مبادرة زراعية لمواجهة الأمن الغذائي الهش في الأردن

أسر أردنية تشارك في زراعة القمح لتأمين احتياجاتها من الطحين على مدار العام والتوعية بأهمية الأمن الغذائي في المملكة.
الخبز عنصر أساسي في المطبخ الأردني
نحو 53 بالمئة من الأردنيين عرضة لنقص الأمن الغذائي

عمان - عند إعلان فرض إجراءات العزل العام بسبب جائحة كورونا في الأردن هرع الألوف وهم في حالة ذعر إلى المخابز لتأمين احتياجاتهم من الخبز. وعلى عكسهم جلس ربيع زريقات في بيته يصنع خبزه بيده غير عابئ باحتمال انخفاض الإمدادات.
وكان زريقات ولما الخطيب، مؤسسا مبادرة ذكرى للتعليم الشعبي، قد أسسا قبل عام واحد فقط من تفشي الجائحة مشروعا يهدف إلى زراعة وحصاد القمح للتوعية بأهمية الأمن الغذائي والسيادة في المملكة الأردنية.
وانطلقت المبادرة عام 2019 عندما تعلم زريقات ولما الخطيب كيفية زراعة القمح بنفسيهما في قطعة أرض بمحافظة البلقاء. ثم قررا توسيع المبادرة لتضم قطع أراض أخرى في أحياء مختلفة وحشد المجتمعات المحلية للمشاركة في الزراعة أيضا.
وأثناء حصد القمح في منطقة تقع إلى جانب مركز تجاري قال زريقات "يعني إحنا مُهيمن علينا غذائيا وحتى ثقافيا واقتصاديا. هذا المشروع عم بخلي الناس تزرع غذاءها بإيدها لتحقق سيادتها على غذائها. إحنا محتم للأسف يعني تحولنا لمجتمع استهلاكي، مجتمع مُهيمن عليه، حتى كتير ناس من اللي أجو على المنطقة اليوم موجودين كانوا من زمان هاي المنطقة تعني لهم مول يعني كانوا بس يشوفوا انه هونا فيه مول. اليوم في منهم صاروا يعلقوا ويقولوا انه إحنا بعد ها التجربة بطلنا نشوف المول وبس عم نشوف الأرض".

وأضاف "الفكرة بدأت تقريبا من سنتين لما عرفنا وقائع عن الغذاء في الأردن وبالتحديد الحبوب اللي هو الأردن للأسف بينتج فقط أربعة بالمئة من احتياجه للحبوب، تقريبا 96 في المئة هو مستورد، فهذا يعتبر هيمنة علينا، إحنا مُهيمن علينا غذائيا. من هون بدأت فكرة نواة تحررية كيف ممكن نبلش نطلع في أفكار نتحرر على الأقل غذائيا، لأنه لما يكون مُسيطر على الشعوب بغذائها معناته إحنا لا نملك القرار السيادي تبعنا أو السياسي".
وشاركت 60 أُسرة في المجمل، تضم 200 فرد، في زراعة تسع قطع أرض بالقمح حتى الآن، وذلك يوفر لهذه الأُسر احتياجاتها من الطحين (القمح) على مدار العام.
وقالت غفران أبو دية، إحدى المشاركات في المبادرة "فيه شي علاقة جميلة جدا عم تتكون هلا مع الأرض. أنا ولا مرة بحياتي كنت حفكر فيها لولا هاي المبادرة ولولا هاي التجربة اللي عم بمرق فيها. فتعب آه تعب أهلنا عاشوا هذا التعب ومرقوا فيه بس بنفس الوقت تعب بييجي مع قيمة وبالآخر بس فكرة إنه الواحد يكتفي بأنه هو زرع قمحاته ويآكلهم ع مدار السنة، هذا الشي لا يقدر بثمن".
وقال نبيل أبو عطا، أحد المشاركين في المبادرة، "شعور رائع وهذا الشعور اللي أنا باقولك إحنا بنقصنا إنه نشعر إنه اقتصاد منتج. وكل بيت لازم يسير بحد ذاته اقتصاده اقتصاد منتج. يعني متى ما شعرت إنك اللي أنت مع تنتج تحصد قمحك وبتنتج خبزك، خلاص صرت أنت منتج، بتصير تفكر بعدين غير وقت الحصاد شو بدك تعمل إنتاج في مكان آخر".
ومع الانتهاء من حصاد كل قطعة أرض ينضم زريقات للمزارعين الأردنيين التقليديين في حفل موسيقي تقليدي معتاد في المجتمعات الريفية.
وسلّطت أزمة كوفيد-19 الضوء على وضع الأمن الغذائي الهش في الأردن، حيث وجه الملك عبدالله الحكومة لإصلاح القطاع الزراعي لتمكين البلاد من البدء في توفير الاحتياجات من المنتجات الرئيسية.
ووفقا لتقرير نشرته مؤسسة كارنيجي في أبريل/نيسان 2021 فإن نحو 53 بالمئة من الأردنيين عرضة لنقص الأمن الغذائي.
والخبز عنصر أساسي في المطبخ الأردني.