مئات المستوطنين يصعدون في القدس باقتحام باحة الأقصى

مقتل فتى فلسطيني في عملية إسرائيلية متواصلة في أريحا بالضفة الغربية.
اسرائيل تواصل سياسة التضييق على المصلين في القدس

القدس - اقتحم أكثر من 1500 مستوطن إسرائيلي الإثنين المسجد الأقصى في القدس بحراسة شرطية مشددة، وذلك بمناسبة عيد الفصح اليهودي وسط مخاوف من التداعيات بعد تحذيرات وجهتها فصائل فلسطينية من مغبة الإقدام على هذه الخطوة وبعد هجمات صاروخية استهدفت شمال إسرائيل من الجنوب اللبناني.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس عبر بيان مقتضب، إن "1532 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى اليوم".
وذكرت أن "المستوطنين اقتحموا المسجد ضمن 21 مجموعة بحماية الشرطة الإسرائيلية".
والأحد، قالت دائرة الأوقاف الإسلامية، إن 912 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى، لكن أرقام اقتحام الإثنين تمثل أضعاف كثيرة لعدد المستوطنين الذين يقتحمون المسجد الأقصى في الأيام العادية والتي تتراوح بين 100-120 مقتحم.
والأسبوع الماضي، دعت جماعات استيطانية لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة عيد الفصح اليهودي المستمر حتى 12 أبريل/ نيسان المقبل.
وصباح الإثنين، قال شهود عيان إن الشرطة الإسرائيلية منعت منذ ما قبل صلاة الفجر الفلسطينيين دون سن 50 عاما من دخول المسجد الأقصى لأداء الصلاة.
وذكر الشهود أن قوات من الشرطة انتشرت في ساحات الأقصى قبل السماح لمجموعات من عشرات المستوطنين باقتحامه عبر باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد.
وأشاروا إلى أن المصلين الموجودين في المسجد احتجوا على الاقتحامات عبر هتاف "الله أكبر"، بينما أدى عدد من الفلسطينيين صلاة الضحى قبالة المصلى القبلي المسقوف.
ومن جانب آخر، قال شهود العيان إن الشرطة أخرجت عددا من المصلين من ساحات المسجد الأقصى خلال اقتحامات المستوطنين، علما بأن عشرات الفلسطينيين بدأوا الاعتكاف بالمسجد الأقصى خلال الليلة الماضية.
وتشهد مدينة القدس توترا منذ بداية الأسبوع الماضي، في أعقاب إقدام الشرطة الإسرائيلية على اقتحام المسجد الأقصى ليلاً، ومنع المصلين من الاعتكاف فيه.

اسرائيل تواصل انتهاكاتها بحق الفلسطينيين في الضفة
اسرائيل تواصل انتهاكاتها بحق الفلسطينيين في الضفة

وأدت الاقتحامات المتكررة للأقصى إلى توتر واشتباكات في أنحاء الأراضي الفلسطينية والمناطق العربية في إسرائيل، بالإضافة إلى إطلاق قذائف صاروخية من لبنان وغزة وسوريا.
وفي خضم التطور في القدس قتل فتى فلسطيني خلال عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة أريحا في الضفة الغربية المحتلة على ما أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، فيما أكد الجيش الإسرائيلي أن "قواته تنشط في مخيم عقبة جبر".
وأكدت الوزارة في بيان "استشهاد الطفل محمد فايز بلهان (15 عاما) برصاص الاحتلال الحي في الرأس والبطن ... في أريحا".
وكانت الوزارة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق عن إصابتين في الأطراف السفلية قالت إنهما وصلتا إلى مستشفى أريحا الحكومي.
وفي وقت لاحق من بعد ظهر الإثنين، شيعت جماهير غفيرة الفتى بلهان إلى مثواه الأخير.
وشهد النزاع بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني تصعيدًا كبيرا خلال الأشهر القليلة الماضية.
ومنذ بداية يناير/كانون الثاني، أودى التصعيد بحياة 94 فلسطينيا على الأقل، و18 إسرائيليا، وامرأة أوكرانية، ومواطن إيطالي استنادًا إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين من بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني، ومن الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى مدنيون بينهم قصّر وثلاثة أفراد من عرب إسرائيل.
وتعتبر مدينة أريحا التي ازدهرت اقتصاديا في السنوات القليلة الماضية مقصدا سياحيا وخصوصا في فصل الشتاء بفضل مناخها الدافئ.
ونادرا ما تشهد المدينة التي تعتبر البقعة الأكثر انخفاضا في العالم مواجهات.
لكنها تحولت مؤخرا نقطة اشتعال وشهدت عدة عمليات عسكرية إسرائيلية دامية.
في شباط/فبراير الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية خمسة فلسطينيين خلال عملية نفذتها في أريحا لتوقيف "خلية إرهابية تابعة لحماس". وقالت إسرائيل حينها إن إثنين منهما حاولا تنفيذ هجوم قرب مفترق "ألموغ" قرب أريحا.
ونفذت القوات الإسرائيلية عدة عمليات دهم لمخيم عقبة جبر لاعتقال فلسطينيين قالت إنهم مسلحون كما فرضت إغلاقا محكما على المدينة استمر أيامًا عدة.

وأظهر استطلاع للقناة 13 الإخبارية أن حزب الليكود سيخسر أكثر من ثلث مقاعده إذا ما أُجريت انتخابات الآن وأن نتنياهو سيفشل في الحصول على الأغلبية مع شركائه في الائتلاف اليميني المتشدد.

وفي إشارة إلى الانقسامات السياسية الإسرائيلية، سار آلاف الإسرائيليين نحو إفياتار وهي بؤرة استيطانية مخلاة في الضفة الغربية، في إبداء للدعم لتوسيع المستوطنات.

وتعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليوم الاثنين بـ"إعادة الهدوء والأمن" إلى الدولة العبرية عبر العمل "على كلّ الجبهات"، وذلك بعد تصعيد جديد للتوتر في المنطقة.

وقال نتانياهو في خطاب "لن نسمح لحركة حماس الإرهابية بأن ترسّخ وجودها في لبنان"، بعدما أطلق نحو 30 صاروخًا من لبنان باتجاه إسرائيل في قصف اتّهمت إسرائيل مجموعات فلسطينيّة بالوقوف خلفه.

واعلن نتانياهو أيضا في خطابه تراجعه عن قراره إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، بعد أن أقاله الشهر الماضي إثر خلافات سياسية.

وقال في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين "قررت التغاضي عن خلافاتنا"، مشيرا إلى أنه ظل على تواصل وثيق مع غالانت خلال الأسبوعين الماضيين.