ماذا يفعل مقتدى الصدر في إيران؟!

عن مواقفه الرافضة للتعامل مع العراقيين أنفسهم الذين لديهم علاقات واسعة ومتشعبه مع إيران ورفضه الدخول ضمن محور المقاومة لأنها تمثل سياسة إيران في المنطقة وهو لا يريد أن يحسب على أي من المحاور.

بقلم: عباس راضي العزاوي

يجلس السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الآن في مجلس عزاء حسيني للسيد الخامنئي في طهران خلال زيارته إلى إيران، خلافا لكل التوقعات والتخمينات حول مواقفه إزاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وبدعوة من الولي الفقيه نفسه حسب مصادر مقربه من السيد مقتدى.

الزيارة جاءت سريعة ومفاجئة لكل المتابعين وربما شكلت صدمة للكثير من اتباعه الذين اجزم بانهم لا يفهمون جل تصريحاته ومواقفه السياسية، فرفضه مثلا للحضور الإيراني في العراق أبان هجوم داعش وما بعدها، يفسره الكثير من اتباعه بانه عداء معلن وصريح ضد ايران، وما يترتب عليه من حملات شتم وتسقيط لكل ما يمت بصله لإيران يكون وفقا لهذا التصور.

بعد تغريدة السيد مقتدى ”وداعا يا وطني” حول خبر ـ لم يتم إعلانه رسميا ـ أنشاء قوة جويه تابعة للحشد الشعبي لحماية الأجواء العراقية، ورفضه الواضح لهذه الفكرة من الأساس ويعلن عن نهاية الحكومة أن هي تحولت إلى دولة شغب ـ حسب قوله ـ ثم بعد أربعة أيام من هذه التغريدة النارية يسافر إلي ايران.

الصورة التي انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي، تبعث بعدة رسائل مهمة وخطيرة، سيما وقد جلس السيد مقتدى صاحب أكبر قاعدة شعبية في العراق بين السيد الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في إيران واللواء قاسم سليماني الرجل الأكثر تأثيرا بين الإيرانيين وشهرة في الشرق الأوسط.

يقولون وبكل بساطه، أنه في ضيافة السيد الخامنئي! نعم! وماذا بعد؟ وماذا عن مواقفه الرافضة للتعامل مع العراقيين أنفسهم الذين لديهم علاقات واسعة ومتشعبه مع إيران! وماذا عن رفضه الدخول ضمن محور المقاومة لأنها تمثل سياسة إيران في المنطقة وهو لا يريد أن يحسب على أي من المحاور!

ربما سيخرج علينا من يقول بان السيد ذهب ليحذرهم من مغبة زج العراق في صراعات المحاور وربما يطالبهم بإلغاء فكرة أنشاء قوة جوية تابعة للحشد.

ثم كيف سيفهم العرب من جهتم هذه الخطوة؟ والتي جاءت بوقت قلق وخطير، خاصة بعد الاعتداءات الإسرائيلية السافرة على العراق ولبنان في محاولة قذرة لدفع المنطقة لا تون حرب شاملة.

فهل ذهب السيد لزيارة الإمام الرضا؟ وتمت دعوته بشكل عرضي هناك لحضور العزاء الحسيني سيما أنه لم يتم استقباله بشكل رسمي في مكتب الولي الفقيه كما يحدث مع الكثير من القادة، أم انه كان ذاهبا بدعوة غير معلنه من الولي الفقيه؟

الأيام القادمة ستبين لنا الهدف الحقيقي لهذه الزيارة المهمة، والتي نتمنى أن تكون خطوة لرص الصفوف وتوحيد، القرار العراقي عموما والشيعي خصوصاً.

كاتب عراقي