وحذرت وزارة الخارجية الايرانية إسرائيل الاثنين من "تداعيات خطيرة" للضربات التي يشنها جيشها على مواقع لحزب الله في لبنان.
ودان المتحدث باسم الخارجية ناصر كنعاني "بشدة الهجمات الجوية الواسعة النطاق" التي شنتها اسرائيل على جنوب لبنان محذرا من "التداعيات الخطيرة للمغامرة الجديدة للصهاينة".
وأعلن حزب الله استهداف مقر وقاعدة للجيش شمالي إسرائيل بعشرات الصواريخ وقالفي بيان إن "المقاومة قصفت مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف بعشرات الصواريخ".
وفي بيان آخر، أعلن الحزب أنه "قصف المخازن الرئيسية التابعة للمنطقة الشمالية في قاعدة نيمرا بعشرات الصواريخ".
وأوضح الحزب أن قصفه يأتي "ردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع (شرق)".
وأعلن حزب الله أن القيادي علي كركي الذي قال مصدر مقرب من الحزب إنه استهدف بغارة اسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الاثنين "بخير وانتقل إلى مكان آمن".
بدورها أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الإثنين الضربات الإسرائيلية الدامية على حليفها حزب الله في لبنان ووصفتها بأنها "عدوان همجي".
وقالت في بيان إن "هذا العدوان الهمجي الواسع، هو جريمة حرب" مضيفة "نؤكد تضامننا ووقوفنا مع الإخوة في حزب الله والشعب اللبناني الشقيق في مواجهة هذا العدوان الوحشي".