مئة جنيه تعكس أزمة السيولة في السودان

الحكومة السودانية تبدأ طباعة الفئة الجديدة من العملة الورقية وسط مؤشرات اقتصادية صعبة واضطراب في المالية العامة.

القاهرة - نقلت وكالة السودان للأنباء عن البنك المركزي قوله الأحد إن الخرطوم بدأت في طباعة عملة فئة 100 جنيه للمرة الأولى وسط أزمة في السيولة النقدية.
وتحاول الحكومة السودانية خفض الإنفاق في الوقت الذي تواجه فيه ارتفاعا قياسيا في التضخم ونقصا في العملة الصعبة فضلا عن تزايد القلق بشأن تراجع حجم السيولة النقدية في البنوك.
وأصبح مشهد الصفوف الطويلة خارج البنوك التجارية مألوفا في أنحاء الخرطوم خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تقلص السيولة من العملة المحلية وخلو أجهزة الصراف الآلي من النقود. 
وفرض قيود علي السيولة المتاحة للبنوك التجارية من بين الإجراءات التي تهدف لكبح التضخم ومعالجة الأزمة الاقتصادية التي قد تعرقل خطة الرئيس عمر البشير للبقاء في السلطة بعد أن أمضى فيها نحو ثلاثة عقود.

مشهد بات مألوفا في السودان
مشهد بات مألوفا في السودان

وعلى الرغم من أن البنوك لم تعلن قيوداً محددة على سحب النقود، فإن مبالغ السحب هبطت في بعض الحالات خلال الأسابيع الأخيرة إلى 500 جنيه سوداني (17 دولار) يومياً.
ويواجه اقتصاد السودان صعوبات منذ انفصال الجنوب في 2011 مستحوذا على ثلاثة أرباع إنتاج النفط ليحرم الخرطوم من مصدر حيوي للعملة الصعبة.
وفي سبتمبر/أيلول، بعد 11 شهرا من رفع الولايات المتحدة الأميركية عقوبات تجارية فُرضت على الخرطوم على مدى 20 عاما، قام الرئيس السوداني عمر البشير بحل الحكومة مشيرا إلى "حالة الضيق والإحباط" وخفض عدد الوزارات في الحكومة الجديدة بواقع الثلث من أجل تقليص الإنفاق الحكومي.
وفي ديسمبر/كانون الأول، قال صندوق النقد الدولي إن احتياطيات البنك المركزي بلغت نحو 1.1 مليار، أو ما يكفي واردات سبعة أسابيع، وهو نحو نصف مدة الثلاثة أشهر التي تُعتَبر كافية في العادة.
ويقول خبراء اقتصاد إن استمرار واشنطن في تصنيف السودان كدولة راعية للإرهاب مثله مثل إيران وكوريا الشمالية وسوريا يُبعد المستثمرين الأجانب والبنوك.
ومن المتوقع أن تجرى مراجعة لإدراج السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب. لكن وجود السودان على القائمة لا يعطيه الحق في الحصول على قروض وتمويل هو في أمس الحاجة إليه من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
والتضخم في السودان من أعلى المعدلات في العالم إذ بلغ أكثر من 60 بالمئة في حين أن عملته متداولة بأقل من نصف قيمتها قبل عام مقابل الدولار في السوق السوداء التي حلت عمليا محل النظام المصرفي الرسمي.
وخفض البنك المركزي قيمة العملة من 6.7 إلى حوالي 29 جنيها للدولار لكن السعر بالسوق السوداء يظل أضعف بكثير وسجل حوالي 45 جنيها الاحد.
ويعاني السودان من نقص في الوقود والغذاء من آن لآخر. كما أُلغي دعم الخبز في يناير/كانون الثاني ليتضاعف سعره، وهو ما دفع المئات إلى التظاهر في الشوارع.