ماذا لو أصبحت عضوا في 'غولن'؟!

أستاذ وحليف أردوغان تواجه حركته أصناف العذاب من السجن إلى ىالاغتصاب والقتل

لا تدع العنوان يخيفك. لا أهدف بهذا المقال التباهي أو أن أدعي أنني أعلم الغيب أو أنني مطلع بشكل استثنائي. كل ما أرغب في فعله هو طرح هذه الفكرة التي عندي بشأن مجموعة من الناس، كان لديهم، على الأقل، بعض التأثير على حياتنا لفترة طويلة، والذين أعرف عنهم بعض الأمور. إنهم يطلقون على أنفسهم اسم حزمت (خدمة)، ونحن نطلق عليهم اسم حركة غولن.

يواجه أعضاء حركة غولن أشد ألوان التعذيب والخطف، ومصادرة الممتلكات، والتحرش، والانتحار الإجباري، وتكتيكات النزوح التي شهدتها الجمهورية التركية.

بمعنى آخر، إنها نفس التكتيكات التي استخدمت ضد الأكراد على مدار سنوات. ولا أعتقد أنني أحتاج لإثبات هذه النقطة بالأمثلة.

إن كنتم تريدون دليلا مقنعا، فإنني استطيع أن أصف الظروف الوحشية التي واجهها عدد قليل من المحامين اليساريين قبل عام (إنهم نفس المحامين المحتجزين في انتظار محاكماتهم) وهي الظروف التي أقنعتهم بتولي قضية تخص أربعة نساء من حركة غولن. ويكفي القول إن النساء الأربع عانين من تمزق في الأمعاء.

رغبة الرئيس رجب طيب أردوغان الانتقامية في تدمير هؤلاء الناس دفعتهم لركوب قوارب مع عائلاتهم للهرب عبر بحر إيجة. وستكون القسوة التي فرضت على هؤلاء الناس، ومنها وفاة البعض غرقا خلال محاولاتهم الفرار من البلاد، موضوع الكثير من الكتب والأفلام في السنوات المقبلة.

لذلك، لماذا يشعر كل شخص بريبة تجاه هؤلاء الناس الذي كانوا حتى وقت قريب مسؤولين كبارا بالحكومة؟ لماذا لا يريد أي شخص خوض مناقشة علنية بشأن الألم الذي يعانيه هؤلاء الأفراد حاليا؟ هل كان أصدقائي اليساريون، الذين كانوا ضحية لأتباع حركة غولن في الماضي، على صواب حين نصحوني بعدم الكتابة في صحف اتهمتها السلطات بأنها متعاطفة مع أتباع حركة غولن؟ وهل حركة غولن بهذه الدرجة من الخطورة التي تتسبب في عداء عالمي؟

دعنا ننظر في مسألة الظلم الذي شهده البعض أولا، ثم ننظر في إجابات على هذه الأسئلة.

حركة غولن طائفة يمينية آوت داخلها أخطر منظمة شهدتها الجمهورية التركية.

منذ تأسيسها الذي ساهم فيه حملة الاضطهاد ضد الشيوعيين، ظلت حركة غولن منظمة قومية محافظة متشددة منكرة للإبادة الجماعية، ومناهضة للأكراد والنقابات العمالية والنساء.

وإذا مثلوا أمام محاكمة نزيهة سيدخلون جميعهم السجن، خاصة مؤسس الحركة فتح الله غولن. وينطبق هذا على أعضاء بالحركة شغلوا مناصب بالحكومة.

وكما سألت أتباع الحركة علنا.. إن كنتم حقا "حركة من أجل الحقوق" فكيف أصبحتم مصدرا للكراهية هكذا؟

أرادت الصحف المؤيدة للحكومة استغلال هذا المقال لتكثيف الحملة ضد حركة غولن بعناوين مثل "هايكو باغدات يصف فتح الله غولن بأنه زعيم عصابة" فدعني أضيف إليه "أردوغان دكتاتور قاس يعرض أتباع حركة غولن لأشد أشكال التعذيب" وهذا لضبط الميزان.

تنتظر حركة غولن مستقبلا مفزعا بدرجة أكبر فقد ألقي بآلاف من النساء والأطفال في الشوارع وفي السجون ويتعرضون لاعتداءات جنسية، ويحاولون الانتحار، إنهم يلوذون بالكنائس ومخيمات اللاجئين.

إنهم صغار السن، وقد جرى خداعهم للاعتقاد بأن العالم سيكون أفضل إذا وصل زعماء حركة غولن إلى الحكم. وإنهم يدفعون الثمن.

نحن، كيساريين ومنظمات نسائية، نحاول الاعتناء بهم لأن الرجال القوميين المنظمين في 120 دولة مختلفة لا يوفرون للنساء وسائل لتنظيم جماعاتهن الخاصة. النشاط السياسي الوحيد المسموح به للنساء هو جمع الأصوات لصالح حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، والذي كان متحالفا مع غولن في وقت من الأوقات.

لأن القسوة لن تنتهي.

الآن وبعد أن جرى وصفكم بالإرهاب والخيانة كفوا عن دعم الرجال الذين تركوكم على الحال التي أنتم عليها الآن. ابحثوا عن كتاب جدد لتطالعوا كتبهم ومفكرين جدد لدعمهم. ساندوا الآخرين الذين يتخذون موقفا ضد الحكومة.

إن الشيء الوحيد الذي سينقذكم من قسوة الجمهورية التركية هو التضامن. كفوا عن عبادة قاتلينا واعتبارهم أبطالا.

أعلم أنكم عانيتم.

المعاناة ليس منافسة.

لكن يمكن أن تسألوا العلويين والأكراد والأرمن والنساء والمثليين واليساريين والفوضويين عن تاريخ المعاناة. المعاناة ليست شيئا جديدا. مرحبا بمحنتنا المشتركة.

هايكو باغدات

نشر في أحوال تركية