ماكرون يغضب تركيا باحياء ذكرى إبادة الأرمن

الرئاسة التركية ترفض إعلان فرنسا يوما وطنيا لإحياء ذكرى مذبحة الأرمن معتبرة أنها محاولة من ماكرون لتحويل الأنظار عن المشاكل السياسية المحلية.

أنقرة - نددت تركيا الأربعاء بقرار الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إعلان يوم وطني لإحياء ذكرى "الإبادة الأرمنية" عام 1915، وهو وصف ترفضه أنقرة.

وقال الناطق باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين في بيان "ندين ونرفض محاولات ماكرون الذي يواجه مشاكل سياسية في بلاده، تحويل وقائع تاريخية إلى قضية سياسية لإنقاذ الوضع".

وكان ماكرون قال مساء الثلاثاء أمام المجلس التنسيقي للمنظمات الأرمنية في فرنسا إن بلاده ستعلن 24 نيسان/أبريل "يوما وطنيا لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية".

واعترفت فرنسا رسميا بالإبادة الجماعية للأرمن في 2001.

وقال ماكرون إنه أبلغ الرئيس التركي طيب أردوغان بالقرار مسبقا، مضيفا أنه يريد أن يبقي حوارا مفتوحا مع تركيا.

وقال ماكرون "لدينا خلافات حول محاربة الدولة الإسلامية وحقوق الإنسان والحريات المدنية في تركيا والإبادة الجماعية".

وأضاف "لدينا أيضا نقاط اتفاق مثل ضرورة الانتقال السياسي في سوريا. لذا لا غنى عن الحوار مع تركيا".

ويؤكد الأرمن أن 1.5 مليون أرمني قتلوا بشكل منظم قبيل انهيار السلطنة العثمانية فيما أقر عدد من المؤرخين في أكثر من عشرين دولة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا بوقوع إبادة.

ندين ونرفض محاولات ماكرون الذي يواجه مشاكل سياسية في بلاده، تحويل وقائع تاريخية إلى قضية سياسية لإنقاذ الوضع

وترفض تركيا وصف "إبادة" مشيرة إلى أن هؤلاء القتلى سقطوا خلال حرب أهلية تزامنت مع مجاعة وأدت إلى مقتل ما بين 300 ألف و500 ألف أرمني فضلا عن عدد مماثل من الأتراك حين كانت القوات العثمانية وروسيا تتنازعان السيطرة على الأناضول.

وأضاف كالين أن "المزاعم حول ما يسمى +إبادة أرمنية+ هي كذبة سياسية تخالف الوقائع التاريخية ولا أساس قانونيا لها" قائلا "لا يمكن لأحد أن يلطخ تاريخنا".

وبإعلانه هذا أمام العشاء السنوي للمجلس التنسيقي الأرمني في فرنسا يكون ماكرون قد وفى بوعد كان أطلقه خلال حملته الانتخابية بوضع الإبادة الأرمنية بين عامي 1915 و1917، التي اعترفت بها فرنسا في 2001 فيما ترفض أنقرة الاعتراف بها، على البرنامج الرسمي الفرنسي.

وسبق أن أثار اعتراف البرلمان الهولندي في فبراير شباط 2018 وقبله اعتراف البرلمان الاتحادي الألماني في العام 2015 بمذابح الأرمن توترات كبيرة مع تركيا. ومن المرجح أن يثير القرار الفرنسي توترات جديدة مع تركيا في الوقت الذي تسعى فيه أنقرة لإصلاح العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي بعد موجة الخلافات التي شهدتها السنوات الأخيرة.