ماذا لو لم يمت مرسي على الملأ

في حين وصفت جماعة الاخوان الرئيس الراحل بالشهيد ووفاته بالاغتيال، معلقون يتساءلون عما كان للاخوان ان يقولوه لو توفي في السجن او المستشفى.
دفن الرئيس المعزول بمراسم اقتصرت على اسرته

لندن – وصفت جماعة الاخوان المسلمين وفروعها والرئيس التركي رجب طيب اردوغان الرئيس المصري الراحل محمد مرسي بـ"الشهيد" وحمّلت السلطات المصرية مسؤولية "اغتياله" رغم وفاته بسكتة قلبية على الملأ اثناء حضوره جلسة محاكمة جنوب القاهرة.
ودُفن الرئيس الذي كان أوصله الاخوان الى الحكم، في القاهرة في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء ضمن مراسم اقتصرت على الأسرة.  وهو مسجون منذ عزله عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي دام عاما واحدا.
وأوضح بيان صادر عن النيابة العامة المصرية أن مرسي طلب الكلام أثناء الجلسة وتحدث بالفعل "لمدة خمس دقائق. وعقب انتهائه من كلمته رفعت المحكمة الجلسة للمداولة".
وأضاف أنه أثناء وجود مرسي وباقي المتهمين "في القفص سقط مغشياً عليه ونقل على الفور الى المستشفى حيث تبيّنت وفاته". وأوضح أنّ مرسي "وصل متوفياً إلى المستشفى في تمام الساعة الرابعة وخمسين دقيقة".
وقال محام آخر من فريق الدفاع أسامة الحلو إن المتهمين الذين كانوا معه في القفص بدأوا، بعد سقوطه أرضا، يطرقون على زجاج القفص و"يصرخون عاليا أن مرسي قد مات".
وبعيد منتصف الليل، أكد التلفزيون المصري الرسمي أن محمد مرسي توفي نتيجة "سكتة قلبية".
لكن ردة فعل الاخوان بدت مبالغا فيها، بحسب معلقين تساءلوا ايضا عما يمكن للجماعة قوله لو توفي مرسي في السجن او المستشفى.
وحملت جماعة الاخوان السلطات المصرية  مسؤولية "اغتيال" مرسي. ونشر الموقع الإلكتروني التابع لحزب الحرية والعدالة الذي يترأسه إردوغان الاثنين بيانا للجماعة حمل عنوان "اغتيال الرئيس محمد مرسي".
واتهم البيان الحكومة المصرية بوضعه في في زنزانة انفرادية طوال مدة اعتقاله التي تخطت خمس سنوات، بهدف "قتله بشكل بطيء".

إردوغان أيضا: مرسي شهيد!
إردوغان أيضا: مرسي شهيد!

في الأردن، حملت جماعة الإخوان في بيان نشر الثلاثاء "سلطات الانقلاب" في مصر مسؤولية "استشهاد" الرئيس المصري السابق، "بعد اعتقاله لسبعة أعوام من السجن الانفرادي".
كما وصف الرئيس التركي الذي كان من أبرز داعمي مرسي، الرئيس السابق بـ"الشهيد". ثم أكد في خطاب أن "التاريخ لن يرحم أبدا الطغاة الذين أوصلوه الى الموت عبر وضعه في السجن والتهديد بإعدامه".
كما أعرب أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن "بالغ الأسى" لوفاة مرسي.
ونعت حركة حماس مرسي بعد "مسيرة نضالية طويلة قضاها في خدمة مصر وشعبها وقضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
وقال محامي الرئيس السابق عبد المنعم عبد المقصود "تم دفنه بحضور أسرته في مدينة نصر في القاهرة بعد تأدية صلاة الجنازة عقب صلاة الفجر في مستشفى سجن طرة" حيث نقل عقب وفاته.
وقال أحمد مرسي ابن الرئيس السابق على صفحته في فيسبوك "تم الدفن بمقابر مرشدي جماعة الإخوان المسلمين بمدينة نصر لرفض الجهات الأمنية دفنه بمقابر الأسرة بالشرقية".

لا تواجد أمنيا ملحوظا في وسط القاهرة ولم تعط وسائل الإعلام المصرية أهمية خاصة لخبر وفاة مرسي 

وكان هناك انتشار أمني مكثف مساء الاثنين حول السجن الذي كان مرسي محتجزا به فيه بالقاهرة وفي محافظة الشرقية حيث قالت مصادر أمنية إن وزارة الداخلية أعلنت حالة تأهب.
ولم يكن هناك تواجد أمني ملحوظ في وسط القاهرة صباح الثلاثاء. ولم تعط وسائل الإعلام المصرية الخبر أهمية خاصة.
وأطاح الجيش بمرسي في الثالث من تموز/يوليو 2013 عقب تظاهرات ضخمة طالبت برحيله احتجاجا على تفرد الإسلاميين بالسلطة وعلى خلفية اضطرابات ناتجة عن مطالب اقتصادية ومعيشية. وتم احتجازه ثم أحيل الى المحاكمة في قضايا عدة.
في آب/أغسطس 2013، نفذت القوى الأمنية عملية امنية ضد اعتصام للإسلاميين احتجاجا على الإطاحة بمرسي، في ميدان رابعة العدوية، وقتل فيه المئات.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2013، تمّ حظر جماعة الإخوان المسلمين التي اعتقل الآلاف من أعضائها وأحيلوا الى المحاكمة. وتسبب ذلك بتفكيك جماعة الإخوان المسلمين الى حدّ كبير، ووقف كل أنشطتها. 
وكان مرسي يحضر الاثنين جلسة محاكمة في قضية يواجه فيها اتّهامات بالتخابر مع قوى أجنبية من بينها حماس وقطر.
ومنذ اعتقاله، واجه مرسي خمس محاكمات وصدر بحقه حكم بالإعدام في قضية "الهروب من السجن" وبالسجن المؤبد في قضية "التخابر مع قوى أجنبية"، لكن محكمة النقض ألغت الحكمين في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، وقررت إعادة محاكمته. وأيدت المحكمة حكما نهائيا بسجنه 20 عاما في أحداث عنف.