ماذا لو أمكن التنبؤ بالجرائم اليوم وليس غدا

على غرار فيلم الخيال العلمي 'تقرير الأقلية'، علماء كوريون جنوبيون يضعون نظاما يعتمد على الذكاء الاصطناعي والجيل الخامس لنقل البيانات في وضع خريطة لمشاعر مدينة بأكملها ورصد الانفعالات البشرية الخطرة وتنبيه الأجهزة المختصة قبل تطورها الى افعال اجرامية او ارهابية.

سيول – عندما جسد الممثل الأميركي توم كروز في فيلم "تقرير الأقلية" دور ضابط شرطة في وحدة "ما قبل الجريمة" تضطلع بدور القاء القبض على المجرمين على اساس التنبؤ المسبق بأفعالهم، ربما لم يكن يتخيل ان تجد هذه التكنولوجيا طريقها للحياة الواقعية، وهو تحديدا ما نجح فريق بحثي كوري جنوبي في وضع أسسه.

وفي دراسة جديدة، كشف علماء من جامعة إنشيون الوطنية الكورية الجنوبية عن نسخة تجريبية من نظام يتعتمد على الذكاء الاصطناعي وتقنية نقل البيانات عبر الجيل الخامس لقطع الطريق على عمليات ارهابية وجرائم يفترظ وقوعها في مستقبل قريب.

ومثلما تضمن فيلم الخيال العلمي من إخراج ستيفن سبيلبرغ عام 2002 إمكانية اعتقال الضباط للقتلة المحتملين قبل ارتكابهم جرائمهم، بوسع النظام المستحدث التعرف على الانفعالات البشرية الخطرة بين الأفراد وتنبيه الجهات المختصة للتدخل استباقيا.

ونظام ذكاء اصطناعي الذي وضعه الفريق الكوري يمكنه نظريا الاستفادة من شبكات الجيل الخامس لاكتشاف المشاعر البشرية في مدن بأكملها.

وأوضح الفريق أن نظام للتعرف على المشاعر يمكنه رصد الفرح والمتعة والحالة الحيادية والحزن والغضب.

ويمكنه بعد ذلك إنشاء "خارطة عاطفية افتراضية" يمكن، من الناحية النظرية، إرسالها إلى الشرطة وتنبيه الهواتف الذكية في المنطقة.

توم كروز
'تقنية اكتشاف المشاعر لديها إمكانات كبيرة للتعرف على أي عاطفة مزعجة، وتحذير الآخرين'

وقال قائد المشروع البروفيسور هيونبوم كيم، من جامعة إنشيون الوطنية "العواطف سمة حاسمة للبشر وتميزهم عن الآلات، وتحدد النشاط البشري اليومي. ومع ذلك، يمكن لبعض المشاعر أيضا أن تعطل السير العادي للمجتمع وتعرض حياة الناس للخطر، مثل حياة السائق غير المستقر".

وأضاف "تقنية اكتشاف المشاعر لديها إمكانات كبيرة للتعرف على أي عاطفة مزعجة، وتحذير الآخرين من المخاطر المحتملة".

وعند اكتشاف عاطفة خطيرة، مثل الغضب أو الخوف، في مكان عام، تُنقل المعلومات بسرعة إلى أقرب إدارة شرطة أو الكيانات ذات الصلة التي يمكنها بعد ذلك اتخاذ خطوات لمنع أي جريمة محتملة أو تهديدات الإرهاب".

لكن الدراسة تحذر بالفعل من "مشكلات أمنية خطيرة" من قراصنة يتلاعبون بالذكاء الاصطناعي، حيث يمكن إرسال إنذارات كاذبة.

ويخشى القائمون على المشروع من التلاعب غير القانوني بالإشارات وإساءة استخدام إخفاء الهوية و"تهديدات الأمن السيبراني المتعلقة بالقرصنة".

ولا يكشف النظام عن الوجه أو الأجزاء الخاصة لأي شخص يقوم بمسحها في الأماكن العامة ومن المفترض أن تكون الموضوعات مجهولة في مناطق خاصة مثل المنازل.

وأضاف البروفيسور كيم "هذه ليست سوى دراسة أولية. في المستقبل، نحتاج إلى تحقيق تكامل صارم للمعلومات، وبناء عليه نبتكر خوارزميات قوية قائمة على الذكاء الاصطناعي يمكنها اكتشاف الأجهزة المخترقة أو المعطلة وتوفير الحماية ضد الاختراقات المحتملة للنظام. وعندها فقط سيتمكن الناس من التمتع بحياة أكثر أمانا وراحة في المدن الذكية المتقدمة في المستقبل".