ماكدونالدز مصر تغير اسمها بسبب حملة المقاطعة

مطاعم مكدونالد تعرضت لهجوم المتظاهرين الساخطين على كل ما هو اميركي

القاهرة ودبي - بدأ المصريون أكبر حملة مقاطعة منذ سنوات للمنتجات الأميركية ومطاعم الوجبات الأميركية السريعة، وأشهرها سلسلة مطاعم "ماكدونالدز", في الوقت الذي وزعت فيه على نطاق واسع ملصقات في وسائل المواصلات والمدارس والجامعات والمساجد تدعو إلى مقاطعة السلع الأميركية, بسبب مساندة أميركا وتواطئها مع العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
ودفع اشتداد الحملة, التي وصلت إلى التلفزيون الحكومي الرسمي, عبر برنامج "رئيس التحرير" الأسبوعي الذي يقدمه الإذاعي حمدي قنديل, بالدعوة إلى مقاطعة المطاعم الأميركية, وكذلك وقوف بعض المصريين أمامها لتأنيب من يدخلها, شركة "ماكدونالدز" في مصر إلى تغيير اسمها, عبر العديد من الإعلانات, التي نشرتها في الصحف, لتبرئة نفسها, حيث ركزت على اسم "مانفودز", بجوار كلمة "ماكدونالدز مصر".
وحثت الشركة المصريين على عدم مقاطعتها, مشددة على أنه يعمل بها 3000 موظف, وأن استثماراتها في مصر كشركة مساهمة يبلغ 300 مليون جنيه، وهو ما سوف يتضرر بسبب المقاطعة, إضافة إلى الشركات والموردين المصريين الآخرين للشركة, الذين يعولون 10 آلاف أسرة أخرى.
ومع توالي الدعاية المضادة للشركة بين المصريين, خصوصا شائعة أن "ماكدونالدز" تتبرع لإسرائيل، نشرت "ماكدونالدز" الأربعاء في الصحف المصرية إعلانا على صفحة كاملة تتصدرها الآية الكريمة "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة.."، ونشرت خطابا من "آنا زوزينتش" المتحدثة الرسمية باسم "ماكدونالدز" العالمية, تنفي فيه "إشاعة" أن تكون الشركة تبرعت لإسرائيل, وتعتبرها غير صحيحة.
وقالت إن "جميع مطاعم "ماكدونالدز" في مصر والشرق الأوسط تعود ملكيتها وإدارتها إلى ملاك محليين"، وأن ملاك ومطاعم "ماكدونالدز" يقومون بدعم مشاريع لصالح الأطفال والعائلات, بما في ذلك المشاريع الخيرية المختلفة, مثل مستشفيات الأطفال المرضى والمعوقين ودور الأيتام وغيرها.
وقد حرص إعلان الشركة على تكرار عبارة "لمصلحة من؟", مشيرا إلى ما أسماه التحريض على المطاعم, والإشاعات المغرضة ضدها، والإضرار بالاقتصاد المصري, وإضاعة الفرصة في دعم المشاريع الخيرية. وكتب في الإعلان بالبنط العريض "نحن لا نتبرع إلا لخير مصر". كساد في المطاعم الأميركية وكانت سلسلة المطاعم الأميركية في مصر خصوصا "ماكدونالدز" و"كنتاكي" قد تعرضت لحالة من المقاطعة الواضحة من جانب العديد من المصريين، وخشي آخرون لا يقرون مبدأ المقاطعة من دخول هذه المطاعم, بسبب إلقاء المتظاهرين الحجارة على بعض فروعها القريبة من جامعة القاهرة, وتحطيمها, وتعنيف زبائنها، مما دعا الشرطة المصرية لتكثيف الحراسة حول هذه المطاعم.
وقد أثمرت المقاطعة الشعبية المصرية لمنتجات الشركات الإسرائيلية والأميركية العاملة بمصر عن انخفاض كبير في مبيعات تلك الشركات في بعض الحالات, وبلغت, كما تقول تقارير غير مؤكدة, أكثر من 80 في المائة، حتى أن مقاطعة سابقة في العام الماضي, مع بداية انتفاضة الأقصى, دفعت "ماكدونالدز" مصر لتسويق الفلافل المصرية في ساندويتشاتها, بدلا من الهامبورجر, وقامت بحملة دعاية كبيرة لهذا الغرض، بيد أن التجربة أيضا فشلت لتفضيل المصريين الفلافل الشعبية, وتم إلغاء هذا المشروع.
وقد وصلت حملة المقاطعة إلى الانترنت والهاتف المحمول, وجرى تبادل قوائم بالبضائع التي تقرر مقاطعتها. وأعد مواطنون مصريون ما سمي بالقائمة السوداء, التي تضم أسماء شركات ومنتجات تطلب مقاطعتها، فيما تداولت الهواتف المحمولة رسالة تطالب بمقاطعة السلع الأميركية, وتنصح بإرسال هذه الرسالة للأصدقاء.
ومن بين قائمة السلع التي تطلب اللجان الشعبية المصرية مقاطعتها "هاينز" للأغذية، و"لمبرت"، و"هوستس"، و"كوكاكولا"، و"بيبسي كولا"، و"حدائق كاليفورنيا" للأطعمة المحفوظة، و"كنتاكي"، و"ماكدونالدز"، و"جاك بوكس"، و"شيلز"، و"تكا"، و"أرييز"، و"كانتيز"، و"مطاعم تكساس". أما شركات السجائر الأميركية, التي طلبت مقاطعتها فهي "مارلبورو"، و"كنت"، و"نيستون"، و"لارك"، و"إل.إم"، و"مور"، ومنتجات شركة "بروكتران غامبل" (آريل وأموا) وغيرها.
وقد عزز هذه الحملة فتوى لشيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي دعا فيها إلى مقاطعة إسرائيل، وكل من يساعدها على البغي والظلم والعدوان، واعتبر أن مقاطعة السلع التي تضر الأمن القومي حلال. بيان لمطاعم مكدونالدز في دبي
وكانت مطاعم مكدونالدز في دبي قد اصدرت بيانا ينفي تبرعها بالأموال لصالح الحكومة الإسرائيلية، كما صرح بوب لارسن، الممثل الإقليمي للشركة، الذي اكد أن هذه الدعوى التي تتداولها الأنباء ما هي إلا " إشاعة كاذبة و مغرضة و عارية عن الصحة."
واكد ان الشركة منذ نشأتها تنتهج فلسفة عدم التدخل في السياسة أينما كانت.
كما اكد بيان مكدونالدز انها تقوم بدعم و مساندة المشاريع الخيرية كمراكز الأطفال المعاقين و مستشفيات الأطفال و المساهمة في حملات السلامة العامة و حملات العناية البيئية. (ق.ب)