ما وراء تحالف إخوان ليبيا مع ميلشيات الجضران

أزمة احتلال المناطق النفطية اتخذت بعدًا آخر بعد تصريحات للقيادة الإخوانية معظمها تم تفسيره على أنها محاولات لتدويل المناطق النفطية، رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في ليبيا تحدث عن إمكانية الاستعانة بتدخل أجنبي في منطقة الهلال النفطي.

مع اقتراب إتمام سيطرة الجيش الوطني على درنة، واقتراب موعد الانتخابات، يشير مراقبون إلى أن الإخوان ينحون إلى خلط الأوراق في ليبيا، عبر الدفع بميلشيات مسلحة يقودها إبراهيم الجضران للسيطرة على منطقة الهلال النفطي.

ورغم إعلان الجضران -الذي يلقبه الليبيون بـ”سارق النفط”- تبعيته وولاءه لحكومة الوفاق، إلا أن الأخيرة نفت أية علاقة لها به، فيما أعلن الجيش الليبي أن قوات تابعة لسرايا الدفاع عن بنغازي، المتحالفة مع “مليشيات الجضران”، ومع قوات تابعة للمعارضة التشادية، هي من نفذت الهجوم على منطقة الهلال النفطي.

والجضران قائد سابق في قوات حرس المنشآت النفطية، انشق في 2013، وسيطر على منطقة الهلال النفطي لثلاث سنوات، قبل أن يقوم الجيش الليبي في المناطق الشرقية بالقضاء على مشروعه، وطرده من السدرة ورأس لانوف في سبتمبر/أيلول 2016.

ويبدو أن الجضران (المطلوب للمحاكمة) قد رأى الأرضية مهيأة لإعادة احتلال المناطق النفطية، مع تخوّف الليبيين من النزعة الانفصالية لتلك الميلشيات، خصوصًا مع قيامه في الفترة السابقة باحتلال المناطق النفطية، وبإضعاف الإنتاج الليبي من النفط إلى النصف، فيما أحبطت العديد من عمليات تهريب وبيع النفط التي قامت بها ميليشيات الجضران.

بعد قيام الجيش الوطني بطرد ميشليات الجضران في سبتمبر/أيلول 2016، وإفشال مشروعه، قامت “سرايا الدفاع عن بنغازي” المقربة من الإخوان المسلمين بإعادة السيطرة على الهلال النفطي، ثم عاد الجيش الوطني ونجح بتحريرها مرة ثانية بعد فترة قصيرة.

وترتبط سرايا الدفاع عن بنغازي، التي يقودها الإخواني إسماعيل الصلابي، بعلاقة قوية مع ميلشيات الجضران، إذ أشارت تقارير إعلامية إلى أن تنسيقًا حدث بين الجهتين، من أجل خلط الأوراق، مع اقتراب السيطرة على مدينة درنة من الميلشيات التي تسيطر عليها جماعات إخوانية، مما يشكل ضغطًا على الجيش الوطني الليبي، لإعطاء متنفس لإرهابيي درنة، الذين وصفهم القيادي الإخواني خالد المشري بأنهم “ثوار”!

جاءت تصريحات قيادات الإخوان بعد سيطرة الجضران على الموانىء النفطية، مثيرة “للشبهة”، ولها امتدادت إقليمية، مثلما صرّح بذلك الناطق باسم الجيش الليبي، العميد أحمد المسماري، الذي اتهم دولة قطر بأنها تقف خلف الأزمات في ليبيا، قائلاً إنها داعمة للإرهاب في ليبيا؛ فهي داعمة لـ(الإخوان) عن طريق علي الصلابي وأخيه أسامة -وهما من قادة الهجوم على الهلال النفطي- مشيرًا إلى أن بقايا تنظيم (القاعدة)، وقادة الجماعة الإسلامية المقاتلة يتواجدون في قطر وتركيا.

كما يرى مراقبون، بأن إقدام الإخوان على السيطرة على الموانىء النفطية، جاء لسحب ورقة النفط من يد الجيش الليبي، الذي يخوض معه الإسلاميون صراعًا وجوديًا، معارضين أهدافه لتوحيد ليبيا وتطهيرها من العناصر المتشددة والجهادية.

لكن أزمة احتلال المناطق النفطية، اتخذت بعدًا آخر، بعد تصريحات للقيادة الإخوانية، معظمها تم تفسيره على أنها محاولات لتدويل المناطق النفطية؛ فقد صرّح رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان في ليبيا، محمد صوان، متحدثًا عن إمكانية الاستعانة بتدخل أجنبي في منطقة الهلال النفطي، داعيًا المجلس الرئاسي إلى أن “يمارس صلاحياته لاحتواء الأزمة، وحماية أرزاق الليبيين، ولو اضطر إلى طلب المساعدة لتحقيق ذلك، ووضع حد لهذا العبث”!

وهو ما فسّره مراقبون بأنه أطماع الإخوان بتدويل الأزمة، من أجل تثبيت أركان حكمهم، عن طريق قوات دولية داعمة للإرهاب، مع استخدام الإخوان لورقة النفط من أجل عقد مساومات وتفاهمات مع جهات خارجية طامعة بالثورة الليبية، وذلك من أجل منح الإخوان وحلفائهم من الجهاديين شرعية التمركز في تلك المناطق.

عن كيوبوست