ماذا يحدث في إيران.. حرائق لا تهدأ ووعيد خافت

إيران تتوعد برد حازم إذا ثبت ضلوع أي جهة في حريق سابق بمجمع نطنز النووي بالتزامن مع اندلاع حريق في مصنع لمكثفات الغاز هو الرابع منذ نهاية يونيو.
حريق فانفجار في مجمع صناعي لمكثفات الغاز في إيران
إيران لم تقدم تفسيرات مقنعة لأسباب حوادث الحرائق المتتالية
الحرائق في منشآت إيرانية حساسة تثير أكثر من فرضية

طهران - توعدت إيران اليوم الاثنين بالردّ بحزم على أي جهة يثبت تورطها في الحريق الذي شهده مجمع نطنز النووي بأصفهان قبل أيام، فيما تأتي هذه التهديدات بالتزامن مع حريق جديد اندلع في مجمع صناعي في شمال شرق البلاد، حيث يوجد مجمع لصهاريج مكثفات الغاز انفجر أحدها.

ونقلت وكالة مهر الإيرانية للأنباء عن المتحدث باسم الخارجية عباس موسوي قوله في مؤتمر صحفي أسبوعي "زملاءنا في منظمة الطاقة الذرية وأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي قدموا الإيضاحات اللازمة وقاموا بدراسة شاملة للقضية لكنهم لم يصلوا إلى استنتاج نهائي".

وأعلن أنه "بعد الوصول إلى الاستنتاج النهائي سيقدم المجلس الأعلى للأمن القومي ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية تقريرا كاملا وسنقوم وفقا لنتائج التحقيقات باتخاذ الردود والإجراءات اللازمة".

وقال أيضا إن طهران ستأخذ على محمل الجد ما نشر حول الحريق في منشأة نطنز النووية خاصة اذا تبين أن "جهة ما أو دولة ما ضالعة بهذا الموضوع، في حينها فمن الطبيعي سيكون لإيران رد حازم ومهم وسيرون أن زمن اضرب واهرب قد ولىّ".

وتشهد إيران منذ فترة حرائق وانفجارات غامضة طالت بعضها منشآت صناعية أو نووية من دون أن تكشف الحكومة الإيرانية عن طبيعتها في الوقت الذي تواجه فيه عقوبات أميركية قاسية وضغوطا غربية لجرّها إلى التفاوض على اتفاق نووي جديد بقيود صارما بما يتيح كبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة والتي تعتبرها واشنطن أنشطة تهدد الاستقرار الإقليمي والعالمي.

لماذا لم تكشف إيران حتى الآن عن أسباب حرائق سابقة في منشآت نووية وعسكرية؟
لماذا لم تكشف إيران حتى الآن عن أسباب حرائق سابقة في منشآت نووية وعسكرية؟

وذكرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء اليوم الاثنين أن الشرطة فتحت تحقيقا بعد أن اندلع حريق في مجمع صناعي في شمال شرق البلاد، حيث يوجد مجمع لصهاريج مكثفات الغاز والتي انفجر أحدها.

ونقلت وكالة أنباء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن جهان دوست رئيس إدارة الإطفاء بمنطقة كاويان الصناعية أن "الانفجار الذي حدث في الشركة التي تنتج السوائل الغازية القابلة للاشتعال تسبب في خسائر وأضرار هائلة لهذه الشركة وشركة أخرى مجاورة لها"، لكنه نفى أن يكون الانفجار أسفر عن خسائر في الأرواح.

ووقعت عدة انفجارات وحرائق في محيط منشآت عسكرية ونووية وصناعية في أنحاء إيران منذ أواخر يونيو/حزيران.

وحريق الاثنين هو الرابع في سلسلة حرائق وانفجارات طالت مواقع حساسة في شهر يوليو/تموز، حيث أعلنت السلطات الإيرانية في الثالث من الشهر الحالي اندلاع حريق في مبنى بمجمّع نطنز النووي في وسط البلاد خلّف "أضرارا مادية جسيمة" و"قد يبطئ" عملية تصنيع أجهزة طرد مركزي متطوّرة لإنتاج اليورانيوم المخصّب.

وفي الرابع من يوليو/تموز ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن حريقا شب في محطة للطاقة في جنوب غرب البلاد تسبب في تعطل محول بمحطة الطاقة بمدينة الأهواز وانقطاع جزئي للتيار الكهربائي عن المدينة.

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس الأحد أن حريقا اندلع بمنشأة للمواد البتروكيماوية بجنوب غرب إيران بسبب عزاه مسؤولون لتسرب نفطي لكنه لم يتسبب في سقوط ضحايا.

محكمة الثورة في كرمان تعلن عن اعتقال ومحاكمة من قالت إنهم عناصر أجهزة مخابرات أجنبية وعدد من أعضاء الجماعات المعارضة بالتزامن مع حرائق متتالية في منشآت حساسة

واليوم الاثنين نقلت وكالة مهر عن جواد جهان دوست كبير مسؤولي الإطفاء في مجمع کاويان فريمان الصناعي الذي يقع على بعد نحو 32 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة مشهد قوله، إن ستة صهاريج تخزين وصلت إليها النيران بما يشمل الخزان الذي انفجر.

وأضاف أن الحريق تحت السيطرة ولم يتسبب في إصابات لكن الشرطة تحقق في سبب اندلاعه.

والحرائق في فصل الصيف أو الانفجارات الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة أو تماس كهربائي، حوادث تقع من حين إلى آخر في أنحاء العالم، إلا أنها ربما تشكل حدثا استثنائيا غير عابر في إيران بسبب التوترات القائمة في المنطقة والتي محورها طهران.

ولم تقدم الحكومة الإيرانية رواية مقنعة حول هذه الحوادث خاصة منها تلك التي وقعت في منشآت عسكرية أو نووية أو صناعية وكلها مواقع حساسة.

وفي ظل التكتم الإيراني الرسمي تبقى كل الاحتمالات واردة، فإما أن تلك الحوادث عرضية أو أنها تخريبية سواء من داخل إيران أو من خارجها.

والمثير في هذا المشهد التزام الجهات الرسمية الصمت أو تقديم روايات غير مقنعة في تفسير أسباب الحادث، ما يطرح سؤالا ملحا: ما الذي تخفيه إيران؟.

وجاءت تلك الحوادث على اثر توتر بين وكالة الطاقة الدولية وإيران بعد أن رفضت الأخيرة تفتيش منشأتين نوويتين وفقا لما ينص عليه الاتفاق النووي الموقع في العام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في مايو/ايار 2018 وتكابد الدول الأوروبية المشاركة فيه لمنعه من الانهيار.

وبالتزامن مع سلسلة الحرائق أعلن أحمد قرباني رئيس محكمة الثورة في كرمان جنوب شرقي إيران عن اعتقال "عدد من عناصر أجهزة المخابرات الأجنبية وعدد من أعضاء الجماعات المعارضة" في المدينة والحكم عليهم، وفق موقع 'إيران انترنشنال' الإخباري الإيراني المعارض.

وبحسب المصدر ذاته قال قرباني للصحافيين اليوم الاثنين إن "قضية هؤلاء الأشخاص تم الاستماع إليها في محكمة كرمان الثورية وإنه تم إصدار حكم بحقهم".

لكنه لم يشر من قريب ولا من بعيد إلى حوادث الحرائق الأخيرة أو تورط هؤلاء فيها، لكن السلطات الإيرانية عادة ما تعتقل معارضي النظام بتهم تتعلق بالتجسس.