ماكرون يحذر إيران تلميحا من التدخل في لبنان

روسيا والسعودية تتعهدان بمساعدة لبنان وتتفقان على أهمية توفير ظروف خارجية مواتية للشعب اللبناني لتشكيل حكومة جديدة تقوم على الحوار بين كافة الطوائف العرقية والدينية.
عون: الخسائر الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت 15 مليار دولار
ماكرون يدعو الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن للعمل على استعادة لبنان لاستقراره
ماكرون وبوتين يدعوان إلى تسوية جميع المسائل الخلافية من قبل اللبنانيين أنفسهم

باريس/موسكو - حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء من "أي تدخل خارجي" في لبنان خلال اتصال مع نظيره الإيراني حسن روحاني، بعد ثمانية أيام من الانفجار الذي هز العاصمة اللبنانية وأدى إلى تظاهرات مناهضة للطبقة السياسية.

وذكّر ماكرون "بضرورة أن تتجنب كل القوى المعنية، أي تصعيد للتوتر وكذلك أي تدخل خارجي ودعم تشكيل حكومة مهمتها إدارة الأزمة الطارئة"، وفق ما جاء في بيان للرئاسة الفرنسية.

وكان تحذير الرئيس الفرنسي رسالة لإيران التي تدعم حزب الله والتي تحاول من خلال وكيلها في لبنان فتح منافذ أوسع في الساحة اللبنانية من بوابة المساعدات الإنسانية والتضامن مع الشعب اللبناني على خلفية انفجار مرفأ بيروت.

وتدرك فرنسا حجم الدور الإيراني في تأجيج أزمات لبنان بدعمها وتسليحها لحزب الله وهو ما فاقم التوترات الداخلية ودفع لبنان إلى عزلة دولية وعربية.  

وأشار أيضا إلى "الحاجة الملحة للتحرك في الإطار الذي وضعته الأمم المتحدة خلال المؤتمر الدولي لدعم ومساعدة بيروت والشعب اللبناني".

وفيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني الذي جرى التوقيع عليه في يوليو/تموز 2015 وانسحبت منه الولايات المتحدة قبل ثلاث سنوات، ذكّر ماكرون "برغبته في الحفاظ" على إطار الاتفاق و"العمل لصالح التهدئة في المنطقة"، داعيا إيران إلى "القيام بالمبادرات الضرورية لتفادي تصعيد التوترات".

فرنسا تدرك حجم الدور الإيراني في تأجيج أزمات لبنان بدعمها وتسليحها لحزب الله وهو ما فاقم التوترات الداخلية ودفع البلاد إلى عزلة دولية وعربية  

وأثار ماكرون الملف اللبناني أيضا في اتصال مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث أشار إلى "أهمية أن يعمل الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن الدولي معا على التهدئة بما يصب بمصلحة الاستقرار في لبنان والمنطقة كاملة ودعم حكومة" لإدارة الأزمة الطارئة.

والتمس أيضا "مشاركة روسيا في الآلية التي وضعت خلال المؤتمر الدولي لدعم بيروت والشعب اللبناني" الذي عقد عبر الفيديو برعاية الأمم المتحدة وفرنسا.

ولم تشارك موسكو في هذا المؤتمر الدولي الذي جرى التعهد خلاله بتقديم مساعدة طارئة إلى لبنان بقيمة 252.7 مليون يورو.

وأفادت الرئاسة الروسية في بيان بأن بوتين وماكرون استعرضا مستجدات الوضع في لبنان بعد الانفجار الذي هز العاصمة بيروت في 4 أغسطس/آب الجاري.

وأوضح البيان أن الرئيسين تناولا خلال الاتصال الإجراءات المتخذة من قبل موسكو وباريس في سبيل تقديم دعم إنساني إلى الشعب اللبناني.

انفجار مرفأ بيروت خلف خسائر فادحة لا يقدر لبنان وحيدا على تحملها
انفجار مرفأ بيروت خلف خسائر فادحة لا يقدر لبنان وحيدا على تحملها

وأشار إلى تأكيد الجانبين على ضرورة دعم وحدة لبنان وسيادته، مشددين على ضرورة تسوية جميع المسائل الخلافية من قبل اللبنانيين أنفسهم على أساس حوار بناء، دون أي تدخل خارجي.

وفي سياق المد الإنساني، قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود تعهدا اليوم الأربعاء بمساعدة لبنان في أعقاب الانفجار الذي وقع الأسبوع الماضي في مرفأ بيروت.

كما اتفق الاثنان أيضا في اتصال هاتفي بينهما، على أهمية توفير "ظروف خارجية مواتية" للشعب اللبناني لتشكيل حكومة جديدة تقوم على الحوار بين كافة الطوائف العرقية والدينية في البلاد.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون الأربعاء إن الخسائر الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت الأسبوع الماضي تفوق 15 مليار دولار، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.

ونقلت الوكالة عن عون قوله خلال اتصال هاتفي مع ملك إسبانيا فيليبي السادس "التقديرات الأولية للخسائر التي مُني بها لبنان تفوق 15 مليار دولار"، مشيرا إلى "خسائر مادية أخرى والحاجة لمواد بناء لإعادة بناء الأحياء المتضررة".