مئات الهجمات الدامية في يوم الانتخابات الأفغانية

سقوط عشرات القتلى مع انهيار الأمن وأجواء الفوضى والمشاكل الإجرائية في الاقتراع التشريعي الذي يمثل اختبارا كبيرا للانتخابات الرئاسية في 2019.

كابول - جرت الانتخابات التشريعية في أفغانستان السبت وسط أجواء من الفوضى، مع العديد من الهجمات لطالبان خلفت عشرات القتلى، علاوة على مشاكل لوجستية كبيرة في مكاتب الاقتراع.
وكان التخوف من وقوع أعمال عنف يوم الانتخابات مبررا، بعد تهديد حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية باستهداف مراكز الاقتراع.
وتخلل اليوم الانتخابي وقوع اعتداءات عدة، سجّل أخطرها مساء في العاصمة كابول حيث قتل 15 شخصا على الأقل وجرح 20 آخرون، بحسب وزارة الداخلية.
وقال المتحدث باسم الشرطة في العاصمة بصير مجاهد إنه "تم رصد انتحاري قرب مكتب اقتراع في كابول قام بتفجير حزامه الناسف"، في حين أعلن مصدر أمني أن الانفجار أوقع 13 قتيلا على الاقل.
وقبل ذلك أعلن وزير الداخلية ويس أحمد برمك تسجيل "192 حادثة" في أفغانستان بينها تفجير عبوات ناسفة وإلقاء قنابل وإطلاق قذائف أدت إلى مقتل 17 مدنيا وجرح 38 آخرين.
وقال مستشفى قندوز (شمال) أنه تلقى ثلاث جثث و39 جريحا بعد سقوط نحو عشرين صاروخا على المدينة.
وفي ولاية ناغرهر (شرق) قتل شخصان وابلغ عن تسعة انفجارات على الاقل، بحسب المتحدث المحلي عطاء الله خوغيان.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد انه "تم شن 318 هجوما ضد هذه الانتخابات الزائفة" ادت الى قتل الكثير من "الجنود" دون ان يشير الى خسائر بين المدنيين.
وقتل أو جرح مئات الاشخاص في اعتداءات على صلة بالانتخابات في الاشهر الاخيرة. وقتل عشرة مرشحين على الاقل معظمهم في هجمات استهدفتهم.

أشرف غني يحفز الافغان على التصويت
أشرف غني يحفز الافغان على التصويت

ومن أصل 8,9 ملايين ناخب مسجلين، اقترع 1,5 مليون في 27 ولاية من أصل الولايات الـ32 التي أجريت فيها الانتخابات، بحسب اللجنة الانتخابية المستقلة.
وسيتم الإعلان عن نسبة المشاركة عند الساعة العاشرة ليلا بالتوقيت المحلي (17:30 ت غ)، فيما يتوقع صدور النتائج في 10 تشرين الثاني/نوفمبر.
وسعى الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي صوّت في مدرسة بكابول فور فتح مكاتب الاقتراع إلى تحفيز مواطنيه داعيا إياهم الى "الخروج والتصويت".
وفي ما يبدو استجابة مع دعوته تشكلت طوابير طويلة في العاصمة ومدن أخرى، لكن طول الطوابير يفسر أيضا بالعديد من حالات الخلل.
ولم تفتح بعض المكاتب أبوابها بسبب غياب قضاة او لوائح انتخابية او خلل في آلات المسح البيومتري التي وصلت في آخر لحظة وتستخدم للمرة الاولى.
وعبر مرشحون وناخبون عن تبرمهم.

جئت لأنتخب مخاطرا بحياتي. أنا قلق على سلامتي لكن يجب أن نتحدى طالبان

وقال باييزا محـمدي (22 عاما) من أمام مكتب اقتراع في هرات (وسط) "اسماؤنا ليست مدرجة في اللائحة في حين تثبت بطاقاتنا الانتخابية أننا مسجلون. هذه فوضى، الأمر محبط".
وقال هارون مجيدي الناخب في كابول "كنا نحو 500 أمام الباب وانتظرنا لنحو ساعتين لنقترع. فتح المكتب بتأخير ثم لم يجدوا اسماءنا ثم تطلب التصويت بالالة لكل شخص ما بين 15 و20 دقيقة".
من جهته قال جمعة خان رحاب "شاركت في معظم الانتخابات السابقة لكن لم تكن اي منها بهذه الفوضى. هناك من عاد الى المنزل لانه لم يتمكن من التصويت".
وتقدمت اللجنة الانتخابية المستقلة التي تنظم الاقتراع باعتذارها ومددت فتح مكاتب الاقتراع حتى الساعة 20:00 وأعلنت ان 360 مكتبا ستفتح ابوابها الاحد الذي أعلن يوم عطلة.
ويشتكي الناخبون خصوصا من الانتظار في الشارع مع مخاطر حدوث اعتداءات.
لكن الناخب اسد الله (22 عاما) الذي كان في طابور مكتب انتخابي في مزار الشريف (شمال) قال "جئت لانتخب مخاطرا بحياتي. أنا قلق على سلامتي لكن يجب أن نتحدى طالبان وأن نخرج بأعداد كبيرة للتصويت لاننا ازاء يوم تاريخي بالنسبة الينا".
وتم فتح خمسة آلاف مكتب تصويت في مناطق البلاد الخاضعة لسيطرة الحكومة. ولاسباب أمنية لم يتم فتح الفي مكتب في المناطق التي تسيطر عليها طالبان.
ويتنافس في الانتخابات أكثر من 2500 مرشح على 249 مقعدا في مجلس النواب.
ويعتبر هذا الاقتراع اختبارا كبيرا للانتخابات الرئاسية في 2019 ومرحلة مهمة قبل اجتماع الامم المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر بجنيف حيث يتعين على افغانستان ان تثبت أنها أحرزت تقدما في العملية الديمقراطية.