ماكرون لا يؤيد الانسحاب الأميركي من معاهدة الأسلحة النووية

الكرملين يعتبر أن الخطوة الأميركية ستجعل العالم أكثر خطرا مؤكد أن روسيا ستضطر للتحرك من أجل استعادة توازن القوة العسكرية إذا انسحبت واشنطن من المعاهدة وشرعت في تطوير صواريخ جديدة.

باريس - شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أهمية معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى التي وقعت خلال الحرب الباردة في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وفق ما أعلن مكتبه الاثنين، وذلك بعد إعلان ترامب أنه سينسحب من المعاهدة.

وأورد مكتب ماكرون أنه خلال الاتصال الذي جرى الأحد "شدد الرئيس على أهمية هذه المعاهدة، وخصوصا بالنسبة إلى الأمن الأوروبي واستقرارنا الاستراتيجي".

وأعلن ترامب نهاية الأسبوع الفائت أن بلاده ستنسحب من المعاهدة المذكورة التي وقعت مع روسيا العام 1987، متهما موسكو بانتهاكها.

واعتبر الكرملين الاثنين أن الانسحاب الأميركي من المعاهدة "سيجعل العالم أكثر خطرا" مؤكدا أن روسيا ستضطر للرد بالمثل إذا بدأت الولايات المتحدة تطوير صواريخ جديدة بعد الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن "خطوات من هذا النوع، إذا وضعت موضع التنفيذ، ستجعل العالم أكثر خطرا"، مضيفا أن موسكو تنتظر "توضيحات" من واشنطن في هذا الصدد.

وأضاف أن روسيا ستضطر للتحرك من أجل استعادة توازن القوة العسكرية إذا انسحبت واشنطن من المعاهدة وشرعت في تطوير صواريخ جديدة.

ويلتقي مستشار البيت الأبيض للأمن القومي جون بولتون الاثنين في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي ينتظر بإلحاح توضيحات منه في هذا الشأن.

قال لافروف الاثنين إن موسكو تتوقع من واشنطن أن تقدم تفسيرا لاعتزامها الانسحاب من معاهدة تاريخية تعود لحقبة الحرب الباردة وتقضي بإزالة الصواريخ النووية من أوروبا.

ديمتري بيسكوف
الكرملين يحذر

ذكرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية أن بولتون هو نفسه من ضغط على الرئيس ترامب للانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى. كما أنه يعرقل أي مفاوضات لتمديد معاهدة "نيو ستارت" حول الصواريخ الإستراتيجية والتي ينتهي مفعولها العام 2021.

ووقع الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغن وآخر زعيم للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشيف معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة العام 1987 مع نهاية الحرب الباردة.

لكن ترامب يرى أن موسكو تنتهك المعاهدة منذ أعوام عدة. وتتحفظ واشنطن خصوصا عن نشر منظومة صواريخ "9ام729" التي يتجاوز مداها سقف ال500 كلم المتفق عليه.

وصدر أول رد فعل دولي من ألمانيا، إذ أبدت برلين "أسفها" لانسحاب واشنطن من المعاهدة التي تشكل "مكونا مهما (من مكونات) مراقبة الأسلحة". وقال اولريكي ديمر متحدثا باسم الحكومة إن "تداعيات القرار الأميركي ينبغي مناقشتها بين الشركاء في حلف شمال الأطلسي".

ونصت المعاهدة على عدم استخدام مجموعة من الصواريخ يراوح مداها بين 500 و5500 كلم، وأنهت أزمة اندلعت في الثمانينات بسبب نشر الاتحاد السوفياتي صواريخ "أس أس 20" المزودة رؤوسا نووية قادرة على استهداف العواصم الغربية.